الثلاثاء - 24 ديسمبر 2024
الثلاثاء - 24 ديسمبر 2024

رغم تضارب الأسباب..غرق موسكفا نقطة تحول في الحرب الأوكرانية

رغم تضارب الأسباب..غرق موسكفا نقطة تحول في الحرب الأوكرانية

الطراد الروسي «موسكفا» قبل حادث إغراقه.

أصدرت كل من روسيا وأوكرانيا روايتين مختلفتين، حول غرق الطراد الروسي «موسكفا»، إذ أكدت موسكو في بيان نشرته وزارة الدفاع، أن غرق السفينة جاء أثناء قطرها بعد أن فقدت توازنها، نتيجة الأضرار التي لحقت بها في أعقاب نشوب حريق وصل إلى مستودعات الذخيرة على متنها، مشددة على إجلاء طاقم السفينة بالكامل المكون من 510 أفراد.. أما أوكرانيا فقد رفضت تلك الرواية، وأكدت أنها استهدفت الطراد الذي قاد الهجوم على أراضيها، بصواريخ من طراز «نبتون» محلية الصنع، موضحة تعذر جهود الإنقاذ بسبب انفجار الذخيرة، وأيدت أمريكا رواية حليفتها أوكرانيا، وذهبت إلى حد إصابة عدد من البحارة ممن كانوا على متن السفينة الحربية.

تضارب الأسباب

اتفق الخصمان على غرق السفينة، واختلفوا حول أساب الغرق، حيث قال العميد البحري السعودي المتقاعد، عمرو العامري إن غرق الطراد الروسي، يمثل نقطة تحول في مسار الحرب، مشيراً إلى أنها أدت إلى انعكاسات على هرم القيادة العسكرية الروسية، وتابع: «يقال إنه جرى إبعاد 20 قيادياً جراء تلك الحادث»، بالمقابل ستشهد أسهم شركة صاروخ «نبتون» ارتفاعاً على غرار ارتفاع أسهم الصاروخ الفرنسي (إكسوست) بعد إصابة المدمرة البريطانية شفيلد في حرب فوكلاند عام 1982.. كما أشار إلى أن تلك الحادثة لن تمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من المضي قدماً في الحرب، بل ربما يلجأ إلى عملية انتقام أكثر وحشية، لافتاً إلى أن الغرب يدفع بوتين إلى تنفيذ تهديداته الخاصة باستخدام أسلحة نووية تكتيكية. وتابع: «أحد أكثر اللحظات مأساوية في تاريخ البحارة، رؤية غرق السفينة التي كانوا على متنها، خاصة عندما تكون تلك السفينة «جوهرة التاج» للقوة التي ينتمون إليها، ما يجعل المأساة تجلب العار، والطراد موسكفا يعد جوهرة الأسطول الروسي في البحر الأسود ومقر قيادته». وفي تصريحات خاصة، قال العامري: "غرق السفينة الحربية بهذه السهولة باستخدام صواريخ (نبتون) البحرية، التي لا تتمتع بشهرة عالمية، يبرز الخلل الكبير في منظومة القيادة ومنظومة الصيانة والتدريب الروسية، خاصة بالنظر إلى أن كون الصاروخ الأوكراني دخل الخدمة حديثاً، وتحديداً منذ 5 سنوات، ويبلغ مداه 300 كم.. ولفت العامري إلى إمكانية إصابة الصاروخ لمخازن الذخيرة بالسفينة، ما أدي إلى انفجارات متتالية، أدت إلى غرق الطراد الضخم،

إقرأ أيضاً..روسيا تسقط طائرة شحن أوكرانية محملة بأسلحة غربية

خلل روسي

وأكد على وجود سلسلة تكتيكات ومناورات دفاعية، لتفادي مثل هذه الصواريخ، تتمثل في المناورة أو إطلاق قذائف التمويه، أو التشويش الإلكتروني، أو التعامل معه مباشرة، كما تتعامل الدفاعات السعودية كل يوم مع الصواريخ الحوثية. وأشار إلى أن عامل الوقت مهم للغاية في تلك الظروف، غير أنه غالباً ما تقوم المنظومة الدفاعية بهذا العمل آلياً، ما يؤكد أن الدفاعات الروسية كانت إما ضعيفة أو غير مفعلة، مضيفاً أن بعد إصابة الصاروخ للطراد، تأتي المرحلة الأصعب وتسمي مكافحة الحريق وحصر العطب، وهو عمل تتدرب عليه أطقم السفن يومياً، غير أنه يحتاج إلى تدريب وكفاءة عالية، نظراً لأن الوقت قصير للغاية، وسط ظروف بالغة الصعوبة، مشيراً إلى وجود خلل في هذا الجانب، ما ساهم في غرق الطرد الروسي الضخم.. واعتبر الرواية الروسية عن غرق الطراد بعيدة عن الواقع، ومحاولة لإحباط انتصار أوكراني بالفعل، لافتاً إلى تكرار غرق قطع بحرية روسية لسوء الصيانة والتشغيل، مدللاً على ذلك بغرق الغواصة الروسية «كورسك» ووفاة جميع أفرادها، مشيراً إلى وقوع حوادث أخرى لم يعلن عنها.