صعّد المسؤولون في أوروبا تصريحاتهم ضد روسيا، واعتبرت بريطانيا أن طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي بين «الخيارات» المطروحة.
وقال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء إن الحكومة البريطانية منفتحة على طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي، وهي من الأعضاء الدائمين فيه. وقال للصحفيين: «رئيس الوزراء لم يتخذ موقفا من ذلك بعد. لكن يمكننا القول إننا نريد عزل روسيا دبلوماسيا وسندرس كل الخيارات التي تفضي إلى ذلك».
من جانبه، اتّهم شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي روسيا بـ«الإرهاب الجيوسياسي»، وقال، في خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبي، «ليست أوكرانيا وحدها التي تتعرض للهجوم، بل الهجوم يستهدف أيضاً القانون الدولي والنظام الدولي القائم على قواعد والديموقراطية والكرامة الإنسانية، إنه إرهاب جيوسياسي واضح وبسيط».
جاء ذلك فيما دعت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إلى التضامن الدولي ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب الصراع الروسي الأوكراني.
وقالت بيربوك الثلاثاء بعد لقائها مع نظيريها من بولندا وفرنسا في مدينة لودز البولندية: «نريد أن يعلن أكبر عدد ممكن من الدول موقفه ضد حرب بوتين... لنقف معاً من أجل مبادئ ميثاق الأمم المتحدة»، مؤكدة أن هذا هو مطلب الساعة، وقالت: «لأنه لا يمكن أن يكون من مصلحة أحد أن يهاجم الأقوى جيرانه».
وذكرت بيربوك أن كل دولة في العالم تقريباً لديها جارة أكبر وأقوى، وقالت: «لذلك ليست هناك مصلحة في أي منطقة في العالم أن نقبل الآن لعبة بوتين هذه».
وبعد بيانها، ودعت بيربوك بعناق يغلب عليه المشاعر نظيرها البولندي زبيجنيو راو ووزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان خلال المؤتمر الصحفي. وتوجهت بيربوك مباشرة إلى نيويورك لحضور الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحرب في أوكرانيا، حيث من المقرر أن تلقي خطاباً في وقت متأخر من مساء اليوم بتوقيت ألمانيا.
ووصفت بيربوك بصدمة ما يحدث على الحدود الأوكرانية، وقالت: «الأمهات يتركن أزواجهن وراءهن، والأبناء يتركون آباءهم، والصديقات يتركن أصدقاءهن، لأن الرجال يدافعون عن بلادهم»، موضحة أن الأمر لا يتعلق فقط بالمساعدات الإنسانية، بل أيضاً بالمساعدة النفسية، والتي يجب تقديمها الآن سوياً، مشيرة إلى أن لا أحد يصدق الدعاية الروسية، وقالت: «دبابات بوتين لا تجلب الماء، دبابات بوتين بالتأكيد لن تجلب السلام، لا تجلب دبابات بوتين أي طعام أو حتى غذاء لرضع، لكن دبابات بوتين وحدها تجلب المعاناة والدمار».
وذكرت بيربوك أن بوتين «تكهن بأننا سنبتعد عن بعضنا البعض»، مضيفة أن العكس هو الصحيح، وقالت: «لقد اقتربنا من بعضنا البعض بصورة أقوى في هذه الأيام الرهيبة»، مؤكدة أنه سيُجرى الدفاع عن المواطنين في أوكرانيا بصورة مشتركة، «لأننا نعرف ما هو على المحك هناك»، وقالت: «هذا الهجوم يوحدنا معاً».
وأبدت الوزيرة إعجابها العميق بكل أولئك الروس الذين نزلوا إلى الشوارع في بلدهم «لتوضيح: هذه ليست حربنا، إنها حرب رئيس روسيا، رغم علمهم أنه من المحتمل أن يتعرضوا للاعتقال».
كان ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قد اتهم بوتين بأنه «دمّر السلام» في أوروبا، وأضاف «بوتين دمّر السلام في أوروبا، والحلف يدين العدوان الوحشي وغير المبرر لأوكرانيا»، متهما بيلاروسيا أيضاً بالسماح بذلك.
وتتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية، الثلاثاء، في مختلف عواصم العالم، لإنهاء صراع الروسي-الأوكراني، إذ يعتزم المستشار الألماني أولاف شولتس استقبال رئيس وزراء لوكسمبورج زافييه بيتل، ظهراً، في برلين، ثم رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، ومن المرجح أن يركز الاجتماعان على الوضع في أوكرانيا والأسواق المالية واحتمالات مزيد من العزلة الدولية للرئيس الروسي.