الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

«خوفاً من مصير أوكرانيا».. دول البلطيق تطالب بتواجد الناتو على أراضيها

«خوفاً من مصير أوكرانيا».. دول البلطيق تطالب بتواجد الناتو على أراضيها

أعلام الدول الأعضاء في الناتو أمام مقر الحلف في بروكسل

بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، تشعر دول البلطيق (أستونيا ولاتفيا وليتوانيا) بمخاوف كبيرة، وتخشى أن يتكرر معها ما حدث لأوكرانيا، ولذا تحاول الاستفادة من عضويتها في حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، وتطالب أن يكون هناك تواجد دائم لقوات الناتو على أراضيها.

المقارنة بين دول البلطيق وروسيا

وذكر تقرير نشرته «إذاعة صوت أمريكا»، أن دول البلطيق، لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يتم المقارنة بين قوتها، وبين قوة روسيا، كما أنها من أكثر دول الناتو ضعفاً، كما أن عدد سكانها لا يزيد على 6 ملايين نسمة، وإذا كانوا قد انضموا إلى الناتو في عام 2004، إلا أنهم يشعرون بالمخاطر، بسبب مجاورتهم لروسيا، وأيضاً لبيلاروسيا المتحالفة مع موسكو.

وذكر التقرير أن حلف الناتو لم يكن لديه أي قوات في الجزء الشرقي من دول الحلف، حتى عام 2014، عندما قرر نشر 4 مجموعات قتالية متعددة الجنسيات، في دول البلطيق وبولندا، بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وعزز الحلف تواجده بشكل أكبر، خلال العام الجاري، بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث يتواجد حالياً نحو 7700 جندي أجنبي من دول الناتو، في دول البلطيق، وهو ضعف عدد القوات قبل بدء الحرب في أوكرانيا.

ولفت التقرير إلى أنه رغم مضاعفة عدد قوات الناتو في دول البلطيق، إلا أن هذه الأعداد لا يمكن لها أن تتمكن من التصدي لأي غزو روسي محتمل، ضد إحدى دول البلطيق، وهو الاحتمال الذي يخشاه قادة دول البلطيق.

زيادة الانتشار الدائم للناتو

وكان قادة دول البلطيق، قد طالبوا مراراً وتكراراً، بإقامة قاعدة دائمة للقوات الأمريكية على أراضيهم، معتبرين أن ذلك الخيار، يعد أفضل أسلوب ردع ضد أي غزو روسي محتمل.

وتعتبر القوات الأمريكية حالياً، من الدول التي تشارك بشكل دوري، في مجموعات القتال في منطقة البلطيق التابعة للناتو، والتي تقودها ألمانيا وبريطانيا وكندا.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، قد قال خلال جولة له، في دول البلطيق، في وقت مبكر من مارس الجاري "ننظر في الإقدام على المزيد من عمليات الانتشار الدائمة، كجزء من مراجعة أكبر للوضع الدفاعي لحلف الناتو، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت مترددة في تمركز قوات بشكل دائم على أعتاب روسيا، خشية أن يؤدي ذلك إلى زيادة اضطراب العلاقات مع موسكو.

مطالب ومخاوف دول البلطيق

ويأمل العديد من قادة دول البلطيق، أن تتم مناقشة إقامة تواجد دائم، لحلف الناتو، خلال قمة الحلف، الخميس، بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بروكسل ببلجيكا.

فقد قال وزير دفاع لاتفيا، أرتيس بابريكس «إذا أردنا أن نكون مستعدين لأي نوع من الهجوم للدفاع عن مواطنينا، وإذا كنت تريد أن تمنح مواطني لاتفيا نفس الشعور بالأمان، مثل مواطني فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا، عندئذ يجب أن يكون هناك وجود دائم، بالإضافة إلى المزيد من القدرات النيرانية».

وقال وزير خارجية لاتفيا إدجارز رينكوفيس «أعتقد أن الوقت قد حان، ليعلن الناتو بوضوح أن وجوده في دول البلطيق وبولندا ورومانيا، أو ما يسمى الجناح الشرقي للحلف، سيكون بشكل دائم».

كما عبرت وزيرة خارجية إستونيا، إيفا ماريا ليميتس عن أملها في أن يتخذ قادة الناتو خلال اجتماعهم في شهر يونيو المقبل، في إسبانيا «قرارات دائمة حول كيفية تعزيز موقف الدفاع والردع في منطقتنا، رغم أن إستونيا لا تواجه في الوقت الحالي تهديداً عسكرياً مباشراً، لكن الوضع الأمني ​​في أوروبا قد تغير كلياً، وبالتالي أصبح يتوجب علينا مواصلة تعزيز موقف الدفاع والردع لحلف الناتو حتى نكون أكثر حماية».

ونقل التقرير عن أستاذ الدبلوماسية في جامعة «SOAS» في لندن، دان بليش «إن دول البلطيق محمية بالفعل بموجب التزام الناتو بالدفاع عن أعضائه في حالة وقوع هجوم عليها، وحلف الناتو يتمتع بتفوق ساحق في القوة الجوية، وهو عنصر حاسم في أي معركة مع روسيا تقع في دول البلطيق، وفي الوقت الحالي، يبدو الجيش الروسي أضعف من المعتاد، بعد تكبده خسائر كبيرة في أوكرانيا».

ويعد توسع الناتو شرقاً في أوروبا الشرقية، أمراً شديد الحساسية بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي اعتبر ذلك من ضمن مبررات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كما أن بوتين عبر عن غضبه من انضمام دول البلطيق إلى حلف الناتو، واعتبر ذلك بمثابة خيانة للوعود الغربية.