حذر تقرير ألماني من حدوث مشكلات ما يسمى بـ«إجهاد» ما بعد وباء كورونا، وذلك نتيجة للضغوط الاجتماعية التي بدأت تظهر حالياً بعد رفع الكثير من القيود على اللقاءات والتنقلات بين الأفراد وعودة الحياة بشكل شبه طبيعي للشوارع والمدن الألمانية.
وأشار التقرير الذي نشرته مجلة «دير شبيغل» إلى أن الكثيرين يريدون الآن تعويض ما فاتهم في فترة الوباء بأسرع ما يمكن، ما سينتج عنه ما يشبه الإجهاد والاحتراق النفسي والعصبي، خاصة أنه لن يتمكن هؤلاء من اللحاق بمعظم ما فاتهم خلال فترات الإغلاق التي سببها انتشار فيروس كورونا.
وشدد التقرير على أن الوباء لم ينتهِ بعد، لكن يبدو أن الكثيرين حالياً في طريقهم لاستراتيجية يمكن وصفها بـ«علينا تحقيق كل ما فاتنا»، «فمترو الأنفاق ممتلئ للغاية في الكثير من المدن، والمقاهي صاخبة بالزبائن، والناس حالياً في كل مكان».
وقالت «دير شبيغل» في تقريرها إن الوباء أعطى درساً مهما في الحياة يتلخص في ضرورة التراجع والاسترخاء وعدم التمسك بفكرة إنجاز كل شيء، خاصة ضغوط العمل والضغوط الأسرية.
وأشارت إلى أن مواجهة فترة ما بعد الوباء أو انحساره، يجب أن ترسخ الثقافة اليومية الجديدة المتمثلة في «إلغاء كل ما هو أكثر من اللازم وغير الضروري في الحياة»، وأن هناك أشخاصاً يتحدثون حالياً عن بداية شعورهم بالتعب والإجهاد رغم مضي أيام معدودة على رفع كثير من القيود بسبب هذا التسرع في إنجاز وتعويض ما فاتهم.
وأوضح التقرير أنه من الضروري أن يأخذ الكثيرون الأمور خطوة بخطوة، بعد الوباء؛ لضمان سلامة الصحة النفسية والعقلية، وألا ينتابهم إحساس الاضطرار إلى ضرورة تعويض كل ما سبق، وألا تأخذهم فرحة حصولهم على التطعيمات بأن يرموا أنفسهم في الحياة بقوة مرة أخرى، والتي أصبحت تأخذ شكلاً طبيعياً، ولكن ببطء.
وتطرق التقرير إلى وجود فئة لم يؤثر عليها قرار رفع الحظر؛ ولم تستطع الخروج من صدمة كورونا بسهولة، «لأن التعافي يستغرق وقتاً، ولا يحتاج بالضرورة إلى تناول المشروبات مع الأشخاص في مقاهٍ مكتظة، ونسيان المخاطر التي عاصرها العالم لفترة طويلة».