الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

أمريكا تبدأ في محو «عار العنصرية» بتغيير الأسماء المسيئة في تكساس

أمريكا تبدأ في محو «عار العنصرية» بتغيير الأسماء المسيئة في تكساس

فعالية لمناهضة العنصرية في اتلانتا بولاية جورجيا. (رويترز)

تشهد الولايات المتحدة حالياً، محاولات حثيثة للتخلص من التاريخ العنصري لبعض الأماكن، التي كانت تسمى بأسماء عنصرية للتقليل من شأن فئات معينة من المجتمع مثل الأمريكيين من أصل أفريقي أو آسيوي أو السكان الأصليين، أو حتى الأوروبيين، واكتسبت هذه الجهود زخماً بعد واقعة مقتل المواطن الأمريكي من أصل افريقي جورج فلويد في مايو من العام الماضي.

ومنذ أيام وافق المجلس الأمريكي للأسماء الجغرافية بالإجماع، على طلبات بإزالة اسم «زنجي» من 16 موقعاً في وﻻية تكساس، مع إعادة تسميتها بأسماء عدد من الأمريكيين الأفارقة الذين قدموا مساهمة كبيرة للولاية، لكنها خطوة تحتاج إلى الاستكمال، فهناك أكثر من 1000 مدينة وبحيرة وقمم جبلية، في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تحمل أسماء عنصرية، وتعد شاهدة على تاريخ عنصري تجاه الأقليات والسكان الأصليين والمهاجرين على مدى أكثر من 200 سنة.

وكان المجلس الأمريكي للأسماء الجغرافية، وهو الجهة الوحيدة التي يمكنها تغيير أسماء الشوارع، قد رفض طلباً مشابهاً عام 1991، لأنه لا يحظى بالدعم المحلي الواضح للأسماء الجديدة المقترحة، أو معارضة تغيير الأسماء الحالية.

ويعمل المجلس تحت إشراف وزارة الداخلية، وهو مسؤول عن الحفاظ على استخدام موحد للاسم الجغرافي في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية، وتضاف بعد ذلك الأسماء الجغرافية إلى السجل، الذي تعتمد عليه شركات مثل Apple وGoogle في خدمات الخرائط الخاصة بهما.

أهمية القرار

وترجع أهمية قرار تغيير الأسماء، إلى أنه نال موافقة بالإجماع من المشرعين من الحزبين، حيث مرر مجلس نواب الولاية بموافقة جميع الأعضاء، ووافق مجلس الشيوخ بالإجماع، وقال الديمقراطي بوريس مايلز عضو مجلس الشيوخ بالولاية «استمرار اللغة المسيئة عنصرياً وصمة عار في الولاية، ومن الضروري تغيير أسماء هذه الأماكن من أجل عكس واحترام تنوع السكان».

وقال رودني إيليس مفوض مقاطعة هاريس في تكساس لصحيفة «واشنطن بوست»: «أنا فخور برؤية هذا التغيير يحدث أخيراً، ونأمل أن يبني المجلس الأمريكي للأسماء الجغرافية على التقدم الذي تم إحرازه اليوم في تكساس، وأن يعمل مع مجموعات أخرى في جميع أنحاء البلاد، لضمان محو جميع الأسماء المسيئة عنصرياً من المجال العام»، لافتاً إلى أنه بعد مقتل جورج فلويد، يبحث الناس عن التاريخ العنصري، ويرغبون في تصحيح أخطاء الماضي».

وقتل فلويد وهو أمريكي من ذوي البشرة السمراء تحت ركبة شرطي أبيض في 25 مايو 2020، ما أثار احتجاجات لم يسبق لها مثيل في الولايات المتحدة وشهدت تحطيم بعض التماثيل والنصب التذكارية التي تخلد التاريخ العنصري للبلاد.

ملامح العنصرية

ورغم أن الولايات المتحدة قررت في خمسينيات القرن الماضي، حذف حرف (N) من جميع الأماكن الفيدرالية على الخرائط، لما يمثله من رمز إهانة للأمريكيين الأفارقة، إلا أنه تم استبدالها بكلمة «نيجرو»، كما تم حذف كلمة «جاب» التي كانت توجه لإهانة الأمريكيين من أصول يابانية، وهما الاسمان الوحيدان المحظوران رسمياً في أمريكا.

وعقب مقتل فلويد، ظهرت مطالبات بحذف التاريخ العنصري من أسماء الشوارع والحدائق.

وبحسب موقع «أكسيوس» تُظهر قاعدة البيانات التي يحتفظ بها المجلس الأمريكي للأسماء الجغرافية، أن هناك 799 موقعاً تحتوي على كلمة (squaw) وهو مصطلح مهين للنساء الأمريكيات من السكان الأصليين، بينما يوجد نحو 621 مكاناً به كلمة زنجي، بينما يحتوي 29 مكاناً على كلمة «تشينامان»، وهو مصطلح مسيء للرجال الأمريكيين من أصل صيني.

كما أن هناك أيضاً 82 مكاناً تحتوي على كلمة «ريدمان»، وهي كلمة تسيء للسكان الأصليين، وهناك 11 مكاناً تحتوي على كلمة «ريدسكن»، و12 مكاناً لمصطلح الشحوم، لوصف الأمريكيين من أصول مكسيكية.

كما أن هناك نصيباً من الأماكن المسيئة للأوربيين البيض، حيث توجد 6 أماكن تحمل اسم (Polack)، وهي إشارة مهينة للبولنديين البيض، و20 مكاناً تحمل مصطلح (dago)، وهي كلمة توجه لإهانة الأمريكيين الإيطاليين.

الأسماء العنصرية

ويشير الموقع إلى أن اختيار وزيرة الداخلية الحالية، ديب هالاند، وهي أول أمريكية من السكان الأصليين، تشغل منصباً وزارياً فيدرالياً، يعد فرصة لتجديد الجهود لتغيير هذه الأسماء.

كما أشارت شبكة «إن بس سي نيوز» التلفزيونية، إلى أن بعض المجالس التشريعية في الولايات، تحاول تغيير الأسماء التي تعتبر مسيئة، ثم تقديمها للمجلس الأمريكي للأسماء الجغرافية، لكن المشكلة أن كثيراً منها غير معروف على نطاق واسع.