كان واحداً من ثلاثة رجال التقوا سراً في إحدى غابات بيلاروسيا عام 1991 ليبرموا اتفاقاً دق المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفييتي.. فمن هو ستانيسلاف شوشكيفيتش الذي توفي الثلاثاء عن عمر ناهز 87 عاماً؟
أعلنت أرملته إيرينا، الأربعاء، أنه رحل عن عالمنا نتيجة لمضاعفات مرض كوفيد-19.. وكان أول رئيس لبيلاروسيا المستقلة، وأحد الذين ساهموا في تفكيك الاتحاد السوفييتي.
وكان شوشكيفيتش قد أُدخل إلى العناية المركزة في المستشفى يوم 26 أبريل الماضي، نتيجة إصابته بفيروس كورونا، وقالت زوجته حينها إنه بدأ تلقي العلاج بعد ثبوت إصابته بمتحور أوميكرون.
ولد الزعيم السياسي والعالم البيلاروسي عام 1934 في مينسك، وبعد حصوله على الدكتوراه في الفيزياء والرياضيات من الجامعة الحكومية، أصبح أستاذاً له العديد من المؤلفات.
في عام 1989، جرى انتخاب شوشكيفيتش عضواً في مجلس نواب الشعب، وفي 1990، انتخب عضواً في مجلس السوفييت الأعلى في بيلاروسيا. وفي عام 1991، أصبح رئيس المجلس (رئيس برلمان بيلاروسيا بعد الاستقلال).
من أبرز لحظات مسيرته السياسية كانت التوقيع على اتفاقات بيلافيزا في بيلاروسيا، بعد لقاء سري في غابات بيلاروسيا، بشأن حل الاتحاد السوفييتي في 8 ديسمبر 1991، إلى جانب الزعيمين الروسي والأوكراني آنذاك بوريس يلتسين وليونيد كرافتشوك، وكان شوشكيفيتش وقتها رئيس البرلمان.
وصف هذا الاجتماع السري بأنه كان المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفييتي؛ بعدها، تفكك كل من الاتحاد وتحالفه العسكري الذي كان مبرماً مع جميع الدول التابعة للاتحاد السوفيتي، ولم يعد ميثاق وارسو موجوداً.
اقرأ أيضاً.. المفوضية الأوروبية تطرح تفاصيل الحزمة السادسة من العقوبات على روسيا
تقلد منصب رئيس مجلس السوفييت الأعلى لجمهورية بيلاروسيا خلال الفترة من 1991 إلى 1994، إلى أن أطاح به المعارضون المحافظون في البرلمان من منصبه، وترشح لاحقاً لمنصب الرئيس لكن دون جدوى.
وبعدما لعب دوراً محورياً في أحد أهم أحداث القرن العشرين، اختفى عن الساحة السياسية إلى حد كبير، لكنه ظل معارضاً بارزاً كخليفته الأوتوقراطي أليكساندر لوكاشينكو.
كان شوشكيفيتش أستاذاً في الفيزياء النووية، وكان من أشد المطالبين بإزالة الترسانة النووية السوفييتية من بيلاروسيا؛ أيد السوق الحرة، والإصلاحات السياسية، وعرف بدبلوماسيته وانتقائه لكلماته وكان يعتبر من أشد المدافعين عن الديمقراطية.
قال شوشكيفيتش في مقابلة صحفية عام 2016 إن «القادة الثلاثة فعلوا الشيء الصحيح»، معتبراً أن الاتحاد السوفيتي كان قد انهار بشكل أساسي في أعقاب الانقلاب المتشدد الفاشل ضد الرئيس الراحل ميخائيل غورباتشوف في أغسطس 1991، وأن اتفاقيات بيلافيزا تفادت «السيناريو اليوغوسلافي»، في إشارة إلى الحروب التي دمرت الدولة البلقانية السابقة متعددة الأعراق في التسعينيات.