الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

«تمت التضحية بهم».. شباب أوروبا يائسون وغاضبون من حكوماتهم

«تمت التضحية بهم».. شباب أوروبا يائسون وغاضبون من حكوماتهم

المئات من الشباب في 30 دولة شاركوا في استطلاع الغارديان.(المصدر)

كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن أن سياسات مواجهة وباء كورونا التي اتبعتها العديد من الدول الأوروبية تخاطر بترك ندوب نفسية واجتماعية واقتصادية على ملايين الشباب في جميع أنحاء أوروبا، مع عواقب بعيدة المدى عليهم وعلى المجتمع.

وجاءت النتائج في إطار مشروع استطلاعي أطلقته صحيفة «الغارديان» البريطانية لتتبع تأثير السياسيات على الشباب والمراهقين، الذين أعربوا عن قلقهم العميق بشأن مستقبلهم واتهموا الحكومات بالفشل لأن 15 شهراً من الإغلاق أدت إلى زعزعة صحتهم العقلية والتعليم وفرص العمل.

تنحية جيل

أجاب شاب (17 عاماً) من شمال إنجلترا: «لقد تم تنحية جيلنا بأكمله جانباً كمشكلة يجب التعامل معها لاحقاً».

من ألمانيا، كتب شاب (21 عاماً): «نحن أقل أولوية».

وفي فرنسا، قال شاب (21 عاماً) إنه يعتبر نفسه جزءاً من "جيل تمت التضحية به".

وقالت شابة (18 عاماً) في برشلونة إن «حبسها» لشهور في شقة صغيرة مع عائلتها الكبيرة، وتقاسم جهاز كمبيوتر واحد، تركها في حالة نفسية «مروعة».

وقال طالب (23 عاماً) من إستونيا: «أشعر بالقلق باستمرار». «إن عدم اليقين بشأن المستقبل هو أكثر ما يؤلم».

على الرغم من أن الجيل الشاب هو الأقل احتمالاً للإصابة بالمرض من فيروس كورونا، إلا أنه أصيب بشكل غير متناسب بأكبر اضطراب تعليمي في التاريخ الحديث، وزيادة في البطالة وآثار نفسية ناجمة عن العزل والإغلاق. وكذلك فإن الشباب العاملين هم أيضاً المجموعة الأقل احتمالاً لتلقي الدعم المالي نتيجة فقدان الوظائف.

يأس وغضب

من المرجح أن يدق عمق اليأس والغضب الذي تعكسه الردود أجراس الإنذار السياسي، للحكومات الأوروبية التي تعمل على ترويض الأزمة الصحية ببرامج التطعيم وإعادة فتح الاقتصادات المنهارة بحذر.

وتعكس هذه الردود أيضاً نتائج بحث يُظهر أن 64% من الشباب الأوروبي معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب، ارتفاعاً من 15% قبل أزمة كوفيد. كما أن هناك تقديراً غير منشور لمؤسسة الاتحاد الأوروبي للعيش والعمل يشير إلى أن الوضع بالنسبة للأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً أسوأ. وسجلت النساء اللاتي تراوح أعمارهن بين 18 و24 عاماً أدنى مستويات الصحة العقلية.

قال ماسيميليانو ماشيريني، رئيس السياسة الاجتماعية في المؤسسة، لصحيفة الغارديان: "الخطر على المستقبل هو أن لدينا مجموعة أمضت ما يقرب من عام ونصف من حياتها المبكرة في فقدان للوعي، ولم تكتسب أي خبرة أو رأس المال البشري، وقد يمثلون جزءاً من القوة العاملة التي ستعاني طوال حياتهم" .

وشارك المئات من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً من 30 دولة في استطلاع الغارديان على مستوى أوروبا، والذي تم إجراؤه بالاشتراك مع مؤسسات إخبارية في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، لمعرفة كيف أثرت أزمة كوفيد على جيل الشباب أو الجيل زد. حيث يقدم الاستطلاع الأول من نوعه منذ بداية الوباء لمحة سريعة عن مدى السلبية التي يشعر بها المراهقون والشباب في القارة خلال التعامل مع الأزمة.