السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

شولتس يتحدث لـ«دير شبيغل» عن فرص اندلاع حرب عالمية ثالثة

شولتس يتحدث لـ«دير شبيغل» عن فرص اندلاع حرب عالمية ثالثة

شولتس يحذر من توسع نطاق الحرب الأوكرانية لمتد إلى دول أوروبية أخرى

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن بلاده قدمت العديد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، لمساعدتها في الحرب ضد روسيا، مشيراً في حوار مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية، إلى إرسال العديد من الأسلحة، ومؤكداً أنه يجب تجنب مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو وقوة عظمى نووية ومسلحة للغاية مثل روسيا، قائلاً: «أفعل كل ما في وسعي لمنع تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.. لا يمكن أن تكون هناك حرب نووية»، مشيراً إلى خطط تحديث الجيش الألماني وتخصيص 100 مليار يورو لتجهيزه بشكل أفضل.

مساعدة أوكرانيا

وحول تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا ضد روسيا، وتسليمها أسلحة ثقيلة، قال شولتس: «ألمانيا قامت بتزويد أوكرانيا بالأسلحة المضادة للدبابات، والمعدات المضادة للطائرات والذخيرة والمركبات والكثير من العتاد من مخزونات القوات المسلحة الألمانية، التي ساعدت أوكرانيا بشكل مباشر في معركتها للدفاع عن نفسها، مثلما فعل العشرات من الحلفاء، وهذا الأمر يمكن رؤيته في النجاحات العسكرية للجيش الأوكراني».

وشدد على أن خيارات الجيش الألماني لإرسال المزيد من الأسلحة من ترسانته قد استنفدت إلى حد كبير.. وقال: سنقدم كل ما هو متاح، مثل الأسلحة المضادة للدبابات، وألغام مضادة للدبابات وذخيرة مدفعية، ولهذا فهناك نقاش مع الصناعة الألمانية، وقمنا بوضع قائمة بالمعدات العسكرية التي يمكن تسليمها بسرعة وناقشناها مع وزارة الدفاع الأوكرانية، ونحن ندفع ثمن تسليم هذه الأسلحة حيث تقدم ألمانيا نحو ملياري يورو، وسيفيد جزء كبير منها أوكرانيا بشكل مباشر.

نوعية الأسلحة

وتابع: «قمنا بتسليم أسلحة للقتال في شرق أوكرانيا بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا؛ مركبات القوات، والمدفعية، قابلة للنشر بسرعة.. لهذا السبب نحن على استعداد لمساعدة حلفائنا في التدريب السريع على هذه المعدات ومعرفة ما إذا كان لا يزال من الممكن الحصول على المعدات المناسبة من جانبنا».

واستطرد: «يجب أن تكون المعدات العسكرية قابلة للنشر دون تدريب طويل، وبدون لوجستيات إضافية وبدون جنود من بلداننا، وأسرع طريقة للقيام بذلك هي باستخدام أسلحة من مخزونات الاتحاد السوفيتي السابق، والتي يعرفها الأوكرانيون جيداً».

وحول دعوة السفير الأوكراني في ألمانيا، أندريه ميلنيك، إلى شراء دبابات ألمانية من طراز «ماردر»، قال شولتس إنه يساعد الحكومة الأوكرانية على شراء الأسلحة بما يتماشى مع الإطار الذي اتفق عليه الحلفاء وبأسرع وقت ممكن لوقف الهجوم الروسي الضخم في الشرق.. وعن رغبة كندا والولايات المتحدة وهولندا في تسليم معدات ثقيلة إلى أوكرانيا بسرعة عكس ألمانيا، قال شولتس: «يمكنك فقط تقديم ما لديك.. وعليك أن تلقي نظرة فاحصة على مدى فعالية أي نوع من العتاد، وإذا قمت بتسليم مركبة يمكن إطلاق النار عليها من خلال أي مدفع رشاش، فلن يساعد ذلك القوات الأوكرانية كثيراً».

«الناتو» ومواجهة التهديد الروسي

وأضاف: «هناك حاجة إلى القدرة على الدفاع عن أراضي التحالف في جميع الأوقات، وهناك موازنة صعبة يجب علينا القيام بها باستمرار مع شركائنا، لأن التهديد الروسي لأراضي حلف شمال الأطلنطي (الناتو) مستمر».. وقال: «دول البلطيق، على وجه الخصوص، تطلب منا زيادة حضور القوات المسلحة الألمانية، لذلك نحن منخرطون بشدة مع وحدات في سلوفاكيا وليتوانيا، من بين بلدان أخرى، والهدف المعلن لحلف الناتو هو أننا يجب أن نكون قادرين على الصمود لمدة 12 يوماً مع ذخيرتنا ومعداتنا في حالة وقوع هجوم تقليدي، وفي وضع التهديد الحالي، على وجه الخصوص، سأبذل قصارى جهدي حتى لا أنسى هذا الالتزام».

وحول قيام الحكومة الأمريكية بتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا في غضون 48 ساعة فقط من وقت توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بينما تبدو ألمانيا كأنها تحتاج 48 يوماً، قال شولتس: «الجيش الأمريكي يمتلك مخزونات أكبر بكثير، وهناك تغير يحدث حالياً في الجيش الألماني».

