الخميس - 26 ديسمبر 2024
الخميس - 26 ديسمبر 2024

كيف ستكون العلاقات بين روسيا وأمريكا في عهد بايدن؟

كيف ستكون العلاقات بين روسيا وأمريكا في عهد بايدن؟

بايدن وبوتين - أ ب

أشار تقرير لموقع فويس أوف أمريكا إلى أن جو بايدن الرئيس الأمريكي المنتخب والذي كان نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما سيتبع نهج سياسة مختلف تجاه روسيا عن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وأيضاً على عكس أسلافه جورج دبليو بوش وأوباما اللذين سعيا إلى تحسين العلاقات الأمريكية الروسية.

وكان بايدن قد وصف روسيا خلال تجمع انتخابي بأنها خصم بينما وصف الصين بأنها منافس جاد.

وخلال حملته الرئاسية، سعى بايدن إلى تمييز نفسه عن الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق بروسيا، واتهم منافسه بالتساهل مع بوتين، كما اتهمه بالتزام الصمت إزاء قضية تسميم المعارض الروسي أليكس نافالني.

لا لإعادة الضبط

وتوقع ديفيد كرامر الذي كان مساعداً لوزير الخارجية في إدارة بوش الابن ألّا يمد بايدن يده لروسيا، مشيراً إلى أن موسكو شنت خلال موسم الانتخابات الرئيسية حملة تضليل ضده.

وأضاف كرامر قائلاً «لا إعادة ضبط» في إشارة منه إلى إعادة سياسة «إعادة ضبط» العلاقات التي تبناها أوباما وباءت بالفشل، ويعتقد كرامر أنه سيتعين على بايدن التركيز بشكل كبير على القضايا المحلية بما فيها جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية.

وأشار كرامر إلى أن روسيا لن تكون ضمن أولويات أجندة سياسة بايدن الخارجية وسوف «يتعين عليه تكريس وقته المحدود لحل المشاكل» مع الحلفاء عبر الأطلسي.

وسبق أن التقى بايدن وبوتين لكن دون الكثير من الود، وكان بايدن قال في مقابلة مع «ذا نيويوركر» عام 2011، عندما كان نائباً لأوباما، إنه قال لبوتين في أحد الاجتماعات «أنا أنظر في عينيك، ولا أعتقد أن لديك روحاً»، فنظر إليه بوتين «وابتسم وقال: نحن نفهم بعضنا البعض».

ويرى المحللون أن أي جهد لإعادة ضبط العلاقات سيكون معقداً وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا والتي فرضتها إدارتا أوباما وترامب.

وستترك هذه الإجراءات أمام بايدن «مساحة صغيرة للمناورة ومن غير المرجح أن يقوم برفع هذه العقوبات في حين تقول القوى الغربية إن روسيا تشن هجمات إلكترونية ضدها».

العداء السيبراني

ويقول دبلوماسيون غربيون سابقون إن العداء من المرجح أن يستمر بين واشنطن وموسكو طالما يسعى الكرملين لتقويض المؤسسات الديمقراطية الغربية.

وفي وقت سابق كشف المستشار مارك سيدويل، وهو مستشار أمني سابق لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن بريطانيا شنت سلسلة من الهجمات الإلكترونية السرية على القادة الروس للانتقام من هجومهم السيبراني على الغرب.

وتخوض الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى صراعاً مع روسيا حول مجموعة من القضايا كضم شبه جزيرة القرم والاضطرابات المؤيدة لموسكو في شرق أوكرانيا ودعم الرئيس السوري بشار الأسد.

وتتوقع هيدز ويليامز من مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية أن تركز إدارة بايدن على مجالين رئيسيين وهما إعادة العمل على الحد من التسلح وتعزيز قوة حلف الناتو للتصدي للمغامرات الروسية.

تحديد الأسلحة النووية

دعا بوتين هذا الشهر إلى الحفاظ على آخر اتفاقية قائمة للحد من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة، مقترحاً تمديد معاهدة ستارت الجديدة التي من المقرر أن تنتهي في فبراير، وقال: «سيكون من المحزن للغاية إذا لم تعد المعاهدة موجودة».

وتم التوقيع على المعاهدة في عام 2010 من قبل أوباما والرئيس الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف، ويحدد الاتفاق لكل دولة ما لا يزيد على 1550 رأساً نووياً منتشراً و700 صاروخ وقاذفات منتشرة.

وخلال مسيرته الطويلة في مجلس الشيوخ، كان بايدن نصيراً للحد من الأسلحة النووية ووعد بالسعي لتمديد معاهدة ستارت الجديدة، قائلاً إنه من المرجح أن يقبل عرضاً روسياً لتمديدها لمدة 5 سنوات.