2022-03-11
آلان صفا:مواجهة روسيا والغرب تؤجج الصراعات بأفريقيا
غنام المريخي:الأوضاع الراهنة تغذي «الحل بقوة السلاح»
مبارك آل عاتي: الملف التايواني مرشح للعودة بـ«شكل دراماتيكي»
غنام المريخي:الأوضاع الراهنة تغذي «الحل بقوة السلاح»
مبارك آل عاتي: الملف التايواني مرشح للعودة بـ«شكل دراماتيكي»
هل تقود الحرب الروسية - الأوكرانية إلى اشتعال صراعات مسلحة في مناطق أخرى من العالم؟ يعد ذلك سؤال الساعة في مختلف دول العالم، فالمخاوف من امتداد الصراعات المسلحة إلى بؤر التوتر الملتهبة بين الدول، خاصة في تايوان، أو إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، حيث يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة نيس، ورئيس الجمعية الاقتصادية الفرنسية، دكتور آلان صفا، إن الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن يؤجج صراعات أخرى على مستوى العالم، خاصة داخل أفريقيا التي تعدها روسيا مجالاً يسمح لها بالتمدد وضرب النفوذ الأوروبي داخلها، منوهاً بأن الرد الروسي على التدخلات الأوروبية في أوكرانيا سيكون داخل الساحة الأفريقية خاصة، والشرق الأوسط عامة، الأمر الذي يفسر كمية الأسلحة التي تصدرها روسيا لتلك المناطق، مؤكداً أن الأسلحة النوعية التي تصدرها روسيا إلى أفريقيا لن تسمح لجيوش البلدان الأوروبية، خاصة الفرنسية، بالبقاء داخل تلك المناطق، بالمقابل سوف تشهد الساحة الروسية والساحات الأخرى داخل الشرق الأوسط، التي يتمدد داخلها النفوذ الروسي نوعاً من الصراع مع الغرب، لافتاً إلى أن روسيا ستسعى نحو تصدير مزيد من الأسلحة إلى تلك المناطق للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية بعد فرض العقوبات.
صراعات من نوع خاص
وتابع أن طبيعة الصراعات بين الصين وتايوان مختلفة عن باقي الصراعات، ولا سيما أن تايوان لا تُعد بلداً مستقلاً، ليس لها وجود داخل الأمم المتحدة، وبالتالي فإنه وفقاً للتنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تعد الأخيرة البلد الوحيد المسؤول عن هذا الأمر، غير أنه حال تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن تعهداتها وقررت الاعتراف بتايوان أو إقامة علاقات دبلوماسية مع تلك الجزيرة، يمكن أن يؤجج الصراع بين البلدين، لكن بشكل مختلف عما نشهده اليوم في أوكرانيا، خاصة أن الاعتراف الدولي بتايوان يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، لذا فإن جود الصين وروسيا داخل مجلس الأمن وما لديهم من حق الفيتو، يعرقل أي مساعٍ استقلالية لدى تايوان، لذا فإن احتمالية اندلاع صراع حول تلك القضية مستبعد خلال الوقت الراهن.
ويرى صفا أن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان مرهون بما يحدث داخل جورجيا، لافتاً إلى أن تدخل بلدان الغرب في أرمينيا يسبقه إسقاط جورجيا، مؤكداً أنه لا مجال لتجدد الصراع تلقائياً بالتزامن مع الصراع الحالي بين روسيا والغرب، ولا سيما أن روسيا لعبت الدور الأول في تهدئة الأوضاع والفصل بينهما، مشيراً إلى أنه فيما يخص إقليم كشمير فإنه يرتبط بصورة مباشرة بالعلاقات بين الصين والهند، مؤكداً أنه حال تدهور تلك العلاقات فسيشهد الإقليم تدهوراً مماثلاً، لافتاً إلى أن الهند أكثر من الصين لا تريد أن تصبح ضلعاً داخل هذا الصراع العالمي.
