حثت السلطات الأوكرانية سكان مناطق في شرق أوكرانيا على البحث عن ملاذات آمنة، بعد رصد تسرب لغاز الأمونيا عالي السمية، والذي يمكن أن يكون قاتلاً إذا تم استنشاقه بجرعات عالية، من منشأة كيميائية في مدينة سومي، شمال شرق أوكرانيا، صباح اليوم الاثنين.
ونشر ديميترو زيفيتسكي، عمدة مدينة سومي، عبر تليغرام، محذراً المواطنين بشأن التسريب، ونصح السكان في منطقة نصف قطرها 5 كيلومترات من المنشأة الكيميائية، بالبحث عن أقبية أو شقق في الطوابق السفلية قدر الإمكان كإجراء احترازي لتجنب المادة الكيميائية السامة، التي من خواصها أنها أخف من الهواء، ما يجعلها تتصاعد لأعلى، فضلاً عن أن رائحتها نفاذة، حتى منخفض التركيز منها. ويشتعل غاز الأمونيا في الأوكسجين ويحدث لهباً أصفر. ولم يذكر زيفيتسكي سبب التسرب من مصنع سوميخيمبروم للأسمدة الكيماوية.
وحثت السلطات سكان الضواحي الشرقية لمدينة سومي، البالغ عددهم نحو 263 ألف نسمة، على التنفس من خلال ضمادات شاش مبللة بحمض الستريك، بحسب صحيفة «The Assam Tribune» اليومية الهندية.
ولم تتضح بعد شدة التسرب، كمان أنه لا يوجد تهديد مباشر لمدينة سومي في الوقت الحالي، إلا أن اتجاه الرياح يعرض بلدة نوفوسيليتسيا المجاورة للخطر. وتعمل فرق الطوارئ الأوكرانية حالياً على احتواء التسرب.
وأفادت صحيفة «جارديان» البريطانية بأن الإدارة العسكرية الإقليمية في سومي قالت إن المصنع تعرض للقصف الساعة 3.55 فجر الاثنين. ونقلت عن خدمات الطوارئ الحكومية قولها، في تحديث، إنه «نتيجةً للقصف، تضرر خزان أمونيا سعته 50 طناً»، مضيفةً أنه حتى الساعة الخامسة صباحاً «كان هناك تسرب طفيف». وورد في التحديث، أن عمال إنقاذ كانوا يصلحون خط أنابيب تالفاً وقت القصف، ما أدى إلى إصابة موظف بالمصنع.
ماذا يحدث حال استنشاق الأمونيا؟
يؤدي التعرض لدرجات عالية التركيز من مادة الأمونيا إلى حرقان فوري في العين والأنف والحنجرة والجهاز التنفسي، كما يمكن أن يتسبب في انعدام الرؤية وتلف الرئة وربما إلى الوفاة، فيما يؤدي استنشاق درجات منخفضة التركيز إلى سعال وتهيج في الأنف والحنجرة وصفير في الجهاز التنفسي، فضلاً عن ضيق التنفس.
وتعتبر نفايات الحيوانات والأسمدة ومنظفات المنزل من أكثر مصادر الأمونيا شيوعاً.
واتهم الجيش الروسي أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة بالتحضير لهجوم كيماوي كاذب على المدنيين، فيما لفتت الدول الغربية مؤخراً إلى تزايد خطر استخدام روسيا لأسلحة بيولوجية أو كيميائية. وتم اتهام روسيا بشكل متكرر بنشر معلومات مضللة حول الاستفزازات الأوكرانية من أجل تبرير هجماتها.
وقال تقرير لموقع مجلة الأعمال الأمريكية «فوريس» إن القوات الروسية قصفت ولا تزال مصنعاً للكيماويات على مشارف المدينة، في تطور يأتي وسط مخاوف أثارها الغرب من أن روسيا قد تسعى من خلاله إلى تبرير استخدام الأسلحة الكيميائية. ونقلت المجلة عن مصادر أن مصنع سوميخيمبروم، وهو مصدر التسرب، «كان هدفاً لقصف منتظم من قبل القوات الروسية خلال الأسبوع الماضي».وقالت صحيفة «موسكو تايمز» الروسية المستقلة الصادرة باللغة الإنجليزية إن وزارة الدفاع الروسية قالت، الأحد، إن «قوميين» قاموا «بتعدين» منشآت تخزين الأمونيا والكلور في مصنع سوميخيمبروم، «بهدف إحداث تسميم جماعي لسكان منطقة سومي، في حالة دخول وحدات من القوات المسلحة الروسية إلى المدينة».