تشهد ألمانيا حالة من الجدل، حول فكرة إرسال قوات من حلف شمال الأطلنطي «الناتو» إلى أوكرانيا، لمساعدتها في الحرب ضد روسيا، بعدما قالت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، ساسكيا إسكين، أنها لا تستبعد ذلك، بينما استبعد ذلك المستشار الألماني أولاف شولتس، وأطراف ألمانية عديدة.
احتمال إرسال القوات لأوكرانيا
وأثارت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، ساسكيا إسكين، جدلاً في ألمانيا، بتصريحاتها بأحد البرامج بالتلفزيون الألماني، بأنها لا تستبعد أن تقاتل قريباً قوات حلف شمال الأطلنطي «الناتو» في أوكرانيا، وأشارت إلى أن الوضع أصبح مفتوحاً لكل الخيارات والاحتمالات.
وقالت «أعتقد أننا وصلنا الآن إلى وضع لا يجب أن نقول فيه أن هذا الأمر أو ذاك لن يحدث أبداً، نحن لا نعرف كيف ستتطور الأمور، لقد تم تجاوز الخطوط الحمراء السابقة للسياسة الخارجية الألمانية، من خلال عمليات تسليم الأسلحة إلى مناطق الحرب».
شولتس يستبعد الفكرة
إلا أنت المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي ينتمي لنفس الحزب (الاشتراكي الديمقراطي) يرى الأمر بشكل مختلف، ويستبعد أن تكون هناك مهمة للناتو داخل الأراضي الأوكرانية.وصرح شولتس «في ضوء النقاش مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والحلفاء الآخرين، فإنهم لا يرغبون في وجود صراع عسكري بين الناتو وروسيا».
فرض حظر جوي على أوكرانيا
كما علق شولتس على المطالب الأوكرانية المتعلقة بفرض حظر على المجال الجوي لأوكراني، وأشار إلى أنه لن يقيم مناطق حظر طيران فوق أوكرانيا، لأن ذلك يعني مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا ومع الطائرات الحربية الروسية. وكانت أوكرانيا قد طلبت مرارًا وتكرارًا، بفرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية، بينما يتحفظ الغرب للغاية بشأن هذا الأمر، وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قد أوضح مرارًا موقف الحلف في حرب أوكرانيا قائلاً «يجب أن نكون حريصين جدًا على عدم إثارة صراع كبير في أوروبا».
خيار الحرب ضد روسيا
كما انتقد زعيم المجموعة الإقليمية للاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني، ألكسندر دوبريندت، تصريحات إسكين بشأن مهمة الناتو المحتملة في أوكرانيا، ووصفها بأنها «مزعجة».
وقال دوبريندت «سيتطلب ذلك في نهاية المطاف من حلف الناتو الدخول في الحرب.. أستبعد دخول الناتو في الحرب على الأراضي الأوكرانية»، مضيفاً أنه لا يعرف كيف توصلت إيسكن إلى تقييمها، وقال «مهمات الناتو يجب أن تكون دفاعية، ولا يمكن أن يحدث ذلك في أوكرانيا».
حالة تأهب
من جهة أخرى أكد تقرير لصحيفة «دي تسايت» الألمانية، أنه تم وضع مئات الآلاف من الجنود من دول حلف الناتو في حالة تأهب متزايدة بعد الحرب في أوكرانيا، وذلك وفقاً للأمين العام للناتو في بروكسل. وأكد التقرير أن هناك حوالي 100 ألف جندي أمريكي في أوروبا، وحوالي 40 ألف جندي تحت القيادة المباشرة للناتو، وقال ستولتنبرغ إن القوات ستدعمها القوات الجوية والبحرية وكذلك الدفاع الجوي.
وكانت روسيا قد استشهدت برغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو كأحد الأسباب الرئيسية للحرب في أوكرانيا.
تعزيزات للناتو
وتطرق التقرير إلى أن هناك تفكير داخل حلف الناتو، بحشد تعزيزات كبيرة ودائمة للحدود الشرقية للحلف، ومنها أنه يمكن نشر المزيد من القوات المسلحة، بشكل كبير في الجزء الشرقي من التحالف، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم النظر في المزيد من العمليات الجوية والبحرية بشكل كبير، وتعزيز الدفاع الجوي والصاروخي وتدريبات إضافية.
وأشار التقرير إلى أنه بعد الحرب في أوكرانيا في نهاية فبراير، أرسلت دول الناتو بالفعل آلاف الجنود الإضافيين إلى دول البلطيق، ودول في شرق أوروبا مثل رومانيا، كما تم توسعة المراقبة الجوية في منطقة التحالف الشرقي.