الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

«10أضعاف سرعة الصوت».. كينجال سلاح روسيا الجديد في أوكرانيا

«10أضعاف سرعة الصوت».. كينجال سلاح روسيا الجديد في أوكرانيا

استخدم سلاح الجو الروسي في الحرب الأوكرانية لأول مرة صاروخاً باليستياً جديداً جو-أرض يعرف باسم «كينجال»، ويعد من أحدث الأسلحة الروسية المتطورة والخارقة، وتحدثت تقارير دولية عن هذا السلاح الجديد الأسطوري، ومنها صحيفة «فرانكفورت تسيتوينغ» الألمانية، وأكدت الصحيفة أن هذا الصاروخ الجديد تفوق سرعته سرعة الصوت، ويعد أحد أكثر الإضافات المخيفة في سلاح الجو الروسي. ويبلغ طوله 8 أمتار، ويطير بسرعة كبيرة وعالية للغاية، ووفقاً لحلف الناتو، يصعب اعتراض هذه الصواريخ الجديدة بالدفاع الجوي التقليدي أو الدفاع الصاروخي، وأطلق التحالف الغربي على السلاح الروسي الجديد«إيه إس -24 كيلجوي».

وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علناً صواريخ «كينجال» كواحد من العديد من الأسلحة الخارقة في خطابه للأمة في مارس عام 2018، وبحسب قوله، يجب أن يصل الصاروخ الجديد إلى سرعة تصل إلى 10 أضعاف سرعة الصوت، وحتى الآن تم استخدام هذه الصواريخ في المقام الأول للمناورات، وكان آخرها قبل أيام قليلة من غزو أوكرانيا، الذي بدأ في الـ24 من فبراير.

وشدد التقرير على أنه تم إطلاق الصواريخ من علو شاهق بواسطة طائرات اعتراضية من طراز «ميج31»، وأنه لا يبدأ محرك الصاروخ الخاص به في العمل إلا على مسافة آمنة من الطائرة التي تحمله، وتقوم بحمله في البداية حتى ارتفاع 20 كيلو متراً، حيث يتعين على الصاروخ أن يتحمل درجات حرارة عالية الاحتكاك، ثم ينزل إلى الهدف، وعند إطلاقه من طائرة ميج 31، يصل مدى نظام الأسلحة إلى 2000 كيلو متر، وفقاً للمعلومات الروسية.

وأضاف التقرير أن صواريخ «كينجال» تستطيع حمل ما يصل إلى 480 كلغ من المتفجرات أو من الرؤوس الحربية النووية، وأنه هكذا يمكن للصاروخ أن يهاجم البنية التحتية المهمة في أوروبا، مثل المطارات، وكتب مركز الأبحاث الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية «سي إس إي إس» ويمكن أن تصبح سفن الناتو الكبيرة على المحيط الأطلسي أهدافاً له أيضاً، وتعمل الولايات المتحدة والصين أيضاً على تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، كما يدرج الناتو أيضاً أبحاثاً في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا والهند في ورقة بحثية لعام 2020 لأجزاء تتعلق بالدفاع ضد أمثال هذه الصواريخ.

وأشار إلى أنه يمكن لهذه الفئة من الأسلحة الجديدة أن تخلق حالة من عدم اليقين الاستراتيجي، وتطرح تساؤلاً حول: هل صاروخ تقليدي يمكن أن يطير بهذه السرعة، أم أنه هجوم نووي؟ وكان قد ظهر في تقرير لمؤتمر ميونيخ للأمن عام 2019 أنه يمكن للصواريخ فائقة السرعة، بمزيجها الجديد من السرعة والقدرة على المناورة، التغلب على جميع أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية، وتقليل وقت رد فعل للفاعل المهاجم بشكل جذري".

وفي تقرير آخر بصحيفة «فرانكفورتر روندشاو» الألمانية أكد أن صاروخ بوتين الفائق السرعة يعد بمثابة سلاح سري لا يقهر، وأنه خطير للغاية، وتطرق التقرير إلى أن الصواريخ تعتبر السلاح السري في ترسانة بوتين، وأن حرب أوكرانيا كانت العرض الأول لها، وتشكل لغزاً بالنسبة لحلف شمال الأطلسي.

وشددت على أن الصاروخ تسبب في قدر لا بأس به من الضرر في المرة الأولى التي استخدم فيها في حرب أوكرانيا، وبحسب المعلومات الواردة من موسكو، فقد تم تدمير ترسانة صواريخ في منطقة إيفانو فرانكيفسك بصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، وكان قد صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيجور كونوشينكوف، أمس السبت، أن مستودع الذخيرة تحت الأرض التابع للقوات الجوية الأوكرانية في ديلاتين بجنوب غرب أوكرانيا دمر بصاروخ باليستي يوم الجمعة الماضي.

وتطرق التقرير إلى أن روسيا كانت أول دولة في العالم تطور صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت لتكون قادرة على تغيير الارتفاع والاتجاه بسرعات قصوى، ويمكنها تفادي دفاعات العدو المضادة للطائرات، والسبب في تطوير هذه الصواريخ يرجع إلى رغبة موسكو في التغلب على الدرع الصاروخي الأمريكي المتمركز في أوروبا، وأنه الآن تم استخدامها لأول مرة ضد أوكرانيا، وتحدث الخبير العسكري، رئيس مركز الأبحاث في موسكو، فاسيلي كاشين، عن «العرض العالمي الأول» بعد استخدام صاروخ «كينجال»، وأن مستودع الأسلحة في قرية ديلاتين كان هدفاً واضحاً للصاروخ لأن «مثل هذه البنية التحتية يصعب تدميرها بالصواريخ الكلاسيكية، وبسبب سرعته العالية، يتمتع الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت باختراق أكبر وقدرة تدميرية أكبر».

وأشار التقرير إلى أن هذا الصاروخ يمكن أن يصل إلى معظم المدن الأوروبية الكبرى في غضون من 10 إلى 30 دقيقة.

وبحسب تقارير إعلامية لا تمتلك روسيا وحدها هذا النوع من الأسلحة، فالصين أيضاً تمتلك مثل هذه الصواريخ، وكوريا الشمالية لديها على الأقل نماذج أولية صالحة للطيران، وأنه لسنوات استثمرت الولايات المتحدة أيضاً مليارات الدولارات في تطوير وإنتاج أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومن الواضح أن درجات الحرارة المرتفعة للغاية التي تحدث أثناء تحليق الصواريخ تعتبر مشكلة رئيسية.