الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

الأمم المتحدة: 7 أضعاف التعهدات الحالية مطلوبة لتحقيق أهداف المناخ

خلص تقرير للأمم المتحدة نشر يوم الثلاثاء إلى أن الالتزامات الجديدة التي تعهدت بها نحو 120 دولة اعتباراً من نهاية سبتمبر، قد تؤدي إلى خفض بنسبة 7.5% في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم بحلول عام 2030 في حال تم تنفيذها بالكامل.

ولكن على الرغم من ذلك يقول التقرير إنه يجب أن تنخفض الانبعاثات في الواقع نحو 7 مرات بهذه السرعة لتحقيق الهدف الأسمى لاتفاقية باريس، وهو الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل 1.5 درجة مئوية، مقارنة بسنوات ما قبل الصناعة.

وأوضح التقرير أن الاقتصادات الرئيسية في العالم، والتي ساعد الكثير منها في زيادة ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال القرن الماضي من خلال التلوث الهائل بغازات الاحتباس الحراري، ما زالت غير قادة في القيام بدورها في معالجة المشكلة بشكل مناسب.

وقال دور شينديل، أستاذ علوم الأرض بجامعة ديوك والمؤلف المشارك في التقرير لصحيفة واشنطن بوست: «نحن بعيدون جداً عن المسار الصحيح، إنه أمر محبط حقاً».

وأوضح أنه في حين أن بعض البلدان تتحرك بشكل أكثر إلحاحاً، فإن الجهود لا تزال غير كافية ولن تسد سوى الحد الأدنى من التغيير المطلوب هذا العقد وذلك في حال لم تجر الجهات الرئيسية للانبعاثات تغيرات كبيرة قريباً.

وأوضحت واشنطن بوست، أنه على الرغم من الفجوة الكبيرة التي لا تزال قائمة بين الانبعاثات السنوية الحالية في العالم، ومقدار ما يجب أن يتقلص للوفاء بالتطلعات التي تم تحديدها قبل 6 سنوات في باريس، أشار التقرير إلى أن هناك دليلاً على التقدم.



وحددت بعض الكيانات الرئيسية، مثل الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، خططاً جديدة أقوى للمناخ والتي في حال تم تنفيذها، ستساهم بشكل كبير في خفض حاد بالانبعاثات في تلك الدول بحلول نهاية هذا العقد.

ولم تقدم مصادر الانبعاثات الكبيرة الأخرى مثل الصين والهند، خططاً رسمية بعد، إلا أنها أعلنت عن أهداف محلية مثل بلوغ ذروة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول 2030، أو تركيب كميات هائلة من الطاقة المتجددة على التوالي.

وخلص التقرير أيضاً إلى أن التحول العميق للابتعاد عن الوقود الأحفوري لا يحدث بالسرعة التي قال العلماء إنها ضرورية.

وقال إنجر أندرسن، المدير التنفيذي لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في مقابلة إن العالم بحادة للمزيد من الطموح لتحقيق الهدف المطلوب.

ووجد التقرير أن الحفاظ على عدم ازدياد درجة حرارة الأرض بمعدل درجتين مئويتين سيتطلب خفض تلوث الغازات الدفيئة بمعدل أسرع بنحو 4 أضعاف من الخطوط العريضة للخطط الحالية.

وبالإضافة إلى ذلك، تسلط نتائج يوم الثلاثاء الضوء على حقيقة أن عشرات الدول تعهدت بالوصول إلى صافي صفر للانبعاثات بحلول عام 2050.

وأشارت المؤلفون في التقرير، إلى أنه في حين أن مثل هذه الوعود مشجعة ويمكن بالتأكيد أن تحد من الاحترار في المستقبل، فإن العديد من تلك الخطط لا تزال طويلة الأجل وغامضة وغير مكتملة، في حين عدم وجود أي إجراءات قصيرة المدة من شأنها أن تضع الدول في الواقع على المسار الصحيح لتحقيق مثل هذه الوعود.

وأوضح أندرسن أن الانبعاثات العالمية التي انخفضت لفترة وجيزة خلال وباء فيروس كورونا، ومن المتوقع أن ترتفع مرة أخرى مع انتعاش الاقتصادات، حيث وجد التقرير أن أقل من 20% من استثمارات الاسترداد خلال هذا الربيع من المرجح أن تساعد في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وجاءت الغالبية العظمى من هذا الإنفاق في الدول الغنية.

وحذر التقرير من وتيرة العالم الباهتة في معالجة معضلة التغير المناخي والعواقب التي يمكن أن تنتج في حال لم يتحرك البشر بشكل أسرع للقضاء على تلوث غازات الاحتباس الحراري.

ومنذ بداية العام الجاري، شهد العالم العديد من تداعيت التغير المناخي، التي تراوحت بين هطول الأمطار الغزيرة، وحرائق الغابات، وموجات الحر القاتلة.

وشعر ما لا يقل من 85% من سكان العالم بآثارها وفقاً لبحث نشرته مجلة Nature Climate Change، كما خلفت هذه الظواهر العديد من الدمار خلال الأشهر العشرة الماضية.

وقال رادلي هورتون أستاذ أبحاث في مجال الظواهر المناخية المتطرفة في مرصد لامونت دوهرتي الأرضي بجامعة كولومبيا، أن العام الجاري كان شديد الصعوبة، وشهد العديد من تغيرات المناخ المتطرفة بسرعة كبيرة، ما يؤكد أن ارتفاع درجة الحرارة حول العالم بنسبة 1.5 درجة مئوية شيء لم نتأقلم معه.

وأضاف هورتون أن الفيضانات الشديدة أثبتت أن آثار التغير المناخي باتت تترسخ بشكل أسرع مما تنبأت به النماذج المناخية السابقة، إلى جانب وجود آثار تفوق تصميم البنية التحتية القديمة.

وقال فرانز جوزيف مولي رئيس مركز التنبؤات والاستشارات التابع للخدمة الألمانية للأرصاد الجوية إن العالم الحالي لم يأتِ مثله على الإطلاق من قبل.

وربط العلماء سبب هطول الأمطار الغزيرة بظاهرة التغير المناخي، حيث يحتفظ الغلاف الجوي الأكثر دفئاً بالمزيد من الماء.

وقال كسوبين تشانغ وهو عالم أبجاث بارز في منظمة البيئة وتغير المناخ في كندا، إن الهواء أصبح أكثر سخونة، وفي نفس الوقت يحفظ بمزيد من الرطوبة، وبالتالي يؤدي إلى هطول مزيد من الأمطار خلال العواصف الشديدة.