الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

«الردع النووي».. الأمل الأخير لمنع الحرب العالمية الثالثة

«الردع النووي».. الأمل الأخير لمنع الحرب العالمية الثالثة

العالم على شفا حرب نووية تقضي على الأخضر واليابس.

التوازن الاستراتيجي النووي يقلل من احتمالية اندلاع حرب شاملة

الغرب يسعى لاستنزاف روسيا خاصة بعد إدخال «ستنغر» المضادة للطائرات

التمهيد بدخول بيلاروسيا للحرب يعد مؤشراً على بداية تصعيد يفضي لـ«نهاية مدمرة»

أعاد الرئيس الأمريكي مجدداً إلى الواجهة، مخاوف تفاقم المواجهة العسكرية الروسية - الأوكرانية، وتحولها إلى مواجهة نووية، بعد أن أكد في تصريحات قبيل قمة الأمريكية الأوروبية من لجوء روسيا للسلاح النوي «احتمال كبير»، ما يعني اتساع دائرة الحرب لتشمل أوروبا بأكملها، أو تصل إلى مرحلة حرب عالمية ثالثة.

احتمال تمدد الحرب

وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة نيس، ورئيس الجمعية الاقتصادية الفرنسية، دكتور آلان صفا، إن احتمالية نشوب حرب بين بلدان أوروبا وروسيا عالية جداً، لافتاً إلى أن الأمل الوحيد لوقف تلك الحرب استخدام السلاح النووي في الردع، لا سيما أنه لا أحد يرغب في حرب لا تعطي نتيجة من كل النواحي، غير أن احتمالية الحرب لا تزال قائمة حال تم التفاهم على حرب لا تستخدم بها الأسلحة النووية، وإنما تقتصر على أسلحة تقليدية، الأمر الذي حدث أثناء حرب فيتنام، إذ لم تستخدم أمريكا الأسلحة النووية. وأكد أن الصراع يبن الدول الأوروبية التي تمتلك أسلحة نووية، بالإضافة إلى كونها تدخل ضمن إطار حلف الناتو، بما يضيف إليها قدرات نووية أخرى من الولايات المتحدة الأمريكية، يعمل على إيجاد توازن استراتيجي نووي، يقلل من احتمالية اندلاع الحرب الشاملة، إلا إذا اعتبر أحد الأطراف خسارته مؤكدة، ولجأ بالتالي إلى استخدام سلاح نووي، مشيراً إلى ضرورة وضع هذا السيناريو بعين الاعتبار حتى وإن كان ضعيفاً للغاية. وأشار إلى أن الغرب بدأ الحرب الاقتصادية من نهايتها، إذ شن حرباً اقتصادية شاملة تتعدى بكثير الحرب التجارية، لافتاً إلى أنه مع نهاية الحرب الأوكرانية، والعمل بقرارات التسليح الخاصة ببلدان أوروبا المشتركة مع روسيا بحدود طويلة، يمكن أن يقود المنطقة إلى حرب عند أي نقطة خلافية تظهر مستقبلاً.

إقرأ أيضاً..خاص | قمة الناتو.. مواجهة روسيا في أوكرانيا بـ«أسلحة سريَّة»

الحرب ستستمر لفترة طويلة

في السياق ذاته أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، عقيد طيار ركن سعيد الذيابي، أن روسيا اعتقدت أن الحرب ستكون خاطفة وقصيرة، تستطيع بعدها استبدال النظام الحالي في كييف، بآخر ينسجم مع المصالح الروسية، ثم إبعاد حلف الناتو عن حدودها، مؤكداً أن العالم يحبس أنفاسه خلال متابعته الأزمة الحالية، وتحاول كل دولة أن تحسب حساباتها، معتقداً أن يستمر الصراع الحالي لفترة طويلة، لافتاً إلى أن الدول والرؤساء دائماً يقررون متى تبدأ الحرب، لكن لا يعرفون قطعاً متى تنتهي، واحتمالية أن تسير إلى مسارات خطيرة قد تنجذب إليها أطراف أخرى.

وأكد أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية أصبحا كتلة واحدة في مواجهة العملية العسكرية الروسية، لافتاً إلى أن الغرب يسعى إلى استنزاف طويل المدى لروسيا، خاصة بعد إدخال صواريخ «ستنغر» المضادة للطائرات، وصواريخ «غافلين» المضادة للدبابات، بما يغير موازين القوى ومعادلة الصراع، متخوفاً من إمكانية توسع الصراع الحالي ليشمل أوروبا بأكملها، لا سيما بعد إعلان الرئيس الروسي بوتين، وضع قوة الردع النووي في بلاده على أهبة الاستعداد، مشيراً إلى أن روسيا تسرعت في اتخاذ هذا الإجراء، لا سيما أنه يتم اللجوء إليه إذا كانت العاصمة مهددة بصورة ما كملاذ أخير، لافتاً إلى أن الأزمة ما زالت في بدايتها، غير أن الجانب الإنساني ثقيل جداً ولفت انتباه كل العالم.

