ألقت المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة كلمة الإمارات أمام جلسة التصويت الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول أوكرانيا، الأربعاء، وجاء نص الكلمة كالتالي:
تأتي هذه الجلسة الخاصة الطارئة في الوقت الذي وصل فيه الصراع في أوكرانيا إلى نقطة انعطاف خطيرة، حيث أبدى فيها المجتمع الدولي انزعاجاً وقلقاً بالغاً من التطورات الجارية على أرض الواقع. وتحمل الكلمات التالية رسالتنا الواضحة أمام جلسة التصويت الأممية الطارئة على مواقف المجتمع الدولي إزاء ما يجري في أوكرانيا.
يزداد الوضع الإنساني في أوكرانيا سوءاً يوماً تلو آخر. لقد طالعنا تقاريراً حول تزايد الخسائر في صفوف المدنيين والنزوح الجماعي، وهى الأوضاع العصيبة التي لم تشهدها أوروبا منذ عقود. إن دولة الإمارات العربية المتحدة قلقة للغاية من هذه التطورات. ومع ذلك، يجب أن تتركز مسؤوليتنا الجماعية في بذل الجهود واستخدام كافة القنوات الدبلوماسية، للحيلولة دون مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية. إن إيماننا بذلك لن يفتر أبداً، وسيظل راسخاً أكثر من أي وقت مضى.
بالأمس، تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم 5 ملايين دولار، وذلك في استجابة سريعة للنداء الإنساني العاجل، الذي أطلقته الأمم المتحدة بخصوص الأزمة الأوكرانية. لكننا نعلم في المقابل أنه يجب العمل وبذل جهود أكبر خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة. إن مصداقية هذه المنظمة (الأمم المتحدة)، التي ولدت من رماد الحرب العالمية الثانية، تعتمد على تمثيلها العالمي، وفعاليتها في تطبيق المبادئ التي نتمسك بها جميعاً. مع ذلك، وكما كشف هذا الصراع، فإن صوت الأمم المتحدة الواضح، والكامل قد ازداد صعوبة في استدعائه، لأنه لا يتم تطبيقه مع الجميع على قدم المساواة. رغم الانقسامات العميقة، فقد آن الأوان الآن للتراجع، وتحديد المنافذ الدبلوماسية، والانخراط بشكل بناء لإنهاء هذا الصراع. لقد حان الوقت أيضًا لاستدعاء رصيد احتياطياتنا من الحكمة والخبرة للتوجه إلى الأمام. إن التضامن العالمي يعني القيام بأكثر من مجرد التركيز على صراعات متفرقة في بعض أجزاء العالم، وتجاهل صراعات أخرى في المقابل. نحن بحاجة إلى تغيير طريقة تفكيرنا، وانتقالها من إدارة الصراع إلى حل النزاع؛ لاسيما وأن ذلك ينعكس إلى حد كبير على أمننا الجماعي. فلتكن هذه الأزمة جرس إنذار، وقد يعتمد مستقبل هذه المنظمة على ذلك.
نحتاج جميعاً إلى حشد جهود الأمم المتحدة لتعزيز الحوار، والعمل من أجل إنهاء الأعمال العدائية، ومعالجة الوضع الإنساني لمن هم في أمس الحاجة إليه. تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة الحاجة إلى مواجهة هذه اللحظة بدبلوماسية وقيادة متجددة، وتضع احتياجات الناس على الأرض في صميم جهودنا. مع ذلك، يجب أن تظل سبل الحوار مفتوحة بشكل أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، ويجب أن نتابعها سوياً.
السيد الرئيس..في الوقت الحالي، ندرك أن القرار الذي جرى اتخاذه هنا اليوم هو إشارة ضرورية إلى ما يجب أن نتجه إليه؛ فالاستسلام لدائرة العنف الدائم، والعقوبات يزيد فقط من معاناة المدنيين. لقد صوتنا لصالح هذا القرار، وننضم إلى الدول الأعضاء في توجيه هذا النداء من أجل السلام. سلام عادل، يستمر من خلال الاعتراف بالمخاوف المشروعة لجميع الأطراف، ويلتزم أيضاً بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة للاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي. لكن هذا القرار، كما قال آخرون، لا يكفي لتحقيق سلام دائم. وإنما يتطلب حل هذا الصراع الحوار والدبلوماسية الفعالة.
يمثل هذا الموقف تصميم الدول الأعضاء على التعامل مع النزاع الدائر اليوم في أوكرانيا. هذا هو النداء الذي يعكس بوضوح المغزى من هذا الاجتماع. يجب أن ننتقل الآن إلى إيجاد السبل لتحقيق حل سلمي لها مع الاحترام الكامل والالتزام بالدبلوماسية الحقيقية والمشاركة.