الخميس - 26 ديسمبر 2024
الخميس - 26 ديسمبر 2024

من سيفوز في الانتخابات الأمريكية؟ وكيف سيؤثر الفائز على منطقة الشرق الأوسط؟ محللون يجيبون

من سيفوز في الانتخابات الأمريكية؟ وكيف سيؤثر الفائز على منطقة الشرق الأوسط؟ محللون يجيبون

مكاتب الاقتراع - أ ب

بدأ العد التنازلي للحدث السياسي الأهم لهذا العام الذي يحبس أنفاس العالم وهو الانتخابات الأمريكية التي يتنافس فيها الرئيس الحالي (الجمهوري) دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن.

وتعتبر الانتخابات الحالية تاريخية إذ تزامنت مع أزمة جائحة كورونا التي يشهدها العالم لا سيما أمريكا التي سجلت حتى الآن أكثر من 9 ملايين و400 ألف إصابة وتخطت الوفيات حاجز الـ200 ألف، ولربما هذا هو الملف الذي يلاحق ترامب في هذه الانتخابات ويرى العديد من الناخبين أنه فشل في الاستجابة للوباء، كما أن عدد الناخبين الذين خرجوا للتصويت المبكر كان قياسياً إذ تجاوز 90 مليون صوت حتى الآن وفقاً لوكالة رويترز.



وتتوقع المحامية الحقوقية الأمريكية إيرينا تسوكرمان أن تكون نتائج التصويت الشعبي متقاربة جداً، وترجح فوز الرئيس ترامب نظراً لإقبال الناخبين الجمهوريين الذي كان مرتفعاً.

وأكدت في تصريح خاص لـ«الرؤية» أن قاعدة ترامب كانت أكثر نشاطاً مقارنةً بالديمقراطيين، كما أن معاناة الولايات المتأرجحة الرئيسية اقتصادياً من عمليات الإغلاق التي يدافع عنها الديمقراطيون قد تصب في مصلحة ترامب.



وأشارت إلى أنه على الرغم من دعم غالبية وسائل الإعلام للمرشح بايدن إلا أن الكشف عن شبهات الفساد وعلاقاته بالصين أثر على صورته سلبياً في نظر الناخبين.

وأكدت أن ترامب استفاد في هذا السباق من إنجازاته السياسية والدبلوماسية الكبرى خلال الأشهر والأسابيع التي سبقت الانتخابات لا سيما من الناحية الاقتصادية أيضاً إذ أظهرت دراسة حديثة أن وتيرة تعافي الاقتصاد سريعة وهي قضية رئيسية في الانتخابات الحالية.

الشرق الأوسط

قال رئيس المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه في تصريح للرؤية إنه سواء فاز ترامب أو بايدن لن يرغب الطرفان في الانغماس أكثر في المنطقة العربية، إذ لا ترغب الولايات المتحدة التدخل بشكل مباشر بالملف الليبي إنما تكتفي في أن يكون الدور الروسي محدوداً في روسيا.



أما عن الملف السوري فأوضح طه أنه من المتوقع أن يذهب ترامب للمفاوضات وسيعمل على بناء سوريا جديدة عبر الطريقة السياسية وليس عبر الهجمات العسكرية.

أما بايدن في حال أصبح رئيساً فهو يفضل أن يبقى الأمر كما هو في سوريا وليبيا وذلك خدمة لبعض المصالح الأمريكية من وجهة نظر الديمقراطيين الذين يمثلهم بايدن.



وفيما يخص الملف العراق قال أمجد طه إن كلا من بايدن وترامب اتفقا على دعم الحكومة الحالية لتقوم بوضع حد للدور الإيراني في العراق، وفي حال كان ترامب هو المنتصر سيكتفي بضربات عسكرية بسيطة جداً تلحقها ضغوط سياسية دبلوماسية وأمنية من قبل الحكومة العراقية.

أما عن الملف الإيراني فيرى أمجد طه أن هناك احتمالاً كبيراً أن يعقد بايدن صفقة للرجوع للاتفاق النووي مع إيران، ولن يقوم بالحد من الدور الإيراني ما يعني أنه في زمن بايدن قد يكبر ويعود الغول الإيراني للمنطقة مرة أخرى، وقد يقوم بايدن في الثلاثة أشهر الأولى من رئاسته بمغازلة دول كإيران وقطر.

وأضاف أنه في العمل الواقعي لن تختلف السياسة كثيراً على الرغم من أنها حاسمة وحازمة أكثر في زمن ترامب إلا أنها لن تكون عدائية في زمن بايدن.

أما بالنسبة للفائز في هذه المنافسة فيرى أمجد طه أن احتمالية فوز الرئيس ترامب كبيرة وأنه لن يفوز عن طريق الصناديق فقط، بل هناك بعض حالات التزوير من قبل الديمقراطيين التي كشفها الإعلام الأمريكي وبعض أعضاء الكونغرس وفي حال تم تقديم هذه العمليات للمحكمة العليا التي أغلبيتها من الحزب الجمهوري سيتم رفض أصوات الديمقراطيين وبالتالي الاستمرارية لترامب.



كما يتوقع طه أن يحصل بعض التشنج الاجتماعي داخل المجتمع الأمريكي سواء فاز ترامب أو بايدن في بعض الولايات لفترة بسيطة.

ومن ناحيته تمنى الباحث والأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين فوز المرشح ترامب ليكمل مسيرة السلام بين إسرائيل والعديد من الدول العربية لتصل في نهاية المطاف للسلام مع فلسطين، وأشار إلى أن ترامب على دراية بكيفية التعامل مع السياسة في منطقة الشرق الأوسط.



وأضاف في تصريح لـ«الرؤية» أنه يراهن على فوز ترامب وذلك بسبب شبهات الفساد التي تلاحق بايدن لا سيما ارتباطه بجماعة الإخوان وتبنيه لسياسة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران ويرى أن من مصلحة الشرق الأوسط أن يفوز ترامب في الانتخابات.

وتابع قائلاً إن بايدن لا يفقه بالتعامل مع سياسة الشرق الأوسط وسيقود المنطقة لصراع مع إيران لا سيما فيما يخص الاتفاق النووي.

أما فيما يخص المعطيات الحالية حول المرشح الفائز فأكد كوهين أن المعطيات هي ذاتها التي كانت في الانتخابات السابقة عندما توقع كافة المحللين السياسيين فوز هيلاري كلينتون آنذاك وكانت جميع استطلاعات الرأي من صالحها، ومن هذا المنطلق أكد كوهين أن المعطيات لا تمثل الحقيقة وأنه يعتقد فوز ترامب.



ومن ناحيته يرى الباحث في العلاقات الدولية الدكتور بندر الدوشي أنه من الصعب توقع الفوز في هذه الانتخابات المصيرية، ولكن في الوقت نفسه يرى أن ثقة الناخبين والقضايا الاقتصادية ترجح فوز الرئيس ترامب بولاية ثانية على الرغم من ملف كورونا الذي لا يزال يلاحقه.

وأضاف الدوشي أن ترامب اتخذ كافة الإجراءات الممكنة لمواجهة الفيروس، ويعتقد أن قضية الإغلاق التي يهدد بها الديمقراطيون سوف تنفر الناخب الأمريكي وسوف تدفع المستقلين إلى التصويت لصالح ترامب.



وأضاف الدوشي أن منطقة الشرق الأوسط لطالما تعاملت بشكل جيد مع الإدارات الجمهورية وهناك تقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي والإدارات الجمهورية التي تتفهم مخاوف الخليجