السفير الروسي يشرح أسباب العملية العسكرية لبلاده في أوكرانيا
برلماني مصري سابق يحذر من «شرعنة» المرتزقة والمليشيات المسلحة
قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إن الأزمة الروسية – الأوكرانية، كشفت أن الأمم المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدورها المنوط بها إزاء هذا التوتر، موضحاً أن مجلس الأمن يعاني من «الشلل» إزاء التعامل مع هذا الصراع، بينما شرح السفير الروسي في القاهرة، جيورجي بوريسينكو، دوافع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
طريق حل الأزمة
ودعا وزير خارجية مصر الأسبق، الأربعاء، إلى أهمية تركيز جهود الحل للعمل على إقرار السلام، من خلال وقف إطلاق النار وتفعيل مسار المفاوضات واحترام القانون الدولي، وإنهاء التوتر، بالإضافة إلى عدم تهميش دور الأمم المتحدة، جاء ذلك خلال ندوة عقدها مركز «الفارابي» للدراسات السياسية، بعنوان «مبادرة المجتمع المدني المصري لتسوية الأزمة الروسية – الأوكرانية»، بحضور عدد من الدبلوماسيين وممثلين عن سفارات دول عربية.
وقال موسى أن هناك تغييراً في النظام الدولي نتيجة الحرب، كما أن أوروبا تشهد حالة انزعاج، وحالة من إعادة التمركز للقوى الأوروبية العسكرية والأمنية وغيرها، مشيراً إلى أن الأزمة انعكست أيضاً على تفكير الدول الأوروبية التي كانت تخطط للانضمام لحلف شمال الأطلنطي «الناتو».
وأشار موسى، إلى أن هناك شعوراً متنامياً في مصر، وفقاً للآثار المترتبة على الأزمة الراهنة، المتعلقة بالمنتجات الغذائية، في إشارة إلى اعتماد القاهرة على سلع غذائية واردة من روسيا وأوكرانيا.
أسباب العملية العسكرية
وبررَ السفير الروسي لدى مصر، جيورجي بوريسينكو، أسباب العملية العسكرية، التي أطلقتها بلاده في 24 فبراير الماضي، موضحاً أنها جاءت من أجل الحفاظ على الأمن القومي الروسي، في مواجهة التحديات، لـ«القوميين الأوكرانيين». ولفت السفير الروسي إلى أن موسكو حاولت التفاوض مع أوكرانيا لتنفيذ اتفاقية «مينسك»، منذ 8 سنوات، لكن الأزمة تفاقمت بإلغاء اللغة الروسية في إقليم «دونباس». وكشف السفير الروسي، عن أن موسكو ليس لديها نية أو رغبة في ضم أوكرانيا، لكن كل ما يهمها هو الحفاظ على استقلال كييف بعيداً عن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
إقرأ أيضاً..« تحركات متناقضة».. لغز مواقف اليابان المتباينة تجاه روسيا
تحذير من المرتزقة
من جانبه، حذر عضو مجلس النواب المصري سابقاً، أسامة شرشر، مما أسماه «شرعنة» المرتزقة والمليشيات المسلحة، لافتاً إلى أن له تداعيات خطيرة على دول العالم، خاصة بعدما استعانت كل من روسيا وأوكرانيا بهم. وأشار إلى أن الحرب الروسية - الأوكرانية، دقت «ناقوس الخطر» من خلال تشكيل نظام عالمي جديد، بظهور قوى دولية كبرى، مثل الهند والصين وروسيا، مضيفاً أن حلف «الناتو» كان دوره دفاعياً لكنه تحول للهجوم من خلال محاولة «تمزيق وتهديد» روسيا، واستشهد بما ذكره مندوب روسيا في مجلس الأمن، من مساعي إدراج روسيا تحت البند السابع في الأمم المتحدة، وتحذيراته من تجويع الشعب الروسي وتهديده بضرب اقتصاديات الدول المعادية لروسيا.
قوة عربية مشتركة
وأكد شرشر، أن التحالفات الحالية تُحتم إعادة النظر في الدور العربي، من خلال إقامة «السوق العربية المشتركة»، كأحد الأذرع لمواجهة التحالفات العالمية والتداعيات الاقتصادية للأزمات الدولية، داعياً لتفعيل مقترح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمام القمة العربية في عام 2015 بضرورة تشكيل قوة عربية مشتركة.
إقرأ أيضاً..بايدن يتوجه إلى أوروبا بخطط لفرض مزيد من العقوبات على روسيا
أزمات أمريكية
من جانبه قال مدير مركز الفارابي للدراسات السياسية، الدكتور مدحت حماد، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش أزمة اقتصادية منذ 12 سنة، موضحاً أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تهدف للحفاظ على بقاء الولايات المتحدة الأمريكية على الساحة، لافتاً إلى أن إيران تبحث عن حلول بديلة لمواجهة الزحف الأمريكي، مناشداً بتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لتأمين المنطقة العربية ومواجهة التحديات.
بدوره، دعا أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة محمد الجوهري، إلي تطوير مفهوم الأمن الاقتصادي، وتفعيل السوق العربية المشتركة، لتوفير مصادر الطاقة المختلفة في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، بسبب الحرب الأوكرانية، مع تزايد الخوف، وعدم الثقة فيما يتعلق بمستقبل إمدادات الغاز الروسية. فيما ذكر نائب رئيس مركز «الفارابي»، الدكتور مختار غباشي، أن الأزمة الروسية – الأوكرانية، كشفت أن العالم مقبل على إعادة صياغة ترتيبات الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.