حقبة جديدة
يقول الكاتب والمحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، إن المجتمع الدولي يشهد حقبة جديدة مع وجود قوى منافسة للقوى الغربية، وتصاعد الطموح الروسي في استعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي، أو على الأقل حماية حدوده الجيوسياسية في القارة الأوروبية، مؤكداً أن النوايا الروسية باتت تشكل صدمة للمجتمع الغربي عقب التمدد الأخير داخل أوكرانيا، لافتاً إلى ارتكاب الغرب وحلف الناتو خطأ جسيماً بعدم أخذ الشكاوى الروسية على محمل الجد، وتعمد التعامل باستفزاز وفوقية، ما دفع روسيا بدورها إلى استغلال العلاقات الأوروبية - الأوروبية المرتبكة وغير الموحدة الواضحة، خاصة بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الأوضاع المرتبكة بين أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى استغلال النقطة الأهم وهي ضعف سيد البيت الأبيض، والتردد الواضح الذي ساهم في سيطرة اليسار على القرار الأمريكي، مشدداً بأن اجتماع تلك العوامل وجد خلالها بوتين الوقت الأفضل لعودة أوكرانيا إلى بيت الطاعة الروسي.
وحول قضية الصراعات المجمدة، يعتقد مبارك عودة قضية تايوان للظهور على الساحة الدولية من جديد عقب التحركات الأمريكية في المحيط الهادئ، والتحالفات التي أقامتها مع دول اليابان وأستراليا والهند، ما أثار حفيظة الصين من جديد، حيث تحاول بدورها رسم خارطة مستقبلها السياسي، ما يؤكد أن الملف التايواني مرشح للعودة على الساحة الدولية بشكل دراماتيكي، لافتاً إلى أن كافة المؤشرات تنذر بأن الصين في ظرف مدة ليست ببعيدة ستتحرك من أجل إعادة تايوان إلى البر الصيني، ولا سيما أن معطيات الواقع الراهن توحي بأن الوضع السياسي الدولي ربما يشهد تطوراً جديداً من جانب الصين، خاصة مع زيادة التنسيق والتبادل الاقتصادي، والتقارب السياسي، بين القوتين روسيا والصين.
وأشار إلى أن الصين تتشارك مع روسيا في قراءتها الحالة السياسية العامة، الأمر الذي يشجعها إلى إعادة تايوان إلى حاضنتها، رغم الرفض الأمريكي والمجتمع الدولي المتعاطي مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن الصين ربما تتخذ موقفاً مشابهاً لروسيا بوضع العالم أمام الأمر الواقع، مشدداً على أن الصراع الصيني مع تايوان المرشح الأول من ضمن ملفات «الصراعات المجمدة» للانفتاح بالتوازي مع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وأشار إلى أن المجتمع الدولي يشهد تغييرات في ميزان القوى والصراع، بما يحقق ولادة جديدة لدول عدم الانحياز ودورها الدولي، لافتاً إلى أن العالم العربي سيشهد انفراجة في العديد من قضاياه مع وجود قوى منافسة للقوى الغربية التي استفردت بالقرار الدولي وأضعفت قضايا الشرق الأوسط لمصلحة قوى إقليمية أخرى، الأمر الذي دفع دول الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الدول الخليجية، إلى العمل على تأمين مصالحها الوطنية مع القوى الصاعدة دون خسارة علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة والغرب.
