الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

من يبادر بـ«خطوة للخلف» في المفاوضات الروسية - الأوكرانية؟

من يبادر بـ«خطوة للخلف» في المفاوضات الروسية - الأوكرانية؟

عبدالمسيح الشامي: الصراع قد يستمر فترة طويلة لحين البتّ في الأمور العالقة

إدموند غريب: أوكرانيا تظهر بعض المرونة ويبدو أنهم يميلون إلى القبول بالحياد


نبيل رشوان: روسيا تبدي مرونة لـ«تسهيل الحركة» بدليل تخليها عن الإطاحة بزيلينسكي

أشرف الصباغ: المفاوضات الجارية لن تفضي إلى نتائج.. والغرب يسعى إلى توريط روسيا

أبدت روسيا وأوكرانيا مرونة خلال المفاوضات الحالية بينهما، غير أن التحركات السريعة للقوات الروسية، ربما تضمن تسوية تحقق أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كافة، كما أن التفوق العسكري الروسي لم يمنع موسكو من تقديم مرونة بالمفاوضات. وأكد خبراء لـ«الرؤية» أن الشرط الروسي الخاص بعزل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي لإجراء مفاوضات مع كييف، تم التراجع عنه، ما يؤكد أن الأمر لم يعد ذا أهمية، وأشاروا إلى أن زيلينسكي لا يجرؤ على إجراء مفاوضات فردية مع موسكو، بل إن المفاوضات تتم بين روسيا والغرب للبت في كثير من الأمور المعلقة.



التفوق الروسي

وقال منسق العلاقات العربية- الألمانية بالبرلمان الألماني، عبدالمسيح الشامي، إن سبل تسوية الأزمة باتت واضحة من خلال الشروط التي طرحها كل من الطرفين، مرجحاً تنفيذ الشروط الروسية، لا سيما بعد أن أظهرت تفوقاً عسكرياً على الأرض، وأصبحت القوات الروسية على مشارف كييف. وأوضح أن النصر العسكري يفرض في النهاية حلاً سياسياً، إذ تحاول روسيا تنفيذ مطالبها التي تتضمن الاعتراف بروسية «القرم»، إلى جانب أن تصبح أوكرانيا بلداً محايداً تماماً ومنزوع السلاح، بالإضافة إلى عدم تواجد أي سلطة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» على الحدود الروسية. وأشار إلى احتمالية استمرار الصراع فترة طويلة، لحين البت في كل الأمور العالقة بين روسيا والغرب، خاصة أوروبا الخاصة بالمصالح المشتركة والتوقف عن إدخال دول جديدة إلى حلف الناتو، بالإضافة إلى المصالح الاقتصادية والغاز والتأكيد على الضمانات المتبادلة بين الطرفين.

المفاوضات طريق للحل

من جانبه أوضح الأكاديمي والخبير في الشؤون الدولية، دكتور إدموند غريب، أن المفاوضات الحالية بين روسيا وأوكرانيا تؤكد وجود رغبة في التوصل إلى حلول، رغم التعقيدات والصعوبات التي تواجه أي مفاوضات بسبب المواقف المتشددة للجانبين، مشيراً إلى أن كل طرف يسعى إلى التعرف على مواقف الطرف الآخر خلال المفاوضات، والحد الأدنى الذي يقبل به كل طرف.

وأوضح أن أوكرانيا بدأت تظهر بعض المرونة بعدما قبلت بالمفاوضات، بالإضافة إلى مناقشة حياد أوكرانيا، الأمر الذي لم تكن تقبل به قبل العملية العسكرية، غير أنها بدأت تناقشه بالفعل، مضيفاً أنه رغم عدم الإعلان عن نقاط الاتفاق بين الجانبين بعد المفاوضات الأخيرة، فإنها تعطي مؤشرات باستعداد كل من الطرفين لإيجاد تفاهم بشأن بعض القضايا بينها، مثل إقامة ممرات آمنة للمدنيين، ووقف إطلاق نار مؤقت لتحقيق ذلك، الأمر الذي تحقق بالفعل.

