إعلان شهير عام 2017 يظهر فيه شاب وهو يوجه أبناءه الرُضَّع إلى بناء الجدار على الحدود، ويقرأ عليهم كتاب ترامب الشهير «فن الصفقة». بهذا الإعلان قدم رون ديسانتيس «42 عاماً» نفسه كأحد المتحمسين للرئيس السابق دونالد ترامب، قبل أن يصبح ديسانتيس في العام التالي حاكماً لولاية فلوريدا، وهو حالياً أحد الأشخاص الأكثر شعبية في استطلاعات الرأي كمرشح محتمل للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقبلة.
كرَّس ديسانتيس منذ اللحظة الأولى لترشح ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وقته وجهده للدفاع المميت عن أفكار ترامب. منذ أيام قليلة، أعلن ترامب، أنه إذا قرر الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، فإنه ربما يختار ديسانتيس كمرشح لمنصب نائب الرئيس، ووصفه بأنه إنسان صادق وعظيم.
وتحول ديسانتيس عام 2018 بعد فوزه في انتخابات الولاية بمنصب حاكم ولاية فلوريدا من «مجرد متحمس كبير لترامب إلى فرض شخصيته». بحسب مدير معهد مانهاتن للدراسات، ريحان سلام.
ووصفت مجلة «ذا أتلانتك» حاكم فلوريدا بأنه «النسخة المحسنة من الرئيس السابق دونالد ترامب»، وأشارت إلى تلقيه تبرعات من 20 شخصية من كبار المساهمين في الحزب الجمهوري لدعمه في انتخابات 2022 النصفية.
ويسعى الحزب الجمهوري إلى تقديم شخصيات تحظى بالشعبية بما يساعد على خروجه من مأزقه السياسي قبيل الانتخابات النصفية المقررة في 2022، ولاحقا الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.
تخرج سانتوس في جامعتي ييل وهارفارد، وأظهر منذ توليه قدرة على المواءمة السياسية، مع الكثير من التحدي والجرأة، لكنه لم يتعامل تماماً بنفس طريقة دونالد ترامب، حيث تصفه وسائل الإعلام بأنه أظهر قدرة على المواءمة، حيث دعا إلى زيادة التمويل المخصص للتخفيف من آثار تغير المناخ، ورفع الحظر عن استخدام الماريغوانا الطبية، ويرى أن الأقليات لها نصيبها العادل في إدارته، لكن في الوقت ذاته سمح لبعض المعلمين بحمل السلاح في المدارس.
وربما تخدمه قدرته على المواءمة مع تأكيد مسؤولين بالحزب على ضرورة العمل لاستبعاد الشخصيات المتطرفة من مؤتمره وتسليط الضوء على السياسات المحافظة التي يعتبرونها قادرة على استقطاب الناخبين.
تجاهل النصائح
أصبح ديسانتيس في عام 2020، الحاكم الجمهوري الأشهر في الولايات المتحدة، والمفضل لدى المؤمنين بالحزب؛ بعد تجاهله نصائح خبراء الصحة العامة فيما يخص إغلاق الولاية ضمن الاجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا، ورفضه تعميم ارتداء الكمامة، فضلاً عن أنه أعاد فتح المدارس في أغسطس 2020، ورغم ذلك تصنف ولايته بأنها في منتصف الولايات الـ50 في حالات الإصابة والوفيات.
ويتفاخر ديسانتيس بسياسته في مواجهة الإغلاق، وقوبل بعاصفة من التصفيق الأسبوع الماضي في حفل المانحين للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، لإعلانه أن الحزب بحاجة إلى شخصيات صمدت أمام الضغط العام ولم تكن خائفة من مواجهة ما أسماه «النخبة، ووسائل الإعلام المؤسسية في نيويورك».
ويتبنى ديسانتيس نفس سياسة الجمهوريين التي تستهدف تشديد قواعد التصويت في الانتخابات، حيث تشير الدراسات إلى أنه كلما انخفض أعداد الناخبين كلما فاز الحزب الجمهوري، وهو ما قام بتطبيقه بالفعل بنجاح في انتخابات الرئاسة السابقة 2020، حيث منع تصويت أي مجرم سابق في الولاية أدين بعقوبة قضائية، رغم موافقة ناخبي الولاية في استفتاء عام 2018 على حق المجرمين السابقين في التصويت، كما أعلن مؤخراً أنه سيوقع قانوناً جديداً يستهدف تشديد القيود على التصويت بالبريد والتصويت المبكر.
حق التصويت
وأجرت ولاية فلوريدا عام 2018 استفتاء على منح الحق في التصويت لهؤلاء الذين يوصفون أنهم سددوا دينهم للمجتمع وخرجوا بعد انقضاء العقوبة والمقدرة أعدادهم بـ1.4 مليون ناخب، وصوت 5.1 مليون ناخب بـ«نعم»، مقابل 2.8 مليون ناخب بـ«لا» من بين إجمالي 7.9 مليون مشارك في الاستفتاء.
وقال ديسانتيس في تغريدة له بتاريخ 16 يناير 2020 على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن التصويت امتياز، وذلك على خلاف الرأي السائد بأن التصويت حق للجميع.
ويشير كاتب خطابات الرئيس الأسبق جورج بوش، ديفيد فروم، إلى أن سياسات ديسانتيس نجحت في الولاية التي تعد نقطة جذب للهجرة، رغم أنها تحتل المرتبة الرابعة في أمريكا من حيث عدد السكان المولودين في الخارج.
وأشار فروم إلى أن ديسانتيس في صدارة الأسماء المطروحة للمنافسة على الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2024.
وكان حاكم فلوريدا السابق، جيب بوش، وهو شقيق الرئيس الأسبق جورج دابليو بوش، خاض المنافسة ضد ترامب وآخرين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2016.