هاني بدرالدين
إلى متى يمكن أن تستمر الأزمة الأوكرانية؟ سؤال أصبح مطروحاً وبقوة، مع استمرار التصعيد والتوتر في أوكرانيا، والاتهامات الغربية لروسيا بأنها تعتزم غزو أوكرانيا.
وإذا كانت الأزمة قد ظهرت في شهر نوفمبر من العام الماضي، واستمرت في التصعيد حتى الآن، وسط تصريحات أمريكية مستمرة بأن الغزو الروسي قد أصبح وشيكاً، مع توقع حدوثه خلال شهر فبراير الجاري، فإن بعض الخبراء الروس يرون أن تلك الأزمة ستستمر طويلاً، وأنها لن تنتهي سريعاً، بحسب تقرير نشرته صحيفة فيدوموستي الروسية، ونشرته أيضاً وكالة تاس الروسية.
منعطف جديد
ولفت التقرير إلى أن الأزمة شهدت منعطفاً جديداً، بإجلاء المدنيين من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبية، (لم تعترف بهما أي دولة ويقعان في شرق أوكرانيا ويحظيان بدعم روسي)، إلى الأراضي الروسية في 18 فبراير الجاري، بخلاف زيادة حدة تبادل القصف في شرق أوكرانيا، في حين تستمر جهود الوساطة لحل الأزمة، ويتصدرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأوضح التقرير أنه خلال الاتصال الأخير بين ماكرون وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تم الاتفاق على عقد اجتماع رباعي لصيغة نورماندي (روسيا وفرنسا وأوكرانيا وألمانيا)، على مستوى وزراء الخارجية في باريس، إلا أن الصحيفة نقلت عن خبراء روس قولهم إن الغرب ليس مستعداً لتقديم تنازلات حقيقية.
الأزمة ستستمر طويلاً
ونقلت الصحيفة عن مدير مؤسسة فرانكلين روزفلت لدراسات الولايات المتحدة، بجامعة موسكو الحكومية، يوري روغوليف، قوله «الأزمة الدولية الحالية ستستمر طويلاً، وكل من الغرب وروسيا بمقدورهما السيطرة على التوتر الحالي، ولا يوجد أي طرف منهما يمكنه أن يتجاوز نقطة اللاعودة».
تصعيد بطيء للأزمة
كما نقلت الصحيفة عن رئيس مجموعة خبراء الحوار الأوروبي، جورجي تشيزوف، قوله «حتى الآن، فإننا نجد أمامنا تصعيداً بشكل بطيء للأزمة، ويمكن أن يستمر لوقت طويل، وربما يكون هذا هو السيناريو الأقرب للاستمرار».
وأضاف «رغم أن أوكرانيا تخشى من أن تتدهور الأوضاع إلى الأسوأ، إلا أن القيادة الأوكرانية لن توافق على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وهو ما تريده موسكو».
مصالح أوروبا
وفي غضون ذلك، فإن أوروبا لن تحقق أي مصالح في حال تدهورت الأوضاع في أوكرانيا، خاصة في ظل الأوضاع المتغيرة في قلب أوروبا، حيث إننا اقتربنا من موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا، بخلاف المشكلات العديدة التي تواجه الائتلاف الجديد الحاكم في ألمانيا، حسبما قال روغوليف.
توسع «الناتو»
كما نقلت الصحيفة أيضاً عن مدير البرامج في مجلس الشؤون الدولية الروسي، إيفان تيموفيف، قوله «حتى اللحظة فلم يصل أي طرف إلى مرحلة اليأس والاستسلام، والغرب حالياً ليس على استعداد لتقديم تنازلات حقيقية، مثل التفاوض على إنهاء توسع حلف شمال الأطلنطي (الناتو)».