كما أوضح أنه رغم النبرة التشاؤمية التي يظهرها الرئيس الأوكراني حول المفاوضات، إلا أنه أبدى استعداداً للدخول إلى المفاوضات دون شروط، لافتاً إلى أن الأوكرانيين بدؤوا يميلون بالفعل إلى القبول بالحياد، وأبدت مرونة تجاه بعض الأمور تتمثل في إمكانية إجراء استفتاء (فيما يخص روسية القرم وإقليم دونباس)، لافتاً إلى أن التصريحات الخاصة بالانضمام للاتحاد الأوروبي والمطالبة بإرسال أسلحة لا تصلح أثناء المفاوضات. وأشار إلى أن روسيا تسير نحو أهدافها بوتيرة سريعة عبر تحركات القوات الروسية على الأرض، مشيراً إلى أن العمليات تسير بالوتيرة التي يريدها الرئيس بوتين، وتصل في النهاية إلى الأهداف التي يأملها.

المفاوضات أفضل من الحرب

وفي السياق ذاته أشار المتخصص في الشأن الروسي، دكتور نبيل رشوان، إلى الدور المهم الذي تلعبه كل من فرنسا وإسرائيل خلال التسوية السياسية للأزمة، إذ بقي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على اتصال دائم بالرئيس بوتين، بالتزامن مع الاتصالات الإسرائيلية، معتبراً العلاقات الروسية - الإسرائيلية جيدة بسبب التنسيق فيما بينهما داخل سوريا، بالإضافة إلى الاهتمام الإسرائيلي الخاص بأوكرانيا.

وفيما يتعلق بأسس التسوية، أكد رشوان أن التفاوض الحالي لن يشهد تنازلات من روسيا، مشدداً على أن الشرط الأخير والخاص بالقرم تحديداً لن تتخلى عنه روسيا، باعتباره يمنع أوكرانيا بدرجة ما من الانضمام للناتو، خاصة مع وجود أسطول البحر الروسي في شبه جزيرة القرم، بينما تزداد احتمالية إعطاء إقليم «دونباس» حكماً ذاتياً واسع الصلاحيات.

وتوقع أن تصل المفاوضات إلى نتائج معقولة، إذا توقف كل من البلدين عن سياسة «عض الأصابع» والضغط عبر الإعلان عن ضحايا في صفوف القوات الروسية من قبل أوكرانيا من جهة، أو السيطرة على مدن من طرف القوات الروسية من جهة أخرى، نافياً أن تكون تلك المفاوضات محاولة ذر الرماد في العيون، للتغطية على العملية العسكرية كما يصور البعض، منوهاً بأن المفاوضات حتى وإن بدت شاقة، أفضل من الحرب، متمنياً أن تتوقف الحرب على الأقل خلال مرحلة التفاوض.

إلى ذلك، استبعد الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الروسي، دكتور أشرف الصباغ، احتمالية تراجع أي من طرفي الصراع روسيا، والغرب بمكوناته الثلاثة (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو) بالإضافة إلى أوكرانيا، لافتاً إلى أن المؤشرات تشير إلى تصعيد غير عادي رغم التصريحات المراوغة في بعض الأحيان من قبل بعض الأطراف.

وأشار إلى أن الغضب الروسي بات واضحاً للغاية من خلال تصريحات كبار القادة الروس، لافتاً إلى أن موسكو عمدت إلى رفع السقف ولم تفكر في سبل التراجع دون إغضاب الرأي العام الداخلي أو الدول المؤيدة التي تعول على بوتين في «تلجيم الإمبريالية الغربية».

وأكد أن تصريحات القيادة الروسية تعطي مؤشرات بإمكانية السيطرة على كامل أوكرانيا، ثم الإقرار بأمر واقع وتوازن نووي على خط التماس، إما في منتصف أوكرانيا أو على الحدود البولندية الغربية، لافتاً إلى غضب الأجنحة القومية التي لطالما طالبت بضم أوكرانيا أثناء ضم القرم، مؤكداً أنهم يلقون اللوم على القيادة التي تأخرت 8 سنوات جرت خلالها مياه كثيرة، إذ كان من الممكن ضمها بشكل سلس مثلما حدث مع القرم عام 2014.