مع إعلان فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية، اتجهت الأنظار إلى المرشحين لأهم المناصب بإدارته المنتظرة، وفي مقدمتها منصب وزير الدفاع، الذي يبدو أنه سيكون من نصيب ميشيل فلورنوي، التي عملت لسنوات في وزارة الدفاع (البنتاغون).
شغلت فلورنوي عدة مناصب، منها وكيل وزير الدفاع للسياسات، في الفترة ما بين 2009 إلى 2012، وكانت الثالثة في ترتيب قيادات وزارة الدفاع، خلال رئاسة باراك أوباما.
وكان دورها ينصب على أنها المستشار الأهم لوزير الدفاع فيما يتعلق بصياغة الأمن القومي وسياسات الدفاع، ومراقبة الخطط والعمليات العسكرية، وكذلك مناقشات مجلس الأمن القومي الأمريكي، وكانت من قادة فريق أوباما الانتقالي الخاص بوزارة الدفاع، بعد فوزه بالانتخابات وقبيل تسلمه السلطة.
كانت فلورنوي المرشح المفترض لمنصب وزيرة الدفاع إذا فازت هيلاري كلينتون بالرئاسة في 2016. ولم يقتصر تقديرها على هذا الحد، بل إن جيم ماتيس أول وزير دفاع في عهد ترامب عرض عليها شغل المنصب الثاني بالوزارة.
ورفضت العرض لكن من المرجح الآن أن تتقلد المنصب الأول في البنتاغون ما يجعلها أول امرأة في ذلك المركز.
وفي هذه اللحظة فإن اسمها هو الأبرز لتولي المنصب، لتكون أول سيدة تتولى منصب وزارة الدفاع الأمريكية.
الموقف من إيران
وخلال فترة رئاسة دونالد ترامب، وجهت فلورنوي نقداً لسياساته. وفي 2018، وخلال حديث مع صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، انتقدت تخلي إدارة ترامب عن الدور الأمريكي في سوريا، ما أدى لتوسع نفوذ الرئيس بشار الأسد، والنفوذ الإيراني بسوريا.
ويرى الكثيرون أن فلورنوي ستكون ضمن الدائرة القليلة المحيطة بالرئيس المنتخب بايدن، مشيرين إلى أنها ممن يشعرون بالقلق تجاه إيران، وترى أن الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع طهران به العديد من الثغرات، لكنها وفي الوقت نفسه تعتبر أن ذلك الاتفاق نجح في تأخير وصول إيران إلى تنفيذ رغبتها بامتلاك أسلحة نووية.
ومن المواقف التي وجهت فلورنوي نقداً فيها لسياسات ترامب، عدم رد إدارته على الهجوم الذي شنته إيران على المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر 2019، معتبرة أنه كان يجب على الولايات المتحدة أن تقدم على خطوات، ولو شن هجوم سيبراني ضد إيران، أو تجميد بعض الأصول الإيرانية في الخارج.
ولم تكن فلورنوي من المؤيدين بقوة لتصفية الولايات المتحدة لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في يناير الماضي، تحسباً لرد فعل طهران.
مبيعات الأسلحة
وترجح التقارير أن يكون لفلورنوي دور كبير في القرارات المتعقلة بمبيعات الأسلحة إلى دول الشرق الأوسط المعتدلة.
وتشير التقارير إلى أن تركيزها سينصب على المنافسة الأمريكية مع الصين، حيث قالت في حوار مع شبكة (NBC) الأمريكية في شهر يوليو الماضي «لمنع الصدام، على الولايات المتحدة أن تمتلك القوة العسكرية الكافية لردع الصين، من خلال إظهار قدراتنا على مواجهة أي عدوان، وجعل الثمن فادحاً للغاية بالنسبة للصين، ما يجعلها تتراجع قبل الوصول لحافة الهاوية».
تخرجت فلورنوي من قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة هارفارد، وحصلت على الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة أوكسفورد، وتشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لمركز «الأمن الأمريكي الجديد»، والذي كانت أحد المشاركين في تأسيسه عام 2007.