تصدرت المفاوضات الأمريكية - الإيرانية المشهد مجدداً خلال الساعات الأخيرة، وذلك على خلفية الأنباء التي تواترت بشأن التقييم السري من قبل البيت الأبيض لجدوى عودة الاتفاق، في وقت دخل مجلس الشيوخ على خط الأزمة. ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، وجود أي تقييم سري في إدارة الرئيس جو بايدن حول أنه لم تَعُد هناك أي جدوى من العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، معرباً في الوقت نفسه عن قلق واشنطن من تطوير إيران للصواريخ الباليستية ودعمها المستمر للإرهاب. وقال برايس في تصريحات الجمعة «إن إدارة الرئيس بايدن ملتزمة بعدم حصول إيران على السلاح النووي»، مشدداً على ضرورة العودة للامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة. يأتي هذا عقب ساعات من استبعاد سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد حدوث أي تقدم ملموس في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يهدف إلى تقييد برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات التي تقوض اقتصادها منذ عام 2018، مؤكدة في الوقت نفسه أن الاتفاق النووي مع إيران «قد لا يرى النور إطلاقاً».
قنبلة الشيوخ
في السياق، كشفت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية أن الأغلبية العُظمى من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، صوتت (الأربعاء) الماضي بالموافقة على إجراء يقوده الجمهوريون ينص على أن أي اتفاق نووي مع طهران يجب أن يتناول دعمها للإرهاب في المنطقة، وأنه لا يجب على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن الحرس الثوري.ورغم أنه إجراء غير ملزم، فإنه اعتبر انتصاراً متواضعاً للجمهوريين الذين دفعوا إدارة بايدن للانسحاب من المحادثات الجارية في فيينا، بعد أن أخفقت الأطراف في التوصل لاتفاق نهائي.
ووصف المشرّعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي نتيجة التصويت بـ«طلقة تحذيرية» لفريق بايدن المفاوض الذي أقرّ سرّاً بأن التوصل لاتفاق يتجاوز الحد من برنامج إيران النووي لم يعد ممكناً، طبقاً لمصادر مطلعة على الإحاطة السرية المتعلقة بهذه القضية.وبحسب «بوليتيكو»، كان هذا التصويت المرة الأولى التي يضطر فيها المشرّعون للتحدث صراحة عن نقاط شائكة رئيسية في جهود إدارة بايدن المستمرة منذ عام لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران. ويشكك معظم المشرعين حيال شروط الاتفاق، ويؤيدون فقط اتفاقاً أشمل يتناول دعم طهران للإرهاب في المنطقة. وقال السيناتور كوري بوكر «نريد اتفاقاً أطول وأقوى. أريد أفضل اتفاق ممكن يؤمن المنطقة ويمنع إيران من الحصول على سلاح نووي».
إقرأ أيضاً..تقديرات سريَّة.. الصين على أعتاب انتزاع الهيمنة الأمريكية
وعزا السيناتور كريس مورفي معارضته للإجراء بأنه قد يقوّض جهود إدارة بايدن، قائلاً إنه سيكون بمثابة تأييد لنهج عهد دونالد ترامب مع إيران. وصوّت 16 نائباً ديمقراطياً وجميع الجمهوريين تقريباً بالموافقة على مقترح السيناتور جيمس لانكفورد ما سهل تأمين الـ60 صوتاً. وكان من بين المصوّتين بـ«نعم» زعيم الأغلبية تشاك شومر، الذي عارض الاتفاق النووي لعام 2015، ومجموعة أخرى من الديمقراطيين.