الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

بعد الاجتياح.. دبلوماسي سابق: روسيا استعدت لـ«العقوبات الأقصى» في جعبة الغرب

بعد الاجتياح.. دبلوماسي سابق: روسيا استعدت لـ«العقوبات الأقصى» في جعبة الغرب

بوتين يخطط لضم 3 مدن كبيرة أخرى إلى وضع منطقة «دونباس»

قال السفير أسامة توفيق بدر، سفير مصر السابق في أوكرانيا، ومساعد وزير الخارجية سابقاً، إن التصعيد الروسي تجاه أوكرانيا، جاء نتيجة رفض الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها المطالب الأمنية الروسية.

وفي تصريحات خاصة، قال: «أول ما سيقوم به بعد الاجتياح ضم ٣ مدن كبيرة أخرى إلى وضع منطقة «دونباس»، حيث توجد بها أغلبية روسية، هي خاركوف، ودينبروبتروفسك، وربما أوديسا».

وتابع: «أما خطوته الأبعد، إذا ما وصلت وتيرة التصعيد إلى الذروة، فهي ضم كل ذلك إلى روسيا، مع التنويه إلى أن جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك، اللذين اعترفت بهما روسيا مؤخراً، من بين أغنى المناطق في العالم بالثروة المعدنية، وبهما وفرة من اليورانيوم والفحم والحديد والفوسفات».

وأكد أن بوتين لن يتراجع قيد أنملة إزاء العقوبات التي تم فرضها، وهو يرى أن أوروبا ما عدا بريطانيا، هي الخاسر من تعطيل خط الغاز (نورد ستريم ٢) أكثر من روسيا، وهو لا يعبأ بتجميد الحسابات البنكية، وكذلك منع تصدير هذا النوع من السلع أو ذاك.

وأردف: أظن أن بوتين اتخذ حيطته تحسباً للعقوبة الأقصى في جعبة الولايات المتحدة ألا وهي إخراج روسيا من شبكة «السويفت» العالمية، بما رتبه مع الصين من قبل من اتفاقيات تبادل عملة، ومن إقامة شبكة خاصة بنظام مختلف، وسيكمل ذلك.

كما أكد أن علاقات مصر الجيدة بكل من أوكرانيا وروسيا، وأشكال التعاون التجاري والاستثماري والعسكري معهما، ستقود إلى أن تتخذ مصر موقفاً شبيهاً بما تم في أزمة ضم القرم عام ٢٠١٤، حيث امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن.

كما قال إن مصر ستخسر اقتصادياً بشكل واضح، حيث سترتفع تكاليف واردتها الغذائية، من القمح والذرة والألبان التي اعتادت استيرادها من البلدين، كما أن السياحة منهما، والتي تشكل نحو ثلث السياحة إلى مصر، ستصاب بضربة عنيفة.

وأضاف أن الدول العربية لن يكون لها موقف واحد من الأزمة، بسبب طبيعة علاقة كل دولة بالأطراف المختلفة، لكن إيران ستستغل الأزمة على صعيدين؛ أولهما تحقيق مزيد من الكسب من ارتفاع أسعار الغاز والنفط، وثانياً من استشعارها أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الغاز الإيراني لتعويض نقص التوريد إلى أوروبا، عند تفاقم المواجهة، فهي لديها كميات جيدة ومؤثرة للتصدير، وإن كانت لا تعادل ما تورده روسيا لأوروبا.

ونوه إلى أن الصين لا تستطيع أن تغامر بمساندة قوية لروسيا، حيث لها مصالح تجارية ضخمة مع أمريكا وعدد كبير من الدول الأوروبية، لكنها ستسعى يقيناً إلى ألّا يتطور الموقف أكثر من ذلك، واستبعد تماماً أن تستطيع الأمم المتحدة التأثير في مجريات الأحداث.

واختتم تصريحاته مؤكداً أن حلف شمال الأطلنطي «الناتو» سيراهن على عمليات استنزاف مستمر لروسيا بأيدي الأوكرانيين أنفسهم، أو من يقبل مساعدتهم عسكرياً بشكل صريح سراً أو علناً.