بعد يومين من تولي طالبان السلطة في أفغانستان، تصاعدت الدعوات في أوروبا لبذل المزيد من الجهود لاستقبال اللاجئين الأفغان.
وفي فرنسا، استغل ما لا يقل عن 8 رؤساء بلديات فرنسيين حساباتهم على «تويتر» لإطلاق حملة ترحيبية موجهة لطالبي اللجوء من أفغانستان عنوانها «أهلاً بكم في بلدياتنا»، وفق موقع «فرانس إنفو».
ونقل الموقع عن رئيس بلدية مرسيليا بينوا بايان، قوله تغريدة إن تاريخ مرسيليا مشبع بالتضامن مع المضطهدين والمطاردين والجياع الذين أتوا إلى هذه المدينة الفرنسية للبقاء على قيد الحياة والتمتع بالعيش الكريم.
وقال العمدة الاشتراكي إنه ولهذا السبب انخرط في حملة الترحيب بالأفغان الهاربين من الفقر والظلم والمعاناة، موضحاً أن الذين يأتون "من كابول أو أي مكان آخر" سيكون لهم دائماً مكان في المدينة التي يدير شؤونها.
بدورها، غردت عمدة بلدية ستراسبورغ قائلة إن «التقاليد العريقة لمدينتها المضيافة» تؤكد ضرورة الانخراط في حملة الترحيب بالأفغان، موجهة حديثها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه «لدينا الإمكانات للقيام بهذا الواجب».
وقال كل من عمدة بيزنسون في شرق فرنسا آن فينيوت وعمدة تورز في وسط غرب البلاد إيمانويل دينيس إنهما يسعيان لتأدية «واجب فرنسا تجاه الإنسانية» ويعلنان أن مدنهما «مستعدة» لاستقبال الأفغان الفارين من بلدهم.
من جانبه، أكد لـ«فرانس إنفو» عمدة بلدية ليون غريغوري دوسيه أن بلديته «ستستجيب لواجب فرنسا تجاه الإنسانية». مثل نظرائه في ستراسبورغ وتورز، داعياً رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون للتعاطي الإيجابي مع هذه الحملة من خلال طمأنته بأن لدى مدينته «الإمكانات الكاملة للترحيب بكرامة بهؤلاء اللاجئين».
وكذلك أوضح إريك بيول عمدة مدينة غرونوبل أن استقبال اللاجئين الأفغان يدخل ضمن واجباته «كرئيس للبلدية كما هو واجب إنساني على فرنسا»، مشيراً إلى أن مدينته رحبت بالفعل بـشعوب أخرى مثل التشيليين والأرمن منذ قرن من الزمان.
وشملت لائحة العمد المغردين ترحيباً باللاجئين رؤساء بلديات من مشارب سياسية متنوعة وفي مناطق مختلفة من فرنسا.
إلى ذلك، أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن موجات هجرة غير نظامية انطلاقاً من أفغانستان غضب اليسار الفرنسي في حين دعا اليمين واليمين المتطرف إلى التشدد في هذا الملف بالغ الحساسية قبل 8 أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية.
وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الرئاسة ردّت على الانتقادات الموجّهة إلى ماكرون في بيان جاء فيه "ليس لدينا ما يدعو إلى الخجل لأننا من البلدان الأكثر استقبالاً للأفغان والأكثر حماية لهم".
وكان الرئيس الفرنسي قد أكد في خطاب متلفز الاثنين أن فرنسا «تقوم بواجبها في حماية أولئك الذين هم أكثر عرضة للمخاطر وستستمر في ذلك، داعياً في المقابل لاستباق موجات هجرة واسعة تغذي التهريب على أنواعه».
وبادر اليسار الفرنسي إلى اتهام ماكرون بأنه يثير «التباساً بين اللجوء والهجرة غير النظامية»، وفق النائب عن حزب الخضر ماتيو أورفولان، كما ندّد نواب حزب «فرنسا المتمردة» اليساري الراديكالي بتصريحات ماكرون، واتّهم النائب أدريان كاتين رئيس الدولة بـ«تقزيم فرنسا».
ووصفت عضو مجلس الشيوخ الاشتراكية لورانس روسينيول تصريحات ماكرون بأنها "مخزية".
ومع انطلاق السجال حول تصريحاته أعرب ماكرون عن أسفه «لمحاولات البعض تحريف» تصريحاته.
ومنذ عام 2018 تلقّت فرنسا نحو 10 آلاف طلب لجوء تقدّم بها أفغان، علماً بأن إجمالي طلبات اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي بلغ نحو 50 ألفاً.
وبحسب أرقام أعلنتها الرئاسة الفرنسية يوافق المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية، الذي بت في 8200 ملف منذ مطلع العام، على طلبات الحماية في 64 % من الحالات، ويرتفع هذا الرقم إلى 89.9% بعد البت بالمراجعات، مقابل معدل يبلغ 63% في مجمل الاتحاد الأوروبي.
من جهته حذّر كزافييه برتران المرشّح اليميني للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل 2022 من أن "الأزمة الأفغانية يمكن أن تتحول إلى موجة هجرة جديدة إلى أوروبا".