الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

في بوتشا... عائلات تبحث عن أحبائها

في بوتشا... عائلات تبحث عن أحبائها

ارتفاع ضحايا الحرب الأوكرانية وسط تبادل الاتهامات حول ارتكاب المذابح. أ ف ب

يحاول سكان مدينة بوتشا الأوكرانية، حيث عثر على عشرات الجثث نهاية الأسبوع الماضي بعد انسحاب القوات الروسية منها، معرفة مصير أقاربهم. ففي حين علم البعض بما حدث لأصدقائهم وجيرانهم وزملائهم، ما زال البعض الآخر يأمل ألا يكون المفقودون قد لقوا المصير البائس نفسه.تعرف تيتيانا أوستيمنكو نهاية القصة، فقد قتل ابنها واثنان من أصدقائه بالرصاص في الشارع. دفنت الجثث الثلاث في حديقة منزل العائلة.من جانبه، يبحث أوليه أونيشتشنكو عن اثنين من أفراد عائلته. وصل إلى حقل وضعت فيه عشرات أكياس الجثث. ويعتقد أن قريبتيه احترقتا إلى حد لا يمكن التعرف عليهما رغم أن خاتماً قد يكون وسيلة للعثور عليهما.

على عكسه، يبقى أولكسندر كوفتون، وهو أيضاً من سكان المدينة، متفائلاً، ليس لديه أي أخبار عن ابنه، لكنه يعتقد أن الجيش الروسي ربما أسره خلال تراجعه نحو بيلاروس.وسقطت بوتشا، المدينة الواقعة في شمال غرب كييف، في أيدي الروس منذ الأيام الأولى للحملة العسكرية.ومنذ مغادرة القوات الروسية المنطقة نهايةمارس، اكتشفت السلطات الأوكرانية جثثاً لعشرات المدنيين في المدينة بعضها مكبل الأيدي.

ابني مات

في شارع كييف-ميروتسكا، سيارة متوقفة مليئة بثقوب رصاص. من الداخل، يمكن رؤية بقعة من الدم المتخثر على مقعد الراكب. لم تعد الجثث موجودة... نقلت إلى حديقة قريبة، وهي حديقة تيتيانا أوستيمنكو. روت أوستيمنكو البالغة 65 عاما أنها دفنت ابنها سيرغي البالغ 25 عاما وصديقيه ناستيا وماكسيم في 4 مارس.وقبل أيام من ذلك، عرض عليها ابنها أن يأتي لنقلها لكنها رفضت معتبرة أن الأمر خطير جداً. ومن دون علمها، جاء على أي حال.وقالت «سمعت صوت طلقات نارية، لكنني كنت متأكدة أنه لم يكن هنا». وأضافت «تلقيت مكالمة هاتفية. وسألت..هذا انت يا بني؟قبل أن يخبرني أحد الجيران بأن سيارة كانت هدفاً لنيران روسية. أخبرني بأن ابني مات». وفقاً لها، استهدف قناص روسي الثلاثي: أصيب سيرغي في الظهر ومكسيم في الرأس وناستيا في الساقين. بقيت جثثهم في الخارج ثلاثة أيام قبل أن يقوم زوج تيتيانا، فاليري بنقلهم بمساعدة جيران لدفنهم.

مجوهرات مميزة

في المقبرة الجماعية، يتفقد أوليه أونيشينكو الجثث. هناك حوالى خمسين جثة مكدسة في أكياس سوداء.تتفحص مجموعة من الشرطيين الجثث وتكتب تقارير أولية كجزء من الجهود المبذولة لتحديدها. كل بضع دقائق، يفتحون كيساً جديداً. في أحدها، تتشابك ذراعا امرأة على وجهها الذي لا حياة فيه. وفي كيس آخر، تعطي صلابة جثة انطباعاً بأنه رجل في حالة تأهب.وفي أكياس أخرى، ليس هناك سوى أجزاء من الجسم، محترقة ومقطعة.يحتفظ أوليه (49 عاما) في جيبه بنسخ من بطاقة هوية شقيقة زوجته تاميلا وشهادة ميلاد ابنتها آنا البالغة 14 عاما. تركتا بوتشا في سيارة مستعارة، وشاهد صاحبها مقطع فيديو يظهرها وهي تحترق في الشارع. وفهم أوليه ما حصل... وهو يبحث هنا عن مجوهرات مميزة للتعرف على الجثتين.

أملنا الوحيد

كذلك، اختفى ابن أولكسندر كوفتون أوليكسي البالغ 19 عاماً. وقال الأب البالغ 58 عاما والذي يريد أن يقنع نفسه بأن ابنه أسر «لقد ذهب إلى المدينة ولم يعد». في الحي الذي يسكن فيه، يقال إن شاباً من الحي نفسه أرسل إلى روسيا. قد يكون هذا مصير ابنه أيضا. وأضاف أولكسندر «إن ذلك أملنا الوحيد». وشاهد فريق وكالة فرانس برس السبت في بوتشا جثث 22 شخصاً على الأقل يرتدون ملابس مدنية في شوارع من المدينة. وكانت إحداها هامدة في جوار دراجة هوائية وجثة أخرى قرب أكياس فيها حاجات يومية. وكانت جثة أخرى مقيدة اليدين خلف ظهرها. وعثر على جثث 57 شخصاً في مقبرة جماعية في المدينة حفرها الأوكرانيون من أجل التعامل مع العدد الكبير من الجثث، بحسب مسؤول إغاثة محلي أظهر هذا الموقع لفريق وكالة فرانس برس.وأوضح أولكسندر «لقد سألنا أشخاصا في المحيط لمحاولة معرفة ما إذا كانوا يعرفون (عن أوليكسي)، نأمل ألا يكون على هذه القائمة».