الأربعاء - 15 يناير 2025
الأربعاء - 15 يناير 2025

«العزوف عن التصويت» يهدد انتخابات الرئاسة الفرنسية

«العزوف عن التصويت» يهدد انتخابات الرئاسة الفرنسية

إيمانويل ماكرون، وفاليري بيكريس، أقوى مرشحين للمرور إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية (أ ف ب).

على بُعد نحو شهرين من موعد تنظيم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يهدد عزوف الناخبين عن التصويت أهم استحقاقات انتخابية في البلاد، بحسب تحقيق أجراه لصالح صحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية «إِبْسُوسْ سُوبْرَا سْتِيرْيَا»، في وقت لا يزال فيه الرئيس الفرنسي الحالي، المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، صاحب الحظوظ الأعلى للمرور إلى الدور الثاني، رغم عدم إعلانه حتى الآن عن ترشحه بشكل رسمي، متبوعاً وبفارق كبير بمرشحة حزب «الجمهورين»، ممثل اليمين التقليدي في فرنسا، فاليري بيكريس، في حين تظل حظوظ مرشَّحَي اليمين المتطرف، مارين لوبن وإيريك زمور، ضعيفة للمرور إلى الدور الثاني، وفق ما كشفه التحقيق.

وينظم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والدور الثاني في 24 من الشهر نفسه، بينما تُجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو 2022، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، في وقت سابق.

تراجع الاهتمام



وكشف تحقيق «إِبْسُوسْ سُوبْرَا سْتِيرْيَا» لصالح صحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية أن الاهتمام بالانتخابات الرئاسية أقل بعشر نقاط مما كان عليه قبل خمس سنوات. وقال 71% ممن شملهم التحقيق إنهم مهتمون بالانتخابات، التي ستُجرى في 10 و24 أبريل المقبل، في حين بلغت النسبة 81% في فبراير 2017، بحسب التحقيق، الذي أبرز أنه في عام 2012 حامت النسبة أيضاً حول 80%، وفقاً لدراسات مختلفة.


ولا تزال نية التصويت في الجولة الأولى، بحسب تحقيق «إِبْسُوسْ سُوبْرَا سْتِيرْيَا» لصالح صحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية، مستقرة مقارنة بشهر يناير؛ بنسبة 77% (65% متأكدون من أنهم سيذهبون للتصويت، و12% شبه متأكدين)، لكنها تظل أقل بخمس نقاط مما كانت عليه في فبراير 2017.

وتبلغ نسبة الامتناع المحتمل عن التصويت، وفق المصدر نفسه، 23 %، مقارنة بـ18 % في فبراير 2017. وبلغ معدل الامتناع عن التصويت في الجولة الأولى 22.2 % في عام 2017، و 20.5 % في عام 2012، و 16.2 % في عام 2007، و28.4 % في عام 2002، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية.

صاحب الحظوظ الأعلى

وكشف تحقيق «إِبْسُوسْ سُوبْرَا سْتِيرْيَا» لصالح صحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية أن توقعات فوز رئيس الدولة الحالي، المنتهية ولايته تبلغ 63 % من المستجوبين، أي بزيادة 4 نقاط عن يناير، في حين تنخفض النسبة إلى 15 % بالنسبة لمرشحة حزب «الجمهوربين»، ممثل اليمين التقليدي في فرنسا، فاليري بيكريس، بينما تظل الحظوظ ضعيفة في معسكر اليمين المتطرف؛ بـ14 % لليمينية المتطرفة- زعيمة حزب التجمع الوطني- مارين لوبن، و9 % فقط للمرشح اليميني المتطرف، إريك زمور.

ورغم كشف استطلاعات الآراء عن أن ماكرون يظل صاحب الحظوظ الأعلى في ما يخص المرور إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه لم يعلن بعد عن ترشحه بشكل رسمي. وأعلن ماكرون قبل أيام، في حوار مع اليومية الفرنسية الجهوية «لَا فْوَا دِي نُورْ»، أنه لا يمكنه الإعلان عن ترشحه ما دامت المرحلة الحادة من الموجة الخامسة من فيروس «كوفيد-19» لم تمر بعد، وما زالت التوترات عالية في أزمة أوكرانيا.

وأُجري تحقيق «إِبْسُوسْ سُوبْرَا سْتِيرْيَا» لصالح صحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية في الفترة ما بين 3 إلى 7 فبراير، وشمل عينة بلغ عددها 12 ألفاً و499 شخصاً من السكان الفرنسيين المسجلين في القوائم الانتخابية، والذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق، بحسب موقع «لُومُونْدْ».

وأعلن نحو 40 شخصاً عن رغبتهم في دخول سباق الفوز بكرسي الإيليزيه، ما بين عامَي 2022 و2027، لكن شرط الحصول على 500 تزكية من المنتخَبين لدخول المنافسة، والذي يهدف إلى الحد من عدد المتنافسين على منصب رئيس الدولة، واستبعاد المتنافسين الذين لا يحظون بالدعم، يقف عائقاً أمام معظمهم.

وبحسب آخر معطيات نشرها المجلس الدستوري، فقد حصل كل من إيمانويل ماكرون، وفاليري بيكريس، وعمدة العاصمة باريس-مرشحة الحزب الاشتراكي، آن هيدالغو، على أكثر من 500 تزكية، في حين يصارع الآخرون الوقت لجمعها من المنتخَبين، قبل تاريخ 4 مارس المقبل، آخر أجل لتوصل المجلس الدستوري بالتزكيات، قبل الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين يوم الاثنين 7 مارس، أي قبل نحو شهر من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 10 أبريل.