تخفيف الضغط الدولي
يرى الأكاديمي والباحث السياسي، غنام المريخي، أن العالم يشاهد اليوم تبلور أقطاب جديدة على الساحة الدولية، لا تقتصر على روسيا فحسب، بل تمتد لتشمل الصين أيضاً، مؤكداً أن العالم لن يعود إلى ما كان عليه قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأكد أن انقسام المجتمع الدولي واتباعه لأقطاب متعددة يمكن أن ينتج عنه صراعات جديدة في المستقبل تشمل قوى عظمى، ولا سيما أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل التركيز الدولي عليها، بل ستعمد إلى خلق تداعيات خارج منطقة الصراع الحالي في شرق أوروبا حتى تضمن تخفيف الضغط الدولي، لافتاً إلى أن العالم بصدد مواجهة صراعات جديدة تفرضها أزمة النفط وشح الإمدادات نتيجة الحظر المفروض على النفط الروسي، بالإضافة إلى احتمال نشوب أزمة غذاء عالمية بالنظر إلى أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على أكثر من ربع كمية القمح التي تصدر للعالم، في ظل شكوى دول من نقص المخزون وإمكانية نفاده في غضون شهر، بما ينذر بإقدام بعض الدول على شبه مجاعة. وأوضح أن استمرار الصراع الروسي مع الغرب على الساحة الأوكرانية يؤجج توترات جديدة، مؤكداً أن حرب الخطابات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان وغيرها من التحركات الدولية، عوامل تنتج مشهداً دراماتيكياً قد ينتج عنه اجتياحات سريعة، ولا سيما بعد تخبط الغرب في مواجهة روسيا منذ بداية الأزمة وتلكؤ حلف الناتو في إمداد أوكرانيا بالسلاح، الأمر الذي يغذي فكر التحرك لدى دول أخرى لحل الصراعات المجمدة منذ عقود.
صراعات من نوع خاص
وتابع أن طبيعة الصراعات بين الصين وتايوان مختلفة عن باقي الصراعات، ولا سيما أن تايوان لا تُعد بلداً مستقلاً، ليس لها وجود داخل الأمم المتحدة، وبالتالي فإنه وفقاً للتنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تعد الأخيرة البلد الوحيد المسؤول عن هذا الأمر، غير أنه حال تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن تعهداتها وقررت الاعتراف بتايوان أو إقامة علاقات دبلوماسية مع تلك الجزيرة، يمكن أن يؤجج الصراع بين البلدين، لكن بشكل مختلف عما نشهده اليوم في أوكرانيا، خاصة أن الاعتراف الدولي بتايوان يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، لذا فإن جود الصين وروسيا داخل مجلس الأمن وما لديهم من حق الفيتو، يعرقل أي مساعٍ استقلالية لدى تايوان، لذا فإن احتمالية اندلاع صراع حول تلك القضية مستبعد خلال الوقت الراهن.
ويرى صفا أن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان مرهون بما يحدث داخل جورجيا، لافتاً إلى أن تدخل بلدان الغرب في أرمينيا يسبقه إسقاط جورجيا، مؤكداً أنه لا مجال لتجدد الصراع تلقائياً بالتزامن مع الصراع الحالي بين روسيا والغرب، ولا سيما أن روسيا لعبت الدور الأول في تهدئة الأوضاع والفصل بينهما، مشيراً إلى أنه فيما يخص إقليم كشمير فإنه يرتبط بصورة مباشرة بالعلاقات بين الصين والهند، مؤكداً أنه حال تدهور تلك العلاقات فسيشهد الإقليم تدهوراً مماثلاً، لافتاً إلى أن الهند أكثر من الصين لا تريد أن تصبح ضلعاً داخل هذا الصراع العالمي.
حقبة جديدة
يقول الكاتب والمحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، إن المجتمع الدولي يشهد حقبة جديدة مع وجود قوى منافسة للقوى الغربية، وتصاعد الطموح الروسي في استعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي، أو على الأقل حماية حدوده الجيوسياسية في القارة الأوروبية، مؤكداً أن النوايا الروسية باتت تشكل صدمة للمجتمع الغربي عقب التمدد الأخير داخل أوكرانيا، لافتاً إلى ارتكاب الغرب وحلف الناتو خطأ جسيماً بعدم أخذ الشكاوى الروسية على محمل الجد، وتعمد التعامل باستفزاز وفوقية، ما دفع روسيا بدورها إلى استغلال العلاقات الأوروبية - الأوروبية المرتبكة وغير الموحدة الواضحة، خاصة بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الأوضاع المرتبكة بين أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى استغلال النقطة الأهم وهي ضعف سيد البيت الأبيض، والتردد الواضح الذي ساهم في سيطرة اليسار على القرار الأمريكي، مشدداً بأن اجتماع تلك العوامل وجد خلالها بوتين الوقت الأفضل لعودة أوكرانيا إلى بيت الطاعة الروسي.