واستنكر وقوع الرئيس بوتين في فخ الحرب، خاصة أنه كان لديه خيارات عدة للحصول على المكتسبات المرجوة، بداية من الاعتراف بمقاطعتي دونيتسك لوغانسك، وهو ما أعلنه بوتين بالفعل، وصولاً إلى حشد الجيش الروسي على الحدود الأوكرانية، مشدداً على أن الهجوم على دولة ذات سيادة له حسابات مختلفة، لافتاً إلى أن تلك المكتسبات أصبحت مهددة بعد دخول الحرب، متوقعاً أن تستمر الحرب لفترة طويلة قد تمتد لأشهر.

إقرأ أيضاً..«خوفاً من مصير أوكرانيا».. دول البلطيق تطالب بتواجد الناتو على أراضيها

الحرب العالمية الثالثة

وبدوره أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميريلاند بواشنطن سابقاً، دكتور نبيل ميخائيل، أن المعطيات الاستراتيجية اللحظية للأزمة الأوكرانية، تصيب المجتمع الدولي بالحيرة عن الثابت والمتغير في المشهد الدولي المتأزم، متوقعاً عدم نشوب حرب عالمية ثالثة، نظراً لأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون طرفاً في الصراع، غير أن تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التي تشير إلى احتمالية استخدام سلاح نووي في حرب عالمية هي تصريحات «خطيرة للغاية». واستبعد إمكانية قيام حرب شاملة في أوروبا، لافتاً إلى أنه لن تكون هناك اتفاقات أو وحدة في وجهات النظر ما بين أمريكا وأوروبا حول روسيا، لا سيما أن أوروبا قريبة جغرافياً من روسيا، وبالتالي لديها تقييم مختلف عن القتال الدائر حالياً بين روسيا وأوكرانيا، عن تقييم إدارة بايدن أو الكونغرس، مشيراً إلى أن هناك ضغوطاً أوروبية بالرغم من الموافقة على العقوبات الأمريكية. وأوضح أن المشهد معقد للغاية، في ظل إصرار بوتين على احتلال كييف، وما زاد من خطورة الموقف الحريق الضخم بمحطة «زابوريجيا» للطاقة النووية في أوكرانيا، مشدداً على ضرورة إسعاف الوضع عبر إرسال أمريكا، أو ألمانيا، مواد كيميائية قادرة على امتصاص الإشعاع وتحصين المنطقة بما يضمن عدم دخول العالم نفق الانفجارات النووية.

إقرأ أيضاً.. «عقبة الضمانات».. أوكرانيا تستعد لحسم المفاوضات مع روسيا

الحرب النووية

إلى ذلك أكد الكاتب السياسي والباحث في العلاقات الدولية، ماك شرقاوي، أن الصراع الحالي لا يمكن اختصاره بين روسيا وأوكرانيا، بل يعد صراعاً بين روسيا وأمريكا وأوروبا على الأراضي الأوكرانية، لافتاً إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أراد بوتين من خلالها إرسال رسالة شديدة اللهجة إلى المجتمع الدولي، بأن روسيا لن تتغاضي عن أمنها، وبالمقابل يرى الاتحاد الأوروبي ضرورة تأمين حدوده، خاصة بعد دعم القوات الانفصالية داخل إقليم «دونباس» بالسلاح والتدريب العسكري، بما يعد استفزازاً للمجتمع الدولي بحسب شرقاوي. وشدد على أن العالم من الممكن أن يكون على شفا حرب نووية تقضي على الأخضر واليابس، خاصة إذا طال أمد الصراع، ولجأ الرئيس بوتين لهجوم على دول أخرى تابعة لحلف الناتو، رداً على الاستفزازات الغربية المتمثل في العقوبات الاقتصادية الخانقة، وصل إلى حد مصادرة أموال بعض رجال الأعمال الموالين للرئيس الروسي، وتابع: «إذا شعر بوتين بأنه لا يوجد ما يخسره يدخل العالم في سيناريو نووي مرعب». وأكد أن التمهيد بدخول بيلاروسيا للحرب يعد مؤشراً على بداية حرب عالمية، لا سيما بعد زيارة رئيس كوريا الشمالية إلى روسيا، وامتناع الصين عن التنديد بالعملية العسكرية حتى اليوم، بالإضافة إلى تهديدات بوتين باستخدام السلاح النووي، مشيراً إلى أن الحظر الجوي يتطلب تنفيذ طلعات جوية فوق القوات الروسية، بما يعد سبباً للصراع العالمي، وإشعال فتيل الحرب العالمية.