بعدما أعلنت روسيا اعترافها بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وإبرام معاهدات صداقة وتعاون معهما، تنتظر موسكو أن يتم يلجأ الغرب إلى سيف العقوبات، التي كان قد هدد بفرضها في حال قيام روسيا بغزو الأراضي الأوكرانية.
الغرب يفرض العقوبات
وأعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيقرون الثلاثاء، عقوبات ضد روسيا بسبب اعترافها رسميا بجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك كدولتين مستقلتين، ونشر المزيد من القوات على الأراضي الأوكرانية. كما أعلنت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن واشنطن تعتزم الإعلان عن عقوبات جديدة ضد روسيا بعد اعترافها باستقلال الجمهوريتين. وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد سارع وأعلن فرض بلاده «حزمة عقوبات محدودة» ضد روسيا، مضيفا أن العقوبات سيتم تشديدها في حال أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
التوقعات الروسية للعقوبات
ونشرت صحيفة كوميرسانت الروسية، تقريرا لها، حول العقوبات الغربية المتوقعة على روسيا، وقالت أن الجميع في روسيا، سواء في السلطات الرسمية، أو مجتمع الأعمال، أو الخبراء، يدركون أن خطوة الاعتراف الروسي باستقلال الجمهوريتين، سيجعل الغرب يلجأ إلى إشهار سيف العقوبات ضد روسيا، إلا أن السؤال الذي يشغل بال روسيا، هو إلى أي مدى ستكون تلك العقوبات الغربية وآثارها.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الروسي، ومدير البرامج في مجلس الشؤون الدولية الروسي، إيفان تيموفيف، قوله «سيؤدي الوضع بالتأكيد إلى فرض الغرب لعقوبات جديدة على روسيا، ولكن حجم العقوبات ومدى شدتها سيرتبط بعامل حاسم هو التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا».
وأضاف قائلا «بعد الاعتراف الروسي بالجمهوريتين، إذا أقدمت روسيا على عملية عسكرية مفتوحة تشارك فيها القوات الروسية، فإن الكونغرس الأمريكي في تلك الحالة، سيتجه على الأغلب، إلى تمرير مشروع قانون بفرض عقوبات مشددة على روسيا.. أما بدون التدخل العسكري الروسي، فإن العقوبات الموقعة ستقتصر على وضع بعض المسؤولين في القائمة السوداء».
تأثير مدمر
وذكرت الصحيفة، أن الخبراء والمحللين لا يستبعدون أن يلجأ الغرب إلى أن يضرب سيف العقوبات مشروع خط الغاز الروسي (نورد ستريم 2)، كما أنه من الممكن أن تطال أيضا البنوك الروسية، بخلاف وضع قيود على شراء الديون الروسية، وكذلك فإن من الخيارات المطروحة أيضا للعقوبات، أن تشمل قيودا على تصدير السلع والبرمجيات الالكترونية إلى روسيا. ولفتت الصحيفة إلى أن خبراء الأسواق والمصادر الحكومية، أوضحوا أن منع الصادرات إلى روسيا، أمر سيكون له «تأثير مدمر»، حيث من الممكن أن يؤدي الحصار بسبب العقوبات، إلى ضربة قوية للسوق الاستهلاكي وكذلك للشركات المنتجة للمعدات، لتوفير الاحتياجات الحكومية والتجارية.
وأشارت إلى أحد سيناريوهات العقوبات المتوقعة، يقوم على فرض عقوبات شديدة على القطاع المالي الروسي، وفي تلك الحالة، مما سيؤدي إلى تراجع سعر العملة الروسية (الروبل) مقابل الدولار بشكل كبير، ليصل الدولار إلى حوالي 85- 90 روبل، وذلك في غضون أسابيع قليلة، بل قد يصل إلى 100 روبل في أسوأ السيناريوهات.
وشددت على أنه نظرا لأن السلطات الأوكرانية ليس لديها أي سيطرة على إقليم دونباس، فإنه من المنتظر ألا تكون العقوبات الغربية على روسيا مشددة، بينما لو نفذت القوات الروسية غزوا للأراضي الأوكرانية، فإنه من المتوقع أن يلجأ الغرب إلى سيف العقوبات المشددة.