لن ندع بوتين يهدم البنية الأمنية التى منحت أوروبا الاستقرار
العقوبات تهدف لإلحاق خسائر بمصالح الكرملين وقدرته على تمويل الحرب
قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، إن العمليات العسكرية، التي شنتها القوات العسكرية الروسية، فجر الخميس، تعد عدواناً عسكرياً غير مسبوق وغير مبرر، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي يقوض السلم والأمن الدوليين.
وأشار بوينو، فى حوار خاص لـ«الرؤية» إلى أن الاتحاد الأوروبي يطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باعتباره من أعاد الحرب إلى أوروبا، بوقف العمليات العسكرية على الفور دون قيد أو شرط، وأكد أن الاتحاد الأوروبي يقف بثبات إلى جانب أوكرانيا وشعبها في الأزمة التي لا مثيل لها. وحول العقوبات المفروضة على روسيا، قال إنه سيتم تقديم حزمة من العقوبات الشاملة للقادة الأوروبيين للموافقة عليها، لاستهداف القطاعات الاستراتيجية لاقتصاد موسكو؛ بهدف إلحاق خسائر فادحة بمصالح الكرملين وقدرته على تمويل الحرب، وتابع: «الرئيس بوتين يحاول إعادة عقارب الساعة إلى زمن الإمبراطورية الروسية، لكننا لن نسمح له بهدم البنية الأمنية التي منحت أوروبا السلام والاستقرار».
ما موقف الاتحاد الأوروبي من العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا؟
العدوان العسكري الروسي غير المسبوق وغير المبرر على أوكرانيا، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام الدولي، ويقوّض الأمن والاستقرار على مستوى أوروبا والعالم، لذلك نحن ندين- بشدة- هذا الهجوم الهمجي، والحجج المثيرة للسخرية لتبريره.
لكن ماذا فعلتم من أجل منع نشوب تلك العمليات؟
الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الشركاء عبر الأطلسي والشركاء ذوي التفكير المماثل، بذل جهوداً غير مسبوقة، للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الأمنية التي سببتها روسيا، لكن موسكو لم ترد بالمثل على هذه الجهود، فاختارت التصعيد الخطر والمتعمد بشكل أحادي.
إذن ما مطالبكم الآن وقد اندلعت الحرب؟
نحن نطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بوقف العمليات العسكرية الروسية على الفور ودون قيد أو شرط، وسحب جميع القوات والمعدات العسكرية من كامل أراضي أوكرانيا، فروسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العمل العدواني وكل الدمار والخسائر في الأرواح التي ستسببه، كما أنها ستتحمل المسؤولية عن أفعالها، لذلك نحن ندعو أيضاً المجتمع الدولي لمطالبة موسكو بالوقف الفوري لهذا العدوان الذي يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر على نطاق عالمي، كما ندعو روسيا والتشكيلات العسكرية المسلحة المدعومة منها، إلى احترام القانون الدولي الإنساني.
ماذا ستقدمون لأوكرانيا وهي حليفتكم؟ خاصة بالنسبة للوضع الإنساني؟
على الصعيد الإنساني، نشعر بالأسف لفقدان الأرواح وللمعاناة الإنسانية، والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه على استعداد لتقديم الاستجابة الإنسانية الطارئة على وجه السرعة، فضلاً عن الوقوف بثبات إلى جانب أوكرانيا وشعبها الذي يواجه هذه الأزمة التى لا مثيل لها، كما سيقدم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم السياسي والمالي والإنساني.
لكن ماذا بعد إعلان روسيا الاعتراف- رسمياً- باستقلال جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك؟
نكرر دعمنا والتزامنا الراسخين باستقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دولياً، كما نجدد التأكيد على التزامنا بتعزيز الرابط السياسي والتكامل الاقتصادي لأوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي، ونحن نقف إلى جانب شعب أوكرانيا ومؤسساتها وممثليها المنتخبين ديمقراطياً.
ما العقوبات التي ستقومون يفرضها على روسيا؟
سوف نقدم إلى القادة الأوروبيين حزمة من العقوبات الشاملة والموجهة، للموافقة عليها، ومن خلال هذه الحزمة، نستهدف القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الروسي من خلال منع وصولهم إلى التقنيات والأسواق التي تعد أساسية بالنسبة لروسيا، وسنضعف القاعدة الاقتصادية لروسيا وقدرتها على التحديث، بالإضافة إلى ذلك سنجمد الأصول الروسية فى الاتحاد الأوروبي، ونوقف وصول البنوك الروسية إلى الأسواق المالية الأوروبية.
برأيك هل ستفلح العقوبات ضد روسيا لوقف الحرب؟
لقد أوضح الاتحاد الأوروبي منذ البداية، وعلى أعلى مستوى سياسي، أن أي عدوان عسكري آخر ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وتكاليف باهظة، وكما هي الحال مع الحزمة الأولى من العقوبات، نحن في تحالف وثيق مع شركائنا وحلفائنا؛ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، وكذلك، على سبيل المثال: اليابان، وأستراليا، ونرى أن هذه العقوبات تهدف إلى إلحاق خسائر فادحة بمصالح الكرملين وقدرته على تمويل الحرب.يجب ألا يساور روسيا شك في أن الاتحاد الأوروبي سيبقى متحداً بحزم، في حين يتخذ الخطوات التالية بالتنسيق الوثيق مع الشركاء.
هناك اتهامات للاتحاد الأوروبي، وخاصة بريطانيا بسكب البنزين على النار بالاندفاع نحو الحرب؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو من أعاد الحرب إلى أوروبا، إننا نواجه عملاً عدوانياً غير مسبوق من قبل القيادة الروسية ضد دولة مستقلة ذات سيادة، وهدف روسيا ليس فقط فى دونباس، فالهدف ليس أوكرانيا أيضاً، بل هو الاستقرار في أوروبا ونظام السلام الدولي برمته، وسنحاسب الرئيس بوتين على ذلك.
لكن الرئيس الروسي حذر من يحاول اعتراض عمليات بلاده في أوكرانيا برد لم يره أحد في تاريخه؟
أؤكد أننا لن ندع الرئيس بوتين يهدم البنية الأمنية التى منحت أوروبا السلام والاستقرار على مدى عقود عدة، ولن نسمح باستبدال حكم القانون بسيادة القوة والقسوة، وعلى روسيا ألّا تستهين بتصميم وقوة ديمقراطيتنا. لقد أثبت التاريخ أن المجتمعات والتحالفات المبنية على الثقة والحرية قادرة على الصمود وناجحة، وهذا بالضبط ما يخشاه المستبدون، فالاتحاد الأوروبي يقف مع أوكرانيا وشعبها، وسنواصل دعمهم، و أوكرانيا ستنتصر.
برأيك متى تنتهي الحرب؟
نحن نعلم أن ملايين الروس لا يريدون الحرب، والرئيس بوتين يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء إلى زمن الإمبراطورية الروسية، لكن ما يفعله هذا يعرض مستقبل الشعب الروسي للخطر، لذلك ندعو روسيا إلى وقف العنف على الفور، وسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية.