لم يكن تيم مكبرايد يعلم وهو صغير، أنه خلال بضع سنوات سيصبح عضواً بمجلس الشيوخ لولاية ديلاوير، لكن لن يتذكر أحد اسمه، وإنما سيتذكرون جميعاً اسم سارة مكبرايد كأول عابرة للجنس تصل إلى منصب بهذا المستوى في الولايات المتحدة.
في عام 2012، كشف تيم أثناء تنحيه عن منصب رئيس هيئة الطلاب بالجامعة، أنه شخص متحول جنسياً. وخرج من منصبه باسم سارة، وقال إنه يعرف أنه امرأة وأنه أخيراً يشعر أنه في الجسد الصحيح.
وبعدما تغلبت على صراعاتها الداخلية صارت سارة تفخر بنفسها وترى أن كل شيء يمكن تحقيقه.
ترغب سارة التي تبلغ من العمر 30 عاماً، وهي ناشطة في الدفاع عن حقوق المثليين، أن تجعل العالم أكثر قبولاً وعدلاً. وقالت إنها اتخذت الخطوة الجريئة لأنها لديها دائماً الشعور بالولادة في الجسد الخطأ، كانت خائفة ومرتعبة لكنها لم تجد نفسها وحيدة، تقول إن تدفق الحب والدعم من مجتمع الحرم الجامعي تجاوز توقعاته، وإنها حصلت على بعض الدعم الوطني.
وكانت سارة أول متحولة جنسية تتحدث على خشبة المسرح في مؤتمر للحزب الديمقراطي عندما خاطبت الحشود في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لعام 2016.
وفي العام الماضي، قامت سارة بتدريس السياسة العامة للطلاب في معهد بايدن التابع لجامعة ديلاوير، وتعد واحدة من أصغر سكان ولاية ديلاوير الذين حصلوا على أعلى وسام مدني في الولاية.
وتركز سارة في برنامجها على رعاية صحية للجميع وعلى الإجازة مدفوعة الأجر وعلى إصلاح نظام العدالة.
سارة كانت وهي في عمر 13 عاماً منبهرة بخطابات باراك أوباما الذي كان عضواً بمجلس الشيوخ وقتها، كان مصدر إلهام لها تستمع إلى خطاباته بالساعات، وفي عمر الـ17، كانت زعيمة فرع ديلاوير للديمقراطيين الشباب. ثم عملت في حملة جاك ماركل الذي صار حاكماً للولاية. وقتها اكتشفت وهي تتولى مسئولية تقديمه في الفعاليات حضورها القوي وتمكنها، تقول: «اهتم هؤلاء المسؤولون المنتخبون بما يجب أن أقوله وأكدوا لي قوة صوتي»، كما عملت في البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق أوباما.
ترى سارة أفضل ما في الناس، وتقول «بغض النظر عما واجهته، فقد ساندني جيراني في هذه المنطقة. لقد دعموني خلال بعض أصعب الأوقات في حياتي، بما في ذلك فقدان زوجي. لقد ساعدوني على الشفاء عندما كنت أتألم وأعادوا إيماني عندما ترددت، ونحن بحاجة إلى شعور متجدد بالتفاؤل والطاقة والإيمان بالفرص المتاحة أمامنا. لكن التغيير يحدث فقط عندما يتقدم الأشخاص أصحاب الأفكار الكبيرة والشجاعة لإنجازها، لهذا السبب أنا هنا».
وشهدت الانتخابات الأمريكية نجاح متحولة جنسية أخرى، حيث فازت تايلور سمول بمقعد في مجلس النواب بولاية فيرمونت.