أوكرانيا تدفع ثمن تحديها لروسيا
شروط إنهاء الحرب
إقرأ أيضاً.. الصراع وفر الغطاء.. أذربيجان تختبر مهمة حفظ السلام الروسية
وأكد التقرير أن التفاوض بين روسيا وأوكرانيا، حول حياد كييف سيكون أمراً صعباً، من المرجح أن يدعو كلاً من زيلينسكي وبوتين إلى التزامات سياسية واقعية من واشنطن وحلف الناتو، لضمان وضع أوكرانيا المحايد، وربما يكون وضعاً مشابهاً لمعاهدة الدولة النمساوية لعام 1955، وبعدما رأت موسكو، إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وهي تتراجع عن الاتفاق النووي الإيراني، فقد تصر موسكو على أن تضمن واشنطن وحلف الناتو حياد أوكرانيا، بموجب معاهدة ملزمة، وبالطبع فإن تمرير ذلك من الكونغرس سيكون أمراً صعباً، ومن المرجح أن تبحث وزارة الخارجية الأمريكية عن حل بديل يرضي موسكو وكييف.
ومن جهة أخرى، فإن رفع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو سيكون أمراً محل نقاش وجدل، حيث سيحاول بوتين رفع العقوبات الغربية، كشرط لإنهاء الأعمال العسكرية، وهو ما قد يلقى معارضة من بعض الدول والأطراف الغربية، الذين سيرون ضرورة معاقبة روسيا على الحرب في أوكرانيا، وضم شبه جزيرة القرم، وإقليم دونباس، وحتى لو قبلت أوكرانيا بخضوعهما للسيادة الروسية، ستصر تلك الأطراف على معاقبة روسيا.
المقارنة بين روسيا ودول الناتو
وذكر التقرير أن الناتج المحلي الإجمالي لحلفاء الناتو الأوروبيين يبلغ حوالي 20.4 تريليون دولار، أي ما يعادل مثله في الولايات المتحدة، بينما لا يزيد في روسيا عن 1.5 تريليون دولار فقط، كما يبلغ تعداد سكان روسيا 146 مليون نسمة، مقارنة مع 600 مليون نسمة في الدول الأوروبية، يجب أن تكون بريطانيا وفرنسا وألمانيا، و26 من الحلفاء الأوروبيين الآخرين، قادرين على مواجهة أي محاولة روسية متهورة لغزو إحدى دول الناتو، بل إن أعضاء الاتحاد الأوروبي وحدهم، لديهم بالفعل قوة مجتمعة تبلغ حوالي 1.26 مليون جندي، مقارنة بنحو 900 ألف جندي روسي في الخدمة الفعلية قبل الحرب في أوكرانيا.
إقرأ أيضاً..العقوبات الغربية على موسكو تعقّد بناء روسيا لمحطة نووية في تركيا
واعتبر التقرير أنه من الضروري أن تكون الأولوية القصوى للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، هي العمل على خطة عبر عدة سنوات، لتحويل الجزء الأكبر من مسؤولية قيادة الدفاع الأوروبية إلى الحلفاء، كما أن تقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا بشكل تدريجي لا يمكن اعتباره عودة إلى الانعزالية، بل سيكون عاملاً مساعداً على إعادة نشر القوات الأمريكية، لمواجهة التحديات العالمية الأخرى.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن الولايات المتحدة كانت تتبنى دور القيادة العسكرية العالمية، ويجب الآن على واشنطن مساعدة أوروبا في بدائل لبناء قوة قتالية أكثر فاعلية، سواء كان ذلك في إطار الناتو أو مع بدائل أخرى، مثل قوة الدفاع الأوروبية، أو غيرها، بحيث يكون هدف أمريكا هو دعم الحلفاء في أوروبا في إيجاد الصيغة الصحيحة لأمنهم، ويجب أن تكون النتيجة الاستراتيجية للحرب الروسية، أن الدول الأوروبية تخلت عن هيكل الحرب الباردة، القائم على درع أمريكي.