السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

أردوغان يعرض استضافة قمة بين موسكو وكييف لحل الأزمة

أردوغان يعرض استضافة قمة بين موسكو وكييف لحل الأزمة

أردوغان وزيلينسكي. (رويترز)

كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، عرضه استضافة قمة بين روسيا وأوكرانيا، لتتقاطع مبادرته مع الجهود المكثفة التي يبذلها الأوروبيون لتجنب نزاع مسلّح.

وأدّى إرسال موسكو عشرات آلاف الجنود إلى الحدود الأوكرانية والذي أثار مخاوف من احتمال حصول غزو قريب، الى إحدى أسوأ الأزمات بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة.

وفي تصعيد لهذه المواجهة، قررت الولايات المتحدة إرسال 3000 جندي أمريكي إضافي إلى أوروبا الشرقية، وطالبها الكرملين رداً على ذلك بـ«وقف تأجيج التوتر».

ومع التحذير من عقوبات اقتصادية شديدة في حال شن هجوم، كثف الأوروبيون الاتصالات بهدف وقف التصعيد مع زيارات شبه يومية يقوم بها قادة ومسؤولون غربيون كبار إلى كييف واتصالات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في هذا السياق، ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً الخميس مع نظيريه الروسي والأوكراني الأزمة بين بلديهما، وذلك قبيل زيارة يعتزم القيام بها إلى موسكو على غرار ما سيفعل المستشار الألماني أولاف شولتس.

وتسعى باريس وبرلين من جانب آخر إلى استئناف عملية السلام في شرق أوكرانيا حيث تتواجه قوات كييف منذ ثماني سنوات مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

وبعد محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طرح أردوغان مجددا فكرة استضافة قمة بين بوتين وزيلينسكي في تركيا.

وقال للصحفيين: «تركيا مستعدة للقيام بدورها لحل الأزمة بين بلدين صديقين تجاورهما في البحر الأسود. كررت خلال المحادثات أنه بإمكاننا وبكل سرور استضافة قمة على مستوى القادة أو مناقشات على المستوى التقني».

وبينما شكره الرئيس الأوكراني، أكد أنه «على استعداد للقيام بكل ما يمكن، في أي مكان وبأي صيغة كانت» من أجل تحقيق السلام في أوكرانيا. وقال زيلينسكي «لا يهم أين ننهي الحرب، ما يهم أن يكون الجميع على استعداد لذلك».

وفي إطار مساعيه للعب دور الوسيط، يشدد الرئيس التركي على عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي وعلاقاته الجيدة مع أوكرانيا، التي وقعت تركيا الخميس اتفاقاً للتجارة الحرة معها.

وقبل لحظات من إقلاع طائرته متوجّهة إلى كييف، أشار أردوغان إلى أنه بإمكان بوتين السفر إلى تركيا بعد حضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين الجمعة.

أقام أردوغان وبوتين علاقة وثيقة في السنوات الماضية لكن أوكرانيا تشكل ملفاً حساساً بينهما، فأنقرة تدعم انضمام كييف إلى حلف الأطلسي وعارضت بشدة قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم في 2014 تحت شعار حماية أقليتها من التتار الناطقين بالتركية.

من جهته، يأخذ بوتين على نظيره التركي أنه زود كييف بطائرات مسلحة تستخدم ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

ووقع الرئيسان التركي والأوكراني الخميس على اتفاق لزيادة إنتاج هذه الطائرات في أوكرانيا.

ويتهم الغرب روسيا منذ نهاية 2021 بحشد آلاف الجنود على حدود أوكرانيا تمهيداً لغزو محتمل.

تنفي روسيا أي مخطط لشن هجوم لكنها تربط وقف التصعيد بإنهاء سياسة توسيع حلف الأطلسي لا سيما ليشمل أوكرانيا وسحب قدرات الحلف العسكرية من أوروبا الشرقية.

ورفضت واشنطن هذه المطالب، مقترحة في المقابل إجراءات للحدّ من التسلّح وبناء الثقة. والمقترحات حازمة في إصرارها على حق أوكرانيا وأي دولة أخرى في التقدم بطلب للانضمام إلى عضوية الحلف.