السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

هل تأثرت شعبية بوتين في روسيا بالحرب الأوكرانية؟

هل تأثرت شعبية بوتين في روسيا بالحرب الأوكرانية؟

الحرب الأوكرانية رفعت من شعبية بوتين داخل روسيا

قال عضو الجالية المصرية فى روسيا، الدكتور محمد الليثي، أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة الصداقة الروسية، إن نظرة الروس تغيرت فى الداخل منذ بدء العملية العسكرية فى أوكرانيا، بعد ما أثبتت الحكومة الروسية صدق روايتها لجميع أبناء الشعب، فمع بداية العملية العسكرية رفعوا شعارات «لا نريد الحرب» ثم بدؤوا بتعليق ملصقات تشيد بالرئيس الروسي بوتين. وأضاف الليثي فى حوار لـ«الرؤية»، أن العالم مقبل على حرب اقتصادية كبيرة، كما أن العملة الروسية ستقوى أمام الدولار بسبب قرار بيع المحروقات بـ«الروبل»، مشيراً إلى أن موسكو كانت ولا تزال مستعدة للعقوبات المفروضة، والتي ستفرض لاحقاً.

بعد شهرين من اندلاع العملية العسكرية كيف يرى روس الداخل، الحرب الدائرة؟

نظرة الروس تغيرت فى الداخل كثيراً منذ بدء العملية العسكرية فى أوكرانيا، وذلك بعد ما أثبتت الحكومة الروسية صدق روايتها لجميع طوائف الشعب، ففي بداية الحرب خرج العديد من المواطنين الروس، ورفعوا شعارات «لا نريد الحرب» وذلك خوفاً من أشياء عدة مثل فقدان العديد من الشباب الروس، وارتفاع أسعار المعيشة، وارتباك الحياة الطبيعية التي يعيشونها، ولكن فى الفترة الأخيرة، شاهدنا وسمعنا الروس وهم يشيدون بالعملية العسكرية فى أوكرانيا وبدؤوا يعلقون ملصقات شعار العملية العسكرية وهو حرف «Z» وهو يرمز لشعار «من أجل النصر»، ثم أصبحوا أيضاً يشيدون بالرئيس فلاديمير بوتين، الذي وما زال يحافظ على الأمن الداخلي والخارجي لروسيا الاتحادية.

بصفتك عضواً فى الجالية المصرية في روسيا، ما هي الخطوات التي اتخذتها خاصة في ظل الحرب الدائرة؟

الجالية المصرية فى روسيا ليست جالية كبيرة بالمقارنة مع دول أخرى كثيرة وجاليات أخرى عربية فى روسيا، ولكن معظم الجاليات العربية يزيد أداؤها فى حالات الطوارئ، وكما هو الحال، فإننا نرى أن الجالية المصرية فى هذه الفترة تضاعف نشاطها فى حصر عدد المواطنين المصريين، الذين زاد عددهم في الآونة الأخيرة خاصة الطلاب، الذين جاؤوا قاصدين التعليم فى الجامعات الروسية، وأرى أن هذه الخطوة المتمثلة فى حصر عدد المواطنين المصريين فى روسيا من أهم الأشياء حالياً تحسباً لأي ظرف طارئ.

هل تعتقد أن العملية العسكرية كانت مبررة؟ ولماذا؟

نعم بالطبع، العملية العسكرية كانت مبررة بالنسبة للكثير، ولي شخصياً، فكلنا نعلم أن هناك حلفاً أوحد يتحكم بالعالم، ولكن مع بدء العملية العسكرية، أرى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد أن يوازن معادلة السياسة العالمية كما كان فى السابق قبل تفكك الاتحاد السوفييتي، وهذا بالفعل ما يحدث الآن، فالرئيس بوتين هو وريث الاتحاد السوفييتي، كما يلقبونه، ولن يسمح بالمساس بالأمن القومى الروسي، أو لأي دولة كانت أن تهدد أمن روسيا، بالأخص دول الجوار والتي تشارك روسيا في الحدود وهذا ما رأيناه.

من وجهة نظرك ماذا تريد روسيا؟ وماذا تريد أوكرانيا؟

نعلم جيداً أن أوكرانيا هي ابنة الاتحاد السوفييتي، وروسيا هي الوريثة لميراث الاتحاد السوفييتي الذي خلفه بعد التفكك، فلن تسمح موسكو لحلف شمالي الأطلسي «الناتو» أن يأخذ جزءاً من أراضي الاتحاد السوفيتي سابقاً، لذا فإن كل ما تريده روسيا من أوكرانيا هو عدم الانضمام إلى حلف الناتو، لأن كييف، بوابة جنوبية كبيرة على الحدود الروسية، وهنا سيحدث المساس بالأمن القومى لروسيا، ولكن الاتحاد الأوروبي، يُشبع فكرة حلم الانضمام لدى أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومن وجهة نظري أن هدف الروس من العملية العسكرية فى أوكرانيا هو قلب موازين الحكم فى العالم وهذا يدل على ذكاء الإدارة الروسية فى قراراتها.

الغرب يصف الحرب بأنها «إبادة جماعية» وأوكرانيا تصفها بأنها «غزو».. ما تعليقك؟

لا أعتقد أنها «إبادة جماعية»، لأنه لو كانت ذلك، لانتهت منذ بدء العملية العسكرية ببضعة أيام فقط، ولكن نحن نعيش شهرين منذ بدء العملية العسكرية، وإن كنت أعتقد أنه «غزو لتعديل الفكر الأوكراني»، للانضمام لحلف الناتو.

الروس والأوكران شعبان شقيقان، هل تعتقد أن هذه الصفة ستظل مستمرة بعد انتهاء الحرب، أم أن المعادلة تغيرت؟

لا يوجد روسي إلا وله أقارب فى أوكرانيا والعكس صحيح، ويوجد أيضاً فى أوكرانيا 30% يتحدثون اللغة الروسية، لذلك لا أعتقد أنهم سيتغيرون، إلا قلة من الأوكرانيين.

- هناك تباين في وجهات النظر الأوكرانية – الروسية حول «القوميين الأوكران»، كيف تراهم؟

على حد علمي هم تنظيم يميني متطرف ظهروا بعد الحرب العالمية الثانية ويؤيدون فكرة عدم اتباع روسيا فى مواقفها السياسية، وهم ضد روسيا فى المطلق.

- برأيك هل العالم مقبل على حرب اقتصادية عالمية؟ ولماذا؟

نعم نحن مقبلون على حرب اقتصادية كبيرة وسيكون فيها تغيير للمفاهيم الاقتصادية فى العالم، وسنشهد فى هذه الحرب الاقتصادية ما لم نشهده من قبل من تغير في موازين القوى الاقتصادية في العالم، وستكون حرب ذكاء لا قوة، فمنذ اندلاع العملية العسكرية فى أوكرانيا ونرى اهتزازات كبيرة بين الروبل والدولار، وتحويل بيع المحروقات الروسية بالروبل الروسي سيضعف من قيمة الدولار لا محالة، ومن ثم قرارات الدول المتحكمة فى سعر البترول في العالم ستؤدي أيضاً إلى إضعاف الدولار الأمريكي مما لا يروق لأمريكا المسيطرة على سوق المال فى العالم، وربما يظل سؤال لماذا كل هذا فى فترة الرئيس بايدن وليس فى فترة الرئيس ترامب السابقة؟

إقرأ أيضاً..ضغوط غربية على جزر سليمان للتراجع عن اتفاقية الصين

- هناك أحاديث حول مواعيد انتهاء الحرب.. برأيك متى تنتهي؟

لا أتوقع انتهاء الحرب قريباً حتى ينفذ الجانب الروسي خطته الاقتصادية فى العالم، والتي سينتج عنها مفاجآت عدة سنتحدث عنها لاحقاً.

- هل تعتقد أن روسيا خسرت أم ربحت الحرب حتى الآن في ظل عدم السيطرة على العاصمة كييف؟

لا أعتقد أن الجانب الروسي يريد السيطرة على العاصمة الأوكرانية «كييف»، فهو فى حاجة لوقت للبقاء فى أوكرانيا، وأعتقد أن روسيا لم ولن تخسر هذه الحرب ليس فقط أمام أوكرانيا، ولكن أقصد أمام أمريكا وحلف الناتو.

هل تأثر الاقتصاد الروسي بشكل كبير؟

بالطبع تأثر الاقتصاد الروسي من جراء العملية العسكرية في أوكرانيا والعقوبات التي فرضت عليهم، ولكن الروس كانوا يتفهمون جيداً ما سيقبلون عليه، وعلى ما أعتقد أنهم كانوا جاهزين لكل هذه العقوبات التي فرضت والتي لم تفرض بعد، وأنهم كانوا ينتظرون هذه العقوبات حتى يتسنى لهم تنفيذ اللعبة الاقتصادية الجديدة والتي يتضمنها دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل مما يعزز قوة الروبل ويضعف الدولار، وأيضاً إظهار نظام الدفع الروسي والنهوض به عالمياً منافساً لنظام «سويفت» العالمي، كل هذه الأسباب كان ينتظرها الجانب الروسي لتنفيذها في وقتها المحدد.