السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

رسائل روسيا النووية.. من بيلاروسيا إلى مياه المتوسط

رسائل روسيا النووية.. من بيلاروسيا إلى مياه المتوسط

قاذفات «Tu-22M3» النووية حلقت 4 ساعات في سماء بيلاروس وبوتين يتابع من بكين

140 سفينة حربية بقدرات نووية و60 مقاتلة و1000 جندي مارينز في شرق البحر المتوسط

من سماء بيلاروس إلى مياه شرق المتوسط، تبعث روسيا برسائلها النووية الحادة لحلف الـ«ناتو»، وتأمل ألا تخطئ الرسائل رأس الجميع؛ فكلما احتدمت الأزمة الأوكرانية، حلّقت القاذفات النووية الروسية من طراز «Tu-22M3» في سماء بيلاروس حليفة موسكو؛ واحتشدت قطع الأسطول الروسي ذات الإمكانات النووية أيضاً في مياه شرق المتوسط، وتحديداً أمام ساحل ميناء طرطوس السوري.

وبين تهديدات جوية وبحرية، تشتعل جذوة الدب الروسي، لتتبعها محاولات تهدئة أمريكية، جسَّدتها تصريحات أطلقها الرئيس جو بايدن، معلناً أن «الحشود الأمريكية الهائلة نحو أوروبا، لا تستهدف أبداً قتال روسيا»؛ لكن بوتين الذي عرج إلى بكين للقاء حليفه شي جين بينغ على هامش دورة الألعاب الأولمبية، امتطى جواد الثقة في قدراته العسكرية غير التقليدية، وتابع غرفة عمليات التدريبات المكثفة لحظة بلحظة، حسب تعبير صحيفة «نيويورك تايمز».

قدرات نووية

وفي بيان يتناغم مع رسائل التهديد، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن اثنتين من قاذفات « Tu-22M» ذات القدرات النووية، حلقتا في إطار مناورات جوية مكثفة مع سلاح جو بيلاروس لمدة 4 ساعات؛ وأعقبتها بدوريات جوية في أجواء بيلاروس المتاخمة للحدود الروسية.

وجاءت مناورات روسيا وبيلاروس في أعقاب إصدار الكرملين قراراً بنقل قوات روسية جديدة من سيبيريا إلى بيلاروس، من المقرر أن تجري خلال الساعات القليلة المقبلة تدريبات شاملة، لن تقتصر على تعزيز انتشار القوات الروسية بمحاذاة الحدود الأوكرانية؛ وهو ما ضاعف درجة حرارة الغرب إزاء احتمالية غزو روسي وشيك لأوكرانيا، رغم نفي موسكو إعداد أي خطة لتفعيل هذه الخطوة، لكنها في المقابل، تحث الولايات المتحدة وحلفاءها على الالتزام برفض انضمام أوكرانيا لحلف الـ«ناتو»، وتجميد عمليات نشر السلاح الهجومي في دول شرق أوروبا.

إلى ذلك، عزز الأسطول الروسي تواجد قواته بدرجة كبيرة وبصورة غير مسبوقة في مياه شرق البحر المتوسط، فإلى جانب 140 سفينة حربية، و60 مقاتلة، و1000 جندي مارينز، أنهت 6 سفن إبرار روسية كبيرة عبورها من قواعدها الثابتة، ووصلت إلى ميناء طرطوس السوري، ومن المقرر أن تنضم إليها سفن حربية روسية أخرى بعد إنهاء التدريبات البحرية التي تجريها قبالة سواحل أيرلندا.

سفن إبرار

وفي الفترة ما بين 8 إلى 11 فبراير الجاري، تنتقل 6 سفن إبرار روسية هائلة، بالإضافة إلى غواصة واحدة من البحر المتوسط إلى نظيره الأسود. وفي 9 من شهر فبراير الجاري أيضاً، يستقبل شرق المتوسط سفن إبرار روسية ضخمة، من بينها سفينة «بيوتر مورغونوف 117»، و«غاورغي بوندونوستز 016»، و«ألونغورسكي غورنياك 012».

ولا تتوقف عمليات رصد الحشود البحرية الروسية الهائلة في شرق المتوسط، ولا سيما لدى إسرائيل، التي تتابع من كثب ما وصفته بـ«فوران الدب الروسي» قرب خطوط تماسها مع سوريا ولبنان، حسب موقع «دبكا» العبري، الذي أعد تقريراً مفصلاً حول قائمة المعدات البحرية والجوية الروسية قبالة سواحل طرطوس، مهتماً إلى حد كبير بالآليات البحرية العملاقة ذات القدرات النووية.

تفصيلاً، يقول التقرير الذي تدعي مصادره صلتها بقنوات استخباراتية في تل أبيب، إن الأسطول الروسي وضع فعلياً بمحاذاة ميناء طرطوس السوري 140 سفينة حربية، و60 مقاتلة؛ بالإضافة إلى فيالق هائلة من القوات البرمائية؛ مؤكداً اعتزام تلك القوات الشروع في تدريبات مكثفة خلال الأيام القليلة المقبلة، بهدف «حماية مصالح الأمن القومي الروسي، والرد على تهديدات مصالح موسكو البحرية».

الأسطول 11711

إلى ذلك، أوضح التقرير أن السفن الحربية الست التي وصلت لشرق البحر المتوسط، تنتمي إلى مجموعة سفن الأسطول رقم 11711. وفي محاولة للتعريف بسفن الأسطول، أشار التقرير إلى أن السفينة الواحدة تتمتع بقدرات نووية هائلة؛ بالإضافة إلى أنها تُقل 10 آلاف جندي، ومدعومة بـ1000 دبابة وآلية مدرعة؛ ويقود القوة البحرية الروسية الأدميرال نيكولاي يافمانوف.

ولدواعي التدريبات العسكرية المرتقبة، حسب ما نقله التقرير عن مصادر في الأسطول الروسي، جرى تزويد السفن بالوقود، والمياه، والمواد الغذائية الطازجة؛ بالإضافة إلى خضوع السفن ذاتها لعمليات صيانة كاملة. وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تم تشغيل المركز اللوجستي الروسي في ميناء طرطوس السوري بكامل طاقته.

وأضافت المصادر ذاتها، أن التدريبات البحرية المزمعة، والتي تشارك فيه هذه القوات، ستجري في كافة البحار التي تشاطر حدود روسيا؛ وإلى جانبها تُجرى تدريبات محلية في مياه البحر المتوسط، وشمال شرق المحيط الأطلسي؛ وبحر الشمال؛ وبحر أكوتسك، الذي يعد المنطقة البحرية الفاصلة بين روسيا واليابان؛ وفي المحيطين الأطلسي والهادئ.