وحول قضية الصراعات المجمدة، يعتقد مبارك عودة قضية تايوان للظهور على الساحة الدولية من جديد عقب التحركات الأمريكية في المحيط الهادئ، والتحالفات التي أقامتها مع دول اليابان وأستراليا والهند، ما أثار حفيظة الصين من جديد، حيث تحاول بدورها رسم خارطة مستقبلها السياسي، ما يؤكد أن الملف التايواني مرشح للعودة على الساحة الدولية بشكل دراماتيكي، لافتاً إلى أن كافة المؤشرات تنذر بأن الصين في ظرف مدة ليست ببعيدة ستتحرك من أجل إعادة تايوان إلى البر الصيني، ولا سيما أن معطيات الواقع الراهن توحي بأن الوضع السياسي الدولي ربما يشهد تطوراً جديداً من جانب الصين، خاصة مع زيادة التنسيق والتبادل الاقتصادي، والتقارب السياسي، بين القوتين روسيا والصين.
وأشار إلى أن الصين تتشارك مع روسيا في قراءتها الحالة السياسية العامة، الأمر الذي يشجعها إلى إعادة تايوان إلى حاضنتها، رغم الرفض الأمريكي والمجتمع الدولي المتعاطي مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن الصين ربما تتخذ موقفاً مشابهاً لروسيا بوضع العالم أمام الأمر الواقع، مشدداً على أن الصراع الصيني مع تايوان المرشح الأول من ضمن ملفات «الصراعات المجمدة» للانفتاح بالتوازي مع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وأشار إلى أن المجتمع الدولي يشهد تغييرات في ميزان القوى والصراع، بما يحقق ولادة جديدة لدول عدم الانحياز ودورها الدولي، لافتاً إلى أن العالم العربي سيشهد انفراجة في العديد من قضاياه مع وجود قوى منافسة للقوى الغربية التي استفردت بالقرار الدولي وأضعفت قضايا الشرق الأوسط لمصلحة قوى إقليمية أخرى، الأمر الذي دفع دول الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الدول الخليجية، إلى العمل على تأمين مصالحها الوطنية مع القوى الصاعدة دون خسارة علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة والغرب.
تخفيف الضغط الدولي
يرى الأكاديمي والباحث السياسي، غنام المريخي، أن العالم يشاهد اليوم تبلور أقطاب جديدة على الساحة الدولية، لا تقتصر على روسيا فحسب، بل تمتد لتشمل الصين أيضاً، مؤكداً أن العالم لن يعود إلى ما كان عليه قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأكد أن انقسام المجتمع الدولي واتباعه لأقطاب متعددة يمكن أن ينتج عنه صراعات جديدة في المستقبل تشمل قوى عظمى، ولا سيما أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل التركيز الدولي عليها، بل ستعمد إلى خلق تداعيات خارج منطقة الصراع الحالي في شرق أوروبا حتى تضمن تخفيف الضغط الدولي، لافتاً إلى أن العالم بصدد مواجهة صراعات جديدة تفرضها أزمة النفط وشح الإمدادات نتيجة الحظر المفروض على النفط الروسي، بالإضافة إلى احتمال نشوب أزمة غذاء عالمية بالنظر إلى أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على أكثر من ربع كمية القمح التي تصدر للعالم، في ظل شكوى دول من نقص المخزون وإمكانية نفاده في غضون شهر، بما ينذر بإقدام بعض الدول على شبه مجاعة. وأوضح أن استمرار الصراع الروسي مع الغرب على الساحة الأوكرانية يؤجج توترات جديدة، مؤكداً أن حرب الخطابات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان وغيرها من التحركات الدولية، عوامل تنتج مشهداً دراماتيكياً قد ينتج عنه اجتياحات سريعة، ولا سيما بعد تخبط الغرب في مواجهة روسيا منذ بداية الأزمة وتلكؤ حلف الناتو في إمداد أوكرانيا بالسلاح، الأمر الذي يغذي فكر التحرك لدى دول أخرى لحل الصراعات المجمدة منذ عقود.