الهدف من العقوبات الأوروبية تكبيد موسكو خسائر اقتصادية كبيرة
توقعات بتقليص الناتج المحلي الروسي 15% نتيجة الحرب
المخاطرة بحرب نووية ليست في مصلحة روسيا أو أوروبا
قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، لويس ميغيل بوينو، إن الاتحاد الأوروبي بذل كل الجهود الممكنة قبل أن تقرر روسيا غزو أوكرانيا. «وعلى الرغم من ذلك، فقد واصلنا التعامل مع الكرملين».وأضاف بوينو في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يتولى الآن رئاسة المجلس الأوروبي، أجرى محادثات مع الرئيس بوتين 15 مرة. كما حاولت المستشارة النمساوية أيضاً إقناع الرئيس بوتين بأن هذه الحرب التي لا داعي لها، يجب أن تنتهي، وأن تعود القوات الروسية إلى حيث تنتمي. لكن السلطات الروسية اختارت طريق العنف، وتواصل انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني في أوكرانيا. حسب تعبيره. وشدد على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الضغط على روسيا لوقف حربها العدوانية. وأن الهدف من العقوبات هو تكبيد روسيا كلفة عالية للحرب، وقد فعلت ذلك، وتضرر الاقتصاد الروسي بشدة جراء العقوبات.
عقوبات مؤثرة
وأشار إلى أن العقوبات تهدف أيضاً إلى استهداف القطاعات الاستراتيجية وكذلك الأفراد الرئيسيين الذين يشاركون في المجهود الحربي. متوقعاً أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة 15%، وأن يرتفع التضخم إلى 20%. وقد لا تكون ممارسة الأعمال التجارية مع دولة متورطة في حرب عدوانية وجرائم حرب فرصة جذابة للعديد من الشركات، وهذا يترجم إلى انعدام الثقة. ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه سيستمرون في استخدام هذه الأداة للضغط على السلطات الروسية حتى يتوقف هذا الحرب.وتابع أن الاتحاد الأوروبي ليس تحالفاً عسكرياً. ونحن نبذل قصارى جهدنا لمساعدة أوكرانيا عسكرياً. لقد خصصنا 1.5 مليار يورو لتمويل شراء المعدات العسكرية والأسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية. وهذا الرقم هو فقط من ميزانية الاتحاد الأوروبي. وكذلك تساهم الدول الأعضاء من الاتحاد الأوروبي بنفسها. واستطرد: «نعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله لمساعدة الجار الذي تم غزوه من قبل دولة أقوى بكثير، وبالتالي له الحق في الدفاع عن نفسه ضد هذا العدوان. وهذا حق معترف به في ميثاق الأمم المتحدة». وشدد على أن الاتحاد الأوروبي يريد تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا؛ نظراً لأن العديد من الدول الأعضاء هي أيضاً أعضاء في الناتو، وإن مثل هذه المواجهة قد تعني اندلاع حرب أكبر تشمل القوى النووية وبالتالي المخاطرة بحرب نووية. وهذا ليس في مصلحة أحد.
إقرأ أيضاً..انقسام في الدوائر الأمريكية حول شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب
تنويع مصادر الطاقة
اقتصادياً، قال بوينو، إن الاتحاد الأوروبي يعمل على تسريع خططه لتنويع مصادر الطاقة، وهذا يشمل الاتصالات مع العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط. وقد انخرطت بالفعل بعض الدول الأعضاء، مثل إيطاليا، مع السلطات الليبية في هذا الصدد. وسيواصل الاتحاد الأوروبي دعم هذا الجهد لتقليل، ومع مرور الوقت، القضاء على اعتمادنا على النفط والغاز الروسي. وبيّن أن هذه حرب عدوانية شنّها الرئيس الروسي. ولم يكن أحد يهدد روسيا بأي شكل من الأشكال. وأوكرانيا لم تحشد أي جنود على حدود روسيا أو تستعد لأي هجوم ضد روسيا. ولم يكن لأي دولة من دول الناتو أي مصلحة في مواجهة قوة نووية كبرى مثل روسيا. ومع ذلك، رأينا أن الرئيس بوتين قرر شن هذا الغزو غير المبرر على أساس ذرائع لا يمكن أن تخفي النية الحقيقية لضم الأراضي الأوكرانية، كما رأينا في عام 2014.
ويرى بوينو، أن روسيا فشلت حتى الآن، بعد أن كانت تأمل تحقيق أهدافها في غضون أيام قليلة، مؤكداً أنه عندما لم تتمكن موسكو من السيطرة على كييف، كان عليهم التراجع، لكنهم بدأوا قصف المناطق المدنية بشكل عشوائي، وهكذا يقاتل الجيش الروسي. مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الضغط على السلطات الروسية لوقف هذه الحرب العبثية، «لكن بالطبع المسؤولية الرئيسية لوقف إراقة الدماء هذه تقع على عاتق الرئيس الروسي».ودبلوماسياً، قال إن أوروبا تفعل كل ما في وسعها، من خلال العقوبات ومن خلال دعم أوكرانيا لجعل هذه الحرب مكلفة للغاية بالنسبة لروسيا. لكن مرة أخرى، بدأت روسيا هذه الحرب وعليها أن تنهيها. وبعد أكثر من شهر، الشيء الوحيد الذي حققته روسيا من هذا الغزو هو تدمير المدن الأوكرانية، وقتل المدنيين الأوكرانيين، وعزل نفسها بشكل أكبر داخل المجتمع الدولي.واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن روسيا تسببت أيضاً في أزمة أمن غذائي تؤثر على منطقة الشرق الأوسط، ومنعت السفن المشحونة بالقمح، وعطلت سلاسل التوريد. وأخيراً، فإن «سلوك روسيا المتهور وضعنا جميعاً في خطر نشوب حرب نووية. لهذا يجب أن ينتهي هذا الغزو الآن».