الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

(فيديو) أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.. هل سيعضُّ زيلينسكي ربطة عنقه ؟!

(فيديو) أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.. هل سيعضُّ زيلينسكي ربطة عنقه ؟!

الرئيس الأوكراني. (أ ف ب)

تنظر أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي منذ سنوات كحلم تتطلع إلى تحقيقه، بينما تبدو الكتلة المكونة من 27 دولة أوروبية مرحبة وداعمة، فلماذا تعطل انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد طوال السنوات الماضية؟

اليوم فقط، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه بدأ دراسة طلب أوكرانيا للانضمام لعضوية التكتل، بعدما تقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالطلب رسمياً، عقب خطابٍ للأمة اعتبر فيه أن «هذا هو العدل.. أوكرانيا تستحق ذلك».

في عام 1991، تم التوقيع على «معاهدة ماستريخت»، التي شكلت النواة الأولى لتأسيس الاتحاد الأوروبي، وفي 1991 أيضاً، نالت أوكرانيا استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

من بعدها، بدأ حلم الانضمام للتكتل الأوروبي، الذي قوبل بتحفظ أوروبي، تارةً مرده عدم رغبة الاتحاد في استعداء روسيا أو استفزازها من خلال التوسع إلى منطقة النفوذ السوفييتية السابقة، وتارة لانعدام الديمقراطية خلال فترة التسعينيات، وأخرى لعدم الاستقرار السياسي الداخلي عقب الثورة البرتقالية 2004، يضاف إلى هذا وذاك، الأداء الاقتصادي المتذبذب بين ضعيف ومتوسط.

أما الآن ومع ميل الأوروبيين إلى فرض عقوبات ضد روسيا، هل ستنضم أوكرانيا بسرعة استثنائية إلى الاتحاد الأوروبي؟ خاصة وأن زيلينسكي ناشد أوروبا الانضمام «الفوري بموجب إجراء خاص جديد».

أجاب تقرير لمجلة «فوربس» الأمريكية على السؤال، قائلاً إن المسار المعتاد لدولة ما للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يتطلب إيفاءها بمعايير محددة مثل إنشاء اقتصاد السوق الحر، وقبول تشريعات الاتحاد، قبل الخضوع لمفاوضات مطولة.

وأشار التقرير إلى أن كرواتيا، أحدث دول الاتحاد استغرقت 10 سنوات للانضمام، وأضاف أنه يتعين على جميع الدول الأعضاء الموافقة على انضمام أوكرانيا، وهو ما قد لا يحدث، بحسب رئيس المجلس الأوروبي شارلز ميشيل، الذي قال إن هناك «حساسيات وآراء متباينة داخل الاتحاد الأوروبي» فيما يتعلق بعضوية أوكرانيا.

ربما يدلل على هذا الموقف الأوروبي المتأرجح تصريح رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين التي قالت: «نريد أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.. لكن أعتقد أن عملية العضوية ستحتاج إلى وقت».

تسعى أوكرانيا الآن إلى تسريع انضمامها للاتحاد، الذي سيكفل لها دعماً عسكرياً فورياً، بموجب اتفاق الدفاع المشترك، حال تعرض أحد الأعضاء لعدوان، كما أن العضوية ستمنحها مزايا اقتصادية إضافية، كتمتع الأوكرانيين بحرية الحركة بين دول الكتلة، ومنحهم حقوق مواطني الاتحاد.

على الجانب الأوروبي، سيكون الانضمام السريع لأوكرانيا -حال تم- «رسالة سياسيةً جريئة وشجاعة وذات مغزى» إلى موسكو.

وأضافت فوربس أنه رغم أن أوكرانيا أبرمت بالفعل اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي تسمح بالتجارة الحرة منذ سنوات، إلا أنها تتطلع إلى تعزيز العلاقات السياسية بشكل أعمق.

وبحسب موقع الاتحاد الأوروبي، فإن شروط الانضمام إلى الكتلة الأوروبية تتلخص في قدرة الدول المرشحة على إثبات قدرتها على تطبيق «معايير كوبنهاغن»، وتشمل:

  1. اقتصاد السوق الحر
  2. ديمقراطية مستقرة وسيادة القانون
  3. قبول تشريعات الاتحاد، بما فيها اليورو

كذلك يتطلب قبول الانضمام:

  1. موافقة مؤسسات الاتحاد ودوله الأعضاء
  2. موافقة مواطني الاتحاد عبر برلماناتهم الوطنية أو الاستفتاء المباشر

وبحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني لقناة «سي إن بي سي»، فإن الصراع الروسي-الأوكراني أشعل لحظة فاصلة في سياسات الاتحاد الأوروبي، ونقل التقرير عن فريدريك كيمبي، رئيس مركز أبحاث السياسة الخارجية «أتلانتيك كاونسل»، قوله «نهاية هذا الأسبوع فقط، شهدنا تحولاً جذرياً في نهج أوروبا تجاه روسيا»، في إشارة إلى إعلان ألمانيا عزمها إرسال «أسلحة فتاكة» إلى أوكرانيا، بينما كانت ترفض مجرد تعزيز إنفاقها العسكري إلى أكثر من 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي، كنتيجة لدورها في الحرب العالمية الثانية، الذي جعلها ترفض تاريخياً إرسال أسلحة فتاكة إلى أي منطقة نزاع في العالم.

كما استشهد كيمبي بموقفي بولندا والمجر، اللتين أصبحتا أهم مناطق استقبال الأوكرانيين الفارين من الصراع، بعدما كانتا من أشد الرافضين للاجئين السوريين وغيرهم من بلدان مزقتها الحروب، ووصف كيمبي تغيرات السياسات الأوروبية بأنها «مذهلة للغاية»، لا سيما وأنها جرت خلال فترة قصيرة.

ونقل موقع «آي نيوز» الإخباري البريطاني عن رئيس وزراء سلوفاكيا إدوارد هيغر تأييده لـ«صعود أوكرانيا العاجل» إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، معتبراً «أنهم يقاتلون من أجل أنفسهم، ويقاتلون من أجلنا، إنهم يقاتلون من أجل الحرية»، وأضاف «علينا أن ندرك أنهم يحمون نظامنا وقيمنا، وعلينا أن نكون سوياً معهم، ليس هناك وقت للتردد».

السؤال الآن، هل تُترجم تلك التصريحات البراقة إلى قرار أوروبي موحد بضم أوكرانيا، أم تكون مجرد تكرارٍ لخيبة أمل الرئيس الجورجي الأسبق ميخائيل ساكاشفيلي (مسجون حالياً بعدما لفظه الغرب)، والذي طالما تودد إلى أوروبا، دون أن تحصل دولته إلى الآن، ولا حتى على صفة «مرشح».

لقطة شهيرة لساكاشفيلي عام 2008 وكان يعض ربطة عنقه توتراً لدى إبلاغه باقتراب القوات الروسية من العاصمة تبليسي، فيما لم يحصل أبداً على الدعم الذي كان ينتظره من الغرب.