قال مسؤولون بوزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأحد، إن الحرب الدائرة منذ أربعة أشهر في أوكرانيا تؤثّر على معنويات القوات في كلا الجانبين، ما أدّى إلى فرار الجنود من الجيش والتمرد ضد أوامر الضباط، وسط تحذيرات من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) باستمرار القتال لسنوات. قالت وزارة الدفاع البريطانية في تقييمها اليومي للحرب: ”الوحدات القتالية من كلا الجانبين ملتزمة بتكثيف القتال في دونباس، ومن المحتمل أن تعاني من تغيُّر معنوياتها”. قال التقييم: ”من المحتمل أن تكون القوات الأوكرانية قد عانت من حالات فرار في الأسابيع الأخيرة”، لكنه أضاف أن ”الروح المعنوية للقوات الروسية على الأرجح تظل مضطربة بشكل خاص”. وأضاف أن ”حالات رفض وحدات روسية كاملة الأوامر والمواجهة المسلحة بين الضباط وقواتهم لا تزال مستمرة”. وعلى صعيد منفصل، نشرت وكالة الاستخبارات الأوكرانية ما قالت إنها مكالمات هاتفية تم اعتراضها حيث اشتكى الجنود الروس من سوء الأوضاع في الخطوط الأمامية وتدهور حالة المعدات ونقص الأفراد، وفقاً لتقرير صادر عن معهد دراسة الحرب. وفي مقابلة نشرت الأحد في الصحيفة الأسبوعية الألمانية بيلد أم سونتاغ، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ”لا أحد يعرف إلى متى ستستمر الحرب. نحن بحاجة للاستعداد لاستمرارها لسنوات”. كما حثَّ الحلفاء على ”عدم التواني عن دعم لأوكرانيا، حتى وإن كانت التكلفة مرتفعة، لا على صعيد المساعدات العسكرية فقط، بل بسبب الزيادة في أسعار الطاقة والسلع الغذائية”. خلال الأيام الأخيرة، خفضت شركة الغاز الروسية غازبروم إمداداتها إلى اثنين من العملاء الأوروبيين الرئيسيين - ألمانيا وإيطاليا. وفي حالة إيطاليا، من المتوقع أن يجتمع مسؤولو الطاقة هذا الأسبوع لمناقشة الوضع. وقال رئيس شركة الطاقة الإيطالية العملاقة إيني، اليوم السبت، إنه يؤيد شراء غاز إضافي من مصادر أُخرى، كما ينبغي على إيطاليا القيام بذلك خلال الشتاء المُقبل، لكنه حذّر الإيطاليين من أن ”القيود” على استخدام الغاز قد تكون ضرورية. قال وزير الاقتصاد الألماني، الأحد، إن ألمانيا ستحدُّ من استخدام الغاز لإنتاج الكهرباء وسط مخاوف بشأن النقص المحتمل الناجم عن انخفاض الإمدادات من روسيا. وتحاول ألمانيا ملء مرافق تخزين الغاز لديها إلى طاقتها الاستيعابية القُصوى قبل أشهر الشتاء الباردة.
وجهٌ جديد سيعتلي المنصة الإعلامية الشهيرة ذات الخلفية الزرقاء للمتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض وصاحب الإحاطة الإعلامية «اليومية»، من الآن فصاعداً وبالتحديد، اعتباراً من 13 مايو الجاري.
في هذا التاريخ، سيكون الصحفيون المقيمون في واشنطن، ومراسلو البيت الأبيض، على موعد مع كارين جان-بيار، التي عينها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، لتحل محل الصهباء جين ساكي.
بهذه الخطوة، تدخل جان-بيار (44 عاماً) التاريخ من بوابتين في آن. فهي أول سمراء تتقلد المنصب المهم لتصبح وجهاً يومياً مألوفاً يجيب عن أسئلة الصحفيين ويتصدر نشرات الأخبار المصورة. كما أنها أول «مثليّة علناً» تتولى المنصب.
قضية حساسة
تتخذ تلك القضية الحساسة المتعلقة بـ«مجتمع الميم» في الساحة السياسية الأمريكية أهمية خاصة في توقيتٍ حذر فيه بايدن قبل يومين من أن قرار المحكمة العليا الأمريكية بإلغاء «حق الإجهاض» من شأنه أن يضع «مجموعة كاملة من الحقوق على المحك»، تتعلق بزواج المثليين وأطفالهم، متسائلاً: «ماذا سيحدث إذا قالت إحدى الولايات إن أطفال مجتمع الميم لم يعد بإمكانهم الذهاب إلى الفصول الدراسية نفسها مثل الأطفال الآخرين؟».
كانت ساكي قد أعلنت، منذ توليها المنصب، أنها ستنسحب منه قبل انتهاء ولاية بايدن. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أنها ستنضم إلى محطة «إم إس إن بي سي» ذات التوجه التقدمي.
