أعلنت أسرة مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وفاتها، الأربعاء، عن عمر ناهز 84 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان.
ارتقت أولبرايت، التي فرت من النازيين في سنوات طفولتها في مسقط رأسها تشيكوسلوفاكيا السابقة خلال الحرب العالمية الثانية، سلم الدبلوماسية الأمريكية حتى أصبحت أول امرأة تتولى منصب وزير الخارجية في بلادها وتحولت في سنواتها الأخيرة إلى أيقونة نسوية.
ولدت عام 1937 وتولت منصب وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون من يناير 1997 إلى يناير 2001. كما شغلت منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة من 1993 إلى عام 1996.
ونعى الرئيس الأمريكي جو بايدن الراحلة، وقال «مادلين أولبرايت كانت قوة. تحدت الأعراف وكسرت الحواجز مراراً وتكراراً». ومن المقرر أن ينكس البيت الأبيض والمقرات الحكومية بما في ذلك السفارات الأعلام حتى 27 مارس.
ووقف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دقيقة حداداً على أولبرايت أمس الأربعاء.
بزغ نجم أولبرايت التي عُرفت بأسلوبها الصارم في الحديث خلال عملها في إدارة ترددت في الانخراط في أكبر أزمتين خارجيتين في التسعينات من القرن الماضي، وهما الإبادة الجماعية في رواندا وأزمة البوسنة والهرسك.
وقالت عائلتها عبر بيان على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «نعلن ببالغ الحزن والأسى وفاة الدكتورة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الرابعة والستين وأول امرأة تتولى هذا المنصب في وقت سابق اليوم. سبب الوفاة السرطان».
كانت أولبرايت ضغطت من أجل اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الصرب في البوسنة. لكن خلال الولاية الأولى للرئيس كلينتون، كان تورط الولايات المتحدة في مستنقع فيتنام لا يزال عالقاً في أذهان العديد من كبار خبراء السياسة الخارجية الذين حرصوا على عدم تكرار هذا الخطأ في البلقان.
وبدلاً من ذلك، عملت الولايات المتحدة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) على شن غارات جوية أدت إلى إنهاء الحرب، لكن بعد أن استمرت لمدة ثلاث سنوات.
كما دفعتها تجربتها كلاجئة في الماضي إلى الضغط في اتجاه استخدام الولايات المتحدة لنفوذها كقوة عظمى لإنهاء الصراعات حول العالم.
وفي إحدى المرات، أثارت حفيظة وزير الدفاع بسؤاله لماذا يحتفظ الجيش بأكثر من مليون رجل وامرأة مسلحين إذا لم يكن ينوي استخدامهم مطلقاً.
وفي خضم جهود الولايات المتحدة للضغط على كوريا الشمالية لإنهاء برنامجها للأسلحة النووية، والتي باءت بالفشل في نهاية المطاف، سافرت أولبرايت إلى بيونغيانغ عام 2000 للقاء زعيم كوريا الشمالية آنذاك كيم جونج إيل، لتصبح أبرز مسؤول أمريكي يزور الدولة التي يحكمها الشيوعيون.
وبانتهاء فترة حكم كلينتون والتسعينات، تحولت أولبرايت إلى أيقونة لجيل من الشابات اللائي يبحثن عن مصدر إلهام لسعيهن خلف فرص للتفوق وكسب الاحترام في أماكن العمل. ومن الجمل المفضلة لأولبرايت: «هناك مكان خاص في الجحيم للنساء اللواتي لا يساعدن بعضهن البعض».