قبل أقل من 24 ساعة من إغلاق المجلس الدستوري الفرنسي لباب الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، أعلن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، عن دخوله رسمياً سباق التنافس على الفوز بكرسي الإليزيه للمرة الثانية.
وسينظم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والدور الثاني في 24 من الشهر نفسه، بينما ستجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو 2022، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، في وقت سابق.
واستهل ماكرون إعلان ترشحه الرسمي للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، الذي جاء في رسالة موجهة إلى الفرنسيين، ستنشرها مجموعة من الصحف اليومية الفرنسية، بالقول: «منذ 5 سنوات، مررنا معاً بالعديد من الاختبارات. الإرهاب، الوباء، عودة العنف، الحرب في أوروبا. نادراً ما واجهت فرنسا تراكماً كهذا من الأزمات. واجهنا بكرامة وأخوة».
وأضاف ماكرون: «أطلب ثقتكم لولاية جديدة كرئيس للجمهورية. أنا مرشح لأبتكر معكم، في مواجهة تحديات القرن، أنا مرشح للدفاع عن قيمنا، التي تهددها اضطرابات العالم. أنا مرشح لمواصلة إعداد مستقبل أبنائنا وأحفادنا. كي نتمكن اليوم وغداً من اتخاذ قراراتنا بأنفسنا».
وخصص ماكرون، في رسالته للفرنسيين، حيزاً للجانب الاقتصادي، معتبراً أن الاقتصاد أساس الاستقلال، إذ قال: «لا يوجد استقلال بدون قوة اقتصادية، لذلك سيتعين علينا العمل أكثر، والاستمرار في خفض الضرائب المفروضة على العمل والإنتاج. كما سيتعين علينا أيضاً مواصلة الاستثمار في ابتكارنا وبحثنا، من أجل وضع فرنسا في الصدارة في قطاعات مثل الطاقات المتجددة، والطاقة النووية، والبطاريات، والزراعة، والمجال الرقمي، أو الفضاء، التي ستصنع المستقبل، وتسمح لنا بأن نصبح أمة بيئية عظيمة، التي ستكون أول من يتخلص من الاعتماد على الغاز، والنفط والفحم».
وتسببت الحرب الروسية- الأوكرانية في تأخير إعلان ماكرون عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة بشكل رسمي. وسيغلق المجلس الدستوري الفرنسي باب الترشح مساء الجمعة في الساعة السادسة مساء.
وكان ماكرون قد قال مؤخراً، في حوار مع اليومية الفرنسية الجهوية «لَا فْوَا دِي نُورْ»، إنه «لا يمكنه الإعلان عن ترشحه ما دامت المرحلة الحادة من الموجة الخامسة من فيروس «كوفيد-19» لم تمر بعد، وما زالت التوترات عالية في أزمة أوكرانيا».
وتكمن القوة الرئيسية لماكرون، بحسب استطلاع رأي سابق أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام (إِيفُوبْ) لصالح الأسبوعية الفرنسية «لُوجُورْنَالْ دُو دِيمُونْشْ»، في ضعف خصومه، إذ يرى الفرنسيون أنه «لا أحد من المرشحين يمكنه أن يقدم أداء أفضل في السلطة من الرئيس المنتهية ولايته فيما يتعلق بالاقتصاد، والأمن، ومكافحة كوفيد-19».
وألقى التصعيد العسكري الروسي- الأوكراني بظلاله على الانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة، إذ تسببت في فتح نقاش داخل الوسط السياسي الفرنسي حول إمكانية تأجيلها. كما تسببت، بحسب دراسة لمؤسسة «هاريس أنتراكتيف» الأوروبية المتخصصة في دراسات التسويق واستطلاعات الآراء، في تغيير حظوظ المرشحين، وقلب موازين القوى، وتقوية حظوظ ماكرون، الذي اعتُبر أنه «في المستوى»، وكسب إشادة من قِبل متعاطفين مع تيارات سياسية أخرى غير حزبه، بسبب موقفه من الحرب في أوكرانيا.
وفيما يخص جمع التزكيات اللازمة للترشح في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي يمنحها الناخبون، والمحدد عددها في 500 تزكية على الأقل، فقد جمع ماكرون 1974 تزكية، بحسب الموقع الإلكتروني للمجلس الدستوري الفرنسي.
وستتوقف عملية استقبال المجلس المذكور التزكيات الجمعة في السادسة مساء. وسيعلن رئيس المجلس الدستوري، لوران فابيوس، عن القائمة النهائية للمرشحين يوم الاثنين 7 مارس، أي قبل نحو شهر من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 10 أبريل.