بعد عقود من اقتراحات لم تلق شعبية في الكونغرس الأمريكي، أصبحت مدينة إيفانستون، بولاية إلينوي، أول مدينة أمريكية تقدم تعويضات لسكانها السود عن التمييز السابق والآثار المستمرة للعبودية.
وستحصل كل أسرة مؤهلة، ووفقاً لصحيفة «شيكاغو تريبيون» الأمريكية، على 25 ألف دولار لإصلاح المنزل، أو اعتباره دفعة مقدمة للحصول على منزل آخر، ويشترط أن يكون المقيمون المؤهلون عاشوا أو كانوا أبناء مباشرين لشخص أسود عاش في إيفانستون بين عامي 1919 و1969 وعانوا من التمييز في السكن بسبب قوانين المدينة، أو سياساتها، أو ممارساتها.
وزادت هجرة الأمريكيين الأفارقة إلى الولاية عقب الحرب العالمية الأولى بحثاً عن حياة أفضل، لكنهم واجهوا تمييزاً كبيراً. وألغيت العبودية في الولايات المتحدة عام 1865 طبقاً للتعديل الثالث عشر من الدستور الأمريكي، غير أن التمييز العنصري ضد السود والأقليات استمر حتى سبعينيات القرن الماضي، في السكن والدراسة والمواصلات العامة والوظائف.
ويأمل مؤيدو القرار أن يتم اتخاذ قرارات مماثلة في جميع أنحاء البلاد، حيث تشهد الولايات المتحدة مطالبات منذ عقود بتقديم تعويضات للأمريكيين الأفارقة عن آثار العبودية، وزادت هذه المطالبات عقب مقتل الأمريكي من أصول إفريقية، جورج فلويد، العام الماضي على يد قوات الشرطة.
وأعرب الرئيس جو بايدن قبل الانتخابات عن دعمه لإنشاء لجنة فيدرالية لدراسة تعويضات السود، كما تناقش عدد من المنظمات والجمعيات والجامعات في مختلف الولايات تقديم هذه التعويضات منذ عقود في عدة مدن في كاليفورنيا وأيوا و ماساتشوستس.تمويل البرنامج
وأعلنت مدينة إيفانستون، البالغ عدد سكانها 73 ألف نسمة، أنه سيتم تمويل صندوق خاص للبرنامج من خلال التبرعات والإيرادات من ضريبة بنسبة 3% على بيع الماريجوانا الترفيهية، كما تعهدت بتوزيع 10 ملايين دولار على مدى 10 سنوات، ولم يتم تحديد أعداد المستفيدين بعد، حيث يجب على الأسر التقدم للبرنامج.
وقالت عضو مجلس المدينة روبين رو سيمونز-التي اقترحت البرنامج في عام 2019- إن هذه هي البداية، والمجموعات المؤيدة للتعويضات تقدم مساعدة قانونية مجانية إذا تم الطعن في البرنامج في المحكمة.
وجاء في القرار أن «برنامج التعويضات المحلية للإسكان الترميمي يقر بالضرر الذي لحق بالسكان الأمريكيين من أصل أفريقي في إيفانستون بسبب سياسات وممارسات الإسكان التمييزية، وعدم اتخاذ أي إجراء من جانب المدينة»، كما يتيح التقدم لمن لحق به ضرر عقب ستينيات القرن الماضي بسبب التمييز في السكن.
وقال عمدة المدينة الجديد دانيال بيس، الذي ستبدأ ولايته في مايو، في بيان إن «التعويضات مشروع ضخم وصعب ومعقد يسعى إلى معالجة الضرر الناجم عن التفوق الأبيض، وهو أحد أعظم الشرور التي طال أمدها في تاريخ البشرية».