أما كارين جان-بيار، الناطقة بالفرنسية، والمرتبطة بالصحفية سوزان مالفو التي تعمل في محطة «سي إن إن» ومعهما طفلة، فولدت لأبوين من هايتي هاجرا إلى الولايات المتحدة، حيث نشأت في نيويورك. لذا، كثيراً ما وصفت مسار عائلتها بأنه يجسد «الحلم الأمريكي» الذي أثر بشكل حاسم في حياتها المهنية.
عملت في حملتين انتخابيتين للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عامي 2008 و2012، ومن ثم حملة جو بايدن في 2020، قبل أن تنضم إلى فريقه في البيت الأبيض.
تخرجت جان-بيار في جامعة كولومبيا العريقة قبل أن تنخرط في الحياة السياسية. وفي تصريح بارز لها عام 2018، قالت «أمثل كل ما يكرهه (الرئيس السابق) دونالد ترامب».
اقرأ أيضاً.. الانتخابات اللبنانية.. السنَّة ينتظرون إشارات الحريري للمشاركة بقوة
خليفة متوقعة
رغم أن قرار بايدن اُتخذ الخميس، إلا أنه كان يُنظر إليها منذ شهور باعتبارها «الخليفة المتوقعة لساكي»، إذ كانت تشغل منصب السكرتير الصحفي الثاني للسنة الأولى من إدارة بايدن.ويقول موقع «بوليتيكو» الأمريكي المتخصص في الشؤون السياسية إن بايدن دعاها إلى المكتب البيضاوي بعد ظهر الخميس، حيث أجريا محادثة قدم لها خلالها عرض الوظيفة فقبلته. وأضاف أنه في وقت لاحق من اليوم نفسه، دعا الرئيس الأمريكي ساكي وجان-بيار معاً إلى الاجتماع بالفريق الصحفي في مكتب السكرتير الصحفي لإبلاغ بقية الفريق رسمياً، «قبل أن يحتفي الموظفون جميعاً بزجاجتين من الشمبانيا الدافئة».
عباءة ساكي
ويضيف «بوليتيكو» أن جان-بيار أمامها مهمة كبيرة و«عباءة واسعة ينبغي عليها ملؤها»، حيث كان يُنظر بين أعضاء السلك الصحفي في البيت الأبيض إلى ساكي على أنها متحدثة لبقة وموهوبة وتتسم بالهدوء والحنكة في شرح قضايا السياسة المعقدة. كما أن ساكي تولت مهمتها وهي عازمة على استعادة مصداقية البيت الأبيض، بعد سنوات من المعارك العدائية مع وسائل الإعلام، في ظل إدارة ترامب. يضاف إلى كل ذلك أنها تولت مهمتها في فترة استثنائية واكبت تفشي وباء كوفيد، ثم المتحور أوميكرون، ثم اندلاع الصراع الروسي الأوكراني.وعن مهمتها، قال مايك ماكوري، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية، والسكرتير الصحفي للرئيس الأسبق بيل كلينتون، إن ساكي أعطت «دروساً في التواصل وقت الأزمات»، لا سيما أن «المؤتمر الصحفي اليومي كان من الأشياء المهددة بالانقراض». وأضاف «أن تكون مسؤولاً، وتقبل الأسئلة الصعبة، حتى المضحكة منها، يتطلب الأمر صبراً ونعمةً». كذلك حرصت ساكي على عدم تجاهل وسائل الإعلام العدائية مع الديمقراطيين، مثل «فوكس»، فكان سلوكها واقعياً ومنضبطاً.
اقرأ أيضاً.. «تخزين الطوارئ» في ألمانيا.. دعوة للذعر أم إجراء وقائي؟
لهذه الأسباب، قد تجد جان-بيار نفسها في مقارنة ليست سهلة بعض الشيء. لكن الرئيس الأمريكي في بيان تعيينها تنبأ بأن تواصل الناشطة الديمقراطية البارزة التي كانت تظهر بانتظام كمحلل سياسي على شبكة «إم إي إن بي سي» المهمة الصعبة، وأن «تسهم بالخبرة والموهبة والنزاهة اللازمة» في التواصل بين البيت الأبيض وكل وسائل الإعلام الأمريكي المؤيدة والمنتقدة لإدارة بايدن.
قصة أمل
تعتبر مهمة جان-بيار «واحدة من أكثر الوظائف الحكومية التي تواجه الجمهور» بشكل مباشر، بحسب مجلة «فوربس» الأمريكية، التي أوضحت أن المتحدثة الجديدة للبيت الأبيض شقت طريقاً طويلاً إلى هذا المنصب، مروراً بهيئة التدريس في جامعة كولومبيا عام 2014، والتدريس في كلية الشؤون الدولية والعامة، حيث حصلت على درجة الماجستير في الشؤون العامة منذ 2003.
وأشار تقرير «فوربس» إلى أن نشأتها وسط مجتمع المهاجرين الهايتيين كان له أكبر الأثر في حياتها، التي روت فصولها في كتاب أصدرته عام 2019 بعنوان «قصة أمل.. عمل شاق.. ووعد أمريكا».