إقرأ أيضاً..حوار | الصحة العالمية تجيب عن سؤال الساعة «هل انتهت الجائحة»؟

الحرب العالمية الثالثة

وحول الأعذار الألمانية في سرعة تقديم الأسلحة لأوكرانيا، قال: «بالنسبة لألمانيا، كان تغييراً عميقاً في المسار عندما أعلنا أننا سنزود منطقة الحرب هذه بالأسلحة، والكثير من الذين رفضوا هذه الخطوة في الماضي رفضاً قاطعاً، أصبحوا الآن يتفوقون على أنفسهم في مطالبهم بتقديم المزيد، دون معرفة الحقائق الدقيقة للمسألة، لكننا نحتاج إلى عقول هادئة وقرارات مدروسة بعناية، لأن بلدنا يتحمل مسؤولية السلام والأمن في جميع أنحاء أوروبا، ولا أعتقد أنه من المبرر أن تصبح ألمانيا والناتو طرفاً في الحرب في أوكرانيا، وفرض منطقة حظر طيران، كما تمت المطالبة به، كان من شأنه أن يجعل الناتو طرفاً في الحرب».

وقال: «قلت في وقت مبكر جداً إنه يجب علينا بذل قصارى جهدنا لتجنب مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو وقوة عظمى مسلحة للغاية مثل روسيا.. قوة نووية، وأفعل كل ما في وسعي لمنع تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.. لا يمكن أن تكون هناك حرب نووية». وعن عدم إرسال ألمانيا دبابات إلى أوكرانيا، قال: «تجنب التصعيد من جانب الناتو هو أولويتي القصوى، هذا هو السبب في أنني لا أحدق في أرقام الاستطلاعات أو أغضب من الصراخ الصاخب.. ستكون عواقب الخطأ مأساوية»، مؤكداً أنه سيحافظ على موقفه وسينظر في كل شيء بعناية، وأنه يعيد التقييم باستمرار والتشاور مع الحلفاء، قائلاً «ألمانيا لن تذهب وحدها».

روسيا واحتمال اللجوء للخيار النووي

وحول هل كان لديه انطباع من لقاءاته ومحادثاته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه قد يستخدم الأسلحة النووية، أكد شولتس أن روسيا تواجه صعوبات شديدة وبوتين تحت ضغط هائل، فالعقوبات تلحق ضرراً هائلاً بالاقتصاد الروسي، وسلسلة الهزائم العسكرية لم يعد من الممكن أن تتجاهلها أي دعاية حكومية. وقال المستشار الألماني إنه حذّر الرئيس بوتين من استخدام أسلحة بيولوجية أو كيميائية. كما وجهه آخرون لهذا التحذير الخطير.

شروط السلام بين روسيا وأوكرانيا

وأشار شولتس إلى أن هدفه أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وعلى القوات الروسية أن تنسحب، وأنه يجب أن يكون هناك اتفاق سلام يسمح لأوكرانيا بالدفاع عن نفسها في المستقبل، وقال: «سوف نسلحهم حتى يتم ضمان سلامتهم، وسنكون جاهزين كقوة ضامنة، لن يكون هناك سلام إملائي من النوع الذي تصوره بوتين منذ فترة طويلة».. وحول رؤيته لاتفاقية السلام، أكد أن أوكرانيا ستضع الشروط لاتفاق سلام، ولا أحد يستطيع أن يفعل ذلك بالوكالة لأنه سيكون غير مناسب.

وحول استمرار واردات ألمانيا من الغاز الروسي، أكد شولتس أنه لا يرى أن حظر الغاز سينهي الحرب، ولو كان بوتين خاضعاً للحجج الاقتصادية، لما كان ليبدأ هذه الحرب «المجنونة»، على حد وصفه.

وأضاف: «هناك افتراض أن الأمر كله يتعلق بجني الأموال، لكن النقطة المهمة هي أننا نريد تجنب أزمة اقتصادية دراماتيكية، وفقدان ملايين الوظائف والمصانع التي لن تفتح مرة أخرى أبداً، وستكون لذلك عواقب وخيمة على بلدنا وأوروبا بأكملها، كما أنها ستؤثر بشدة على تمويل إعادة أعمار أوكرانيا، ومن مسؤوليتي أقول: لا يمكننا السماح بحدوث ذلك».

وتابع: «يجب أن تفهم روسيا أنه لا أحد لديه خطة لمهاجمة روسيا عسكرياً أو لتغيير الحكومة من الخارج».

تحديث الجيش الألماني

وحول تحديث الجيش الألماني، قال شولتس: «أولاً هناك 100 مليار يورو لتجهيز الجيش الألماني بشكل أفضل، ومن خلال القيام بذلك، شجعنا أيضاً الآخرين في أوروبا على اتباع المسار نفسه، وثانياً نحن نبذل الكثير من الجهد لتسريع التحول إلى الطاقات المتجددة، حتى نصبح أقل اعتماداً على واردات الطاقة، وثالثاً نريد أن يكون الاتحاد الأوروبي قوى ذات سيادة، وهذا يشمل أيضاً دول غرب البلقان فهي تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي». كما أكد أن الألمان يعرفون أن الجيش المجهز بشكل أفضل لا يعني تغييراً في السياسة لتكون ألمانيا أكثر عدوانية.