في أول استجابة للمظاهرات التي اندلعت عقب وفاة المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، على يد الشرطة مايو الماضي، أقرت ولاية ماريلاند قانوناً لإصلاح الشرطة، رغم «فيتو» حاكم الولاية الجمهوري لاري هوجان.
وتوفي فلويد على يد الشرطة العام الماضي، بعدما وضع شرطي ركبته على رقبة فلويد المطروح أرضاً، لمدة تجاوزت 8 دقائق، واندلعت مظاهرات في عدد كبير من الولايات، تندد بما وصفته بالعنصرية وعنف قوات الأمن ضد الأمريكيين الأفارقة.
تعديلات جديدة
وتتيح التعديلات الجديدة التي أقرتها ولاية ماريلاند، إلغاء تدابير الحماية الوظيفية للشرطة خلال المساءلة، حيث تعتمد نحو 20 ولاية أمريكية قوانين تجعل من الصعب مساءلة الشرطة، وكانت ولاية ماريلاند هي أولى الولايات التي أقرت هذا القانون عام 1974، وهي الآن أول ولاية تقرر إلغاء ذلك القانون، مع إتاحة دور أكبر للمدنيين في إجراءات محاسبة الشرطة.
كما ترفع الإجراءات التي اتخذتها ولاية ماريلاند، تعويضات الدعاوى القضائية للمواطنين ضد الشرطة، إلى 890 ألف دولار، بدلاً من 400 ألف، كما تتضمن عقوبة السجن 10 سنوات للضابط المدان بالتسبب في إصابة خطيرة أو الوفاة بسبب القوة المفرطة.
وكان حاكم الولاية قد استخدم حق «الفيتو»، واصفاً الإجراءات الجديدة بأنها ستؤدي لأزمة تتعلق بمعنويات الشرطة، كما ستقوض الثقة العامة والعلاقات المجتمعية، وأزمة أخرى فيما يتعلق بالالتحاق بالشرطة، مما سيؤثر على السلامة العامة في جميع أنحاء الولاية.
وأُطلق على الإجراءات الجديدة اسم أنطون بلاك، وهو أمريكي من أصل أفريقي (19 عامًا)، توفي في حجز الشرطة عام 2018 بالولاية.
استهداف السود
وبحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن نسبة استهداف الشرطة الأمريكية للمواطنين من أصل أفريقي هي 5 أضعاف استهدافهم للبيض، كما أن عدد ذوي البشرة السمراء بالسجون الأمريكية، يتجاوز الثلث، رغم أنهم لا يمثلون إلا نحو 13% من السكان فقط.
كما يعتبر أصحاب البشرة السمراء أن نظام العدالة في الولايات المتحدة، لا يمنحهم حقوقهم، ففي عام 1991 أظهر فيديو اعتداء الشرطة على المواطن الأمريكي من أصل أفريقي رودني كينج، في لوس أنجلوس، ما أدى لمحاكمتهم، ولكن المحكمة قامت بتبرئتهم مما أدى لاندلاع أعمال الشغب في المدينة، والتي أدت إلى مقتل 36 شخصاً، وإصابة أكثر من 20 ألفاً.
كما شهدت بعض الولايات، حالات مماثلة لمقتل فلويد في السنوات الأخيرة، وفي غالبها لم يتم إدانة الشرطة، اندلعت مظاهرات في عدد من الولايات، منذ العام الماضي، تطالب بإصلاح نظام الشرطة ونظام العدالة.
حادثة جديدة
وتشهد مدينة مينابوليس مظاهرات منذ أمس الأحد رداً على مقتل شاب من أصل أفريقي يبلغ من العمر 20 عاماً، على بعد 16 كيلومتراً فقط من الموقع الذي قُتل فيه فلويد مايو الماضي.
وبحسب التقارير الصحفية فقد قالت والدة الشاب المقتول إنها تلقت مكالمة من ابنها بعد ظهر الأحد، قال إن الشرطة أوقفته بسبب معطرات الجو المعلقة في سيارته، وهو أمر غير قانوني في مينيسوتا، وبعدها سمعت صوت شجار.