الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

«النموذج الأوكراني» يفاقم مخاوف تايوان من الغـــــزو الصيني

رغم انشغال العالم بالأزمة الأوكرانية في الوقت الراهن، إلا أن هناك قلق وترقب في منطقة أخرى من العالم، وتحديدا في تايوان والصين، حيث تخشي الأولى تعرضها لغزو صيني، بهدف إعادة ضم الجزيرة إلى الأراضي الصينية، بينما أعلن الجيش في تايوان حالة التأهب.

اهتمام صيني

ولفت تحليل نشرته شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية، إلى أن بكين تتابع الأزمة الأوكرانية بتركيز كبير، وأعينها على تايوان، حيث يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى إعادة التوحيد في نهاية المطاف مع الجزيرة، ولم يستبعد القيام بذلك بالقوة. يأتي ذلك بينما تتابع تايوان الأزمة الأوكرانية، وتشعر بالتعاطف مع كييف، حيث قالت رئيسة تايوان تساي إنغ ون، إن بلادها يمكن أن تتعاطف مع الوضع في أوكرانيا، بالنظر إلى تجربتها مع «التهديدات العسكرية والترهيب من الصين».


وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قد أعلن السبت أن «تداعيات ما يجري في أوكرانيا سيكون مسموعة في تايوان»، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارة له إلى أستراليا خلال شهر فبراير الجاري، «هناك أطراف أخرى تراقب رد فعل الغرب تجاه روسيا خلال الأزمة مع أوكرانيا».


ولفت التقرير إلى زيادة المخاوف خلال السنوات الأخيرة، من قيام الصين تحت قيادة زعيمها شي جين بينغ، بخطوة جريئة بضم تايوان، ولذا فمن المرجح أن تكون بكين تراقب عن كثب، الموقف في أوكرانيا، وردود الأفعال الغربية تجاه روسيا، لاستخلاص ما يمكنها من خبرات، في حالة قيامها بأي إجراءات مستقبلة بشأن تايوان.

المقارنة بين أوكرانيا وتايوان

وقارن التقرير ما بين الوضع في أوكرانيا، والحالة في تايوان، ونقل عن زميل الأبحاث في مركز فيربانك للدراسات الصينية بجامعة هارفارد، ليف ناتشمان، قوله «طريقة تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة الأوكرانية، لن تكون بالضرورة هي نفس طريقة تعاملها في الحالة التايوانية، لأن واشنطن لديها علاقات قوية مع تايوان منذ عقود، وهذا يختلف عن المسؤولية التي تتعامل بها واشنطن مع أوكرانيا، أو الناتو أو الاتحاد الأوروبي». وأضاف قائلا «بكين تراقب الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، لترى كيف سيكون رد فعل الغرب، وهو ما تريد بكين معرفته، لتضعه في حساباتها الجيوسياسية.. وتايوان تفوق أوكرانيا». وعبر الخبراء عن رفضهم لفكرة أن تركيز الولايات المتحدة على الأزمة الأوكرانية، قد يكون فرصة للصين للقيام بتحرك ما ضد تايوان، رغم المخاوف من ذلك، خاصة في ظل التقارب المتزايد الروسي – الصيني.

الأوضاع الصينية الداخلية

وأشار التقرير إلى الأوضاع الصينية السياسية الداخلية، حيث من المقرر عقد المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني في شهر أكتوبر المقبل، وسط تكهنات بإعادة انتخاب الرئيس بينغ لفترة رئاسية ثالثة. ونقل التقرير عن مدير المعهد الصيني في جامعة لندن، ستيف تسانغ، قوله «ارتكاب بكين لمغامرة عسكرية، ربما قد لا تنجح، لن تفيد بينغ كثيرا لفترة ولايته الثالثة، والفشل يمكن أن يعرقلها».

المنافسة الأمريكية- الصينية

ومن أوجه الخلاف بين الوضع في أوكرانيا، والحالة التايوانية، أن العلاقات الأمريكية- الصينية، تعد مختلفة عن علاقات واشنطن مع موسكو، فقد نقل التقرير عن المحاضر بمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، ديفيد ساكس، قوله «الصين هي أكبر منافس للولايات المتحدة، على المدى الطويل، والدولة الوحيدة التي يمكنها تحدي المصالح الأمريكية، في جميع أنحاء العالم».

وأضاف قائلا «إذا تمكنت الصين من السيطرة على تايوان، فإن ذلك سيساعدها، أكثر من أي شيء آخر، في تأسيس هيمنة إقليمية، ويفهم القادة الصينيون تلك النقطة، وحجم المخاطر التي قد تقع على أمريكا بضم تايوان، ولذلك يدركون أن رد فعل واشنطن سيكون مختلفا بشأن ضم تايوان، مقارنة بالوضع في أوكرانيا».