ضعف بايدن منح موسكو فرصة الغزو دون إطلاق رصاصة واحدة
بوتين يتأهب للمرحلة الثانية من خطته العسكرية خلال الأيام المقبلة
تتعاطى واشنطن ومعسكر الغرب مع اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال إقليمي دونيتسك ولوهانسك على أنه مرحلة أولية لاحتلال كامل الأراضي الأوكرانية؛ وبعيداً عن ردود الأفعال التي اقتصرت على الإدانة، وتأكيد بداية الغزو، وفرض عقوبات جديدة، كشفت دوائر استخباراتية غربية واقع ما يجري خلف كواليس المشهد، وجاء في طليعته وضع حجر الأساس الروسي لمواصلة السيطرة على مفاصل الدولة الأوكرانية.
وفي حين برر بوتين العملية بـ«الرد على اعتزام أوكرانيا امتلاك أسلحة نووية»، ترى الدوائر أن ضعف وارتباك الموقف الأمريكي على وجه الخصوص، منح موسكو جرأة الإقدام على الخطوة وإضفاء علانية عليها، وهو ما أثار سخط المؤسسات السياسية والاستخباراتية لدى الولايات المتحدة، وفسَّر ذلك تعليق رئيس أجهزة الاستخبارات الأمريكية الأسبق جيمس كليبر، الذي اعتبر تعامل البيت الأبيض مع الأزمة «تراخياً»، وقال في تصريحات لشبكة CBS، إن «بايدن منح بوتين فرصة غزو أوكرانيا دون إطلاق رصاصة واحدة». وعزا المسؤول الأمني الأسبق ذلك إلى تعاطي الإدارة الأمريكية مع الحشود العسكرية في دونيتسك ولوهانسك على أنها موجودة من الأساس منذ فترة ليست بالقصيرة، ما يحول دون اعتبار ذلك غزواً روسياً جديداً لأوكرانيا.
وحول تطورات الوضع خلال الساعات القليلة المقبلة، تشير التقديرات الغربية إلى أن بوتين المدجج بإنجازاته وضعف رد الفعل الأمريكي، يتريَّث خلال الأيام القليلة المقبلة قبل الشروع في المرحلة الثانية من خطته، وهى السيطرة العسكرية الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف، خاصة بعد تأكيده في الخطاب الأخير أن «أوكرانيا كانت دائماً جزءاً من روسيا ومن الأمة الروسية، وأن النظام الموجود حالياً في كييف، لا يعدو كونه دُمية أمريكية وفقط». وحسب تسريبات نشرها موقع «دبكا» الإسرائيلي، يبدو أن بوتين اطلع خلال الساعات القليلة الماضية على تقديرات الموقف في أوكرانيا، ومضمون تقارير استخباراتية تؤكد انفتاح كييف والرئيس فلاديمير زلنسكي نفسه على قنوات اتصال سريَّة مع واشنطن، لا سيما بعد تشكيل طاقم أمريكي خاص للتواصل على مدار الساعة مع زلنسكي، والتباحث معه حول آليات إجلائه من كييف فور اتجاه الدبابات الروسية نحو المدينة.