منذ عام 1984 قامت حكومة الولايات المتحدة بدفع أكثر من 150 مليون دولار لأزيد من 100 شخص أبلغوا عن إرهابيين حول العالم، وفقاً لموقع «برنامج مكافآت من أجل العدالة» الأمريكي.
وتمثل المبالغ المدفوعة ضمن هذا البرنامج «جوائز» مرصودة للأشخاص الذين يقدمون معلومات «كافية لاتخاذ إجراءات قانونية أدت إلى وضع إرهابيين في السجن أو أدت إلى منع أعمال إرهاب دولي في شتى أرجاء العالم».
وضمن أحدث مكافآت هذا البرنامج، عرضت الولايات المتّحدة الأربعاء «جائزة» مالية بقيمة 7 ملايين دولار مقابل أي معلومة تؤدّي إلى تحديد مكان وجود زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب» أبوعبيدة يوسف العنابي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إنّ المطلوب الجزائري، المعروف أيضاً باسم يزيد مبارك، أصبح في نوفمبر 2020 زعيماً للتنظيم خلفاً لمواطنه عبدالمالك دروكدال الذي قُتل في يونيو 2020 في شمال مالي بأيدي القوات الفرنسية.
آليات متعددة للإبلاغ
وتنوعت آليات الإعلان عن مكافآت البرنامج وطلب المساعدة في القبض على الإرهابيين منذ انطلاق البرنامج، حيث استخدمت أمريكا العديد من الطرق والتي أثبت بعضها، رغم بساطته، فعالية في توقيف أشرس إرهابيي العالم.
ففي شهر فبراير 1995، رأى مواطن باكستاني علبة كبريت طبعت عليها كلمات تطلب المساعدة في القبض على «إرهابي» فار من العدالة مقابل جائزة كبرى من الولايات المتحدة، ليتوجه إلى السفارة الأمريكية ويقدم معلومات قادت إلى توقيف رمزي يوسف الإرهابي المسؤول عن تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك 1993.
ومع تطور تقنيات التواصل الحديثة بات البرنامج الأمريكي يوفر سبلاً جديدة للتواصل والإبلاغ عن الإرهابيين، حيث جاء في بيان طلب المساعدة في توقيف زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب»: «نشجّع أيّ شخص لديه معلومات عن أبوعبيدة يوسف العنابي على إرسال رسالة نصيّة إلى البرنامج عبر واتساب أو تطبيقات سيغنال أو تليغرام، علماً أنّ كافة الاتّصالات والمعلومات ستبقى في سرية تامّة».
المطلوبون
ويقع على رأس قائمة المطلوبين للبرنامج حالياً زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، حيث يعرض البرنامج مكافأة بقيمة 25 مليون دولار مقابل أي معلومات تفضي إلى مثوله أمام العدالة. وقد أفادت تقارير غير مؤكدة الأسبوع الماضي بوفاة الظواهري في أفغانستان.
ويقدم البرنامج جائزة بقيمة 10 ملايين دولار مقابل أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى الذي أصبح أميراً لتنظيم داعش الإرهابي بعد مقتل قائد التنظيم السابق، أبو بكر البغدادي، في أكتوبر 2019 في عملية عسكرية أمريكية.
معلومات عن مختطفين
وإلى جانب توقيف الإرهابيين، يطلب البرنامج المساعدة في الحصول على معلومات تؤدي إلى إنقاذ مختطفين من طرف جماعات الإرهاب.
وفي هذا الإطار، عرض البرنامج مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى تحديد موقع وإعادة موظفة أمريكية تدعى سيدني ميزيل اختطفت في يناير 2008، من قبل مسلحين مجهولين عندما كانت تعمل في منظمة غير حكومية في مدينة قندهار في أفغانستان.
وحسب البرنامج فإنه «من المرجح أن تكون قد قُتلت على يد خاطفيها في عام 2008 وربما دفنت في منطقة قندهار».