الخميس - 09 يناير 2025
الخميس - 09 يناير 2025

«روبوتات تحت الماء».. فرنسا تطور قدراتها العسكرية في قاع البحر

«روبوتات تحت الماء».. فرنسا تطور قدراتها العسكرية في قاع البحر

تتجه فرنسا إلى تطوير سيادتها على قاع البحر، من خلال تزويد قواتها البحرية بأجهزة «روبوت» وطائرات مسيرة تحت الماء، ستتيح لها الوصول إلى 97 % من قاع البحر، وهو المجال الذي ازدادت فيه، حدة المنافسة الاستراتيجية، ويعد مجالاً جديداً لتوازن القوى، وظلت فرنسا غائبة فيه نسبياً، بحسب تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية.

استراتيجية وزارية

وأعلنت وزيرة الدفاع الفرنسي، فلورنس بارلي، عن استراتيجية وزارية خاصة بهذا المجال، وهي الاستراتيجية التي كانت منتظرة، منذ أشهر، لتحديد وضعية فرنسا في مجال تزداد فيه حدة المنافسة الاستراتيجية.

مجال جديد لتوازن القوى

وأكدت الوزيرة، أن «قاع البحر هو مجال جديد لتوازن القوى، ويجب أن نتحكم فيه، حتى نكون مستعدين للتحرك، وللدفاع عن أنفسنا، وإذا لزم الأمر، لأخذ المبادرة، أو على الأقل للرد».

ولم يعلن مع تلك الاستراتيجية، عن الميزانية المرصودة لها، بينما تم التأكيد على أن وزارة الدفاع الفرنسية تعتقد أن الوقت قد حان لمضاعفة الجهود في هذا المجال، الذي ظلت فرنسا حتى هذا الحين غائبة فيه نسبياً.

قدرات متقدمة

ومنذ عدة سنوات، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، وروسيا، بالإضافة إلى دول مثل الهند واليابان، على تطوير قدرات متقدمة في هذا المجال، كما أن تلك القوى العالمية كلها تمتلك، أو تقوم بتطوير «أنظمة استماع ثابتة» في مياه الكرة الأرضية، ولا سيما قبالة سواحلها.

وأوضحت الصحيفة أن برنامج الصين يسمى «السور العظيم تحت الماء»، أما البرنامج الروسي فيحمل اسم «انسجام/هَارْمُونِي»، في حين لدى الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1990 نظام تشغيلي يسمى "IUSS" (نظام المراقبة المتكاملة تحت سطح البحر).

روبوتات وطائرات مسيرة

وفي هذه المرحلة، لا ترغب فرنسا في الانطلاق في هذا السباق، استناداً إلى العناصر العامة للاستراتيجية، إلا أن التحدي الذي يواجه وزارة الدفاع الفرنسية هو امتلاك روبوتات"، أو طائرات مسيرة تحت الماء، قادرة على العمل على أعماق تصل إلى 6 كم، مثل تلك المستخدمة من قِبل المعهد الفرنسي للأبحاث من أجل استغلال البحر لأغراض البحث الأوقيانوغرافي.

وأوضح المسؤول عن السيطرة على قاع البحر في البحرية الفرنسية، الأدميرال جان مارك دورانداو، أن البحرية الفرنسية لديها فقط اثنان من أجهزة الروبوت لا يمكن أن يتجاوزا 2 كم، في حين أن ثلاثة أرباع قاع البحر، تقع على أعماق تزيد على 3 كم، موضحاً أنه إذا تمكنت فرنسا من الحصول على هذه الوسائل الجديدة، فسيسمح لها ذلك بالوصول إلى 97 % من قاع البحر.

وبشكل عام، تبقى الوسائل العسكرية الفرنسية في هذا المجال محدودة، إذ فضَّل قانون البرمجة العسكرية (2019-2025) بشكل خاص السيبرانية، والاستخبارات، والفضاء، بينما لم يعطِ أولوية للبرامج المتعلقة بـ«حرب قاع البحار»، وأشهرها ذلك الذي يطلق عليه اسم «سلام إف»، الذي يتعلق بحرب الألغام، وتأمين قنوات الغواصات، والذي يجب أن يبدأ في عام 2023، في حين يحمل البرنامج الثاني اسم "CHOF"، وقد تم منحه 300 مليون يورو، ويهدف إلى تحسين رسم خرائط قاع البحر ابتداء من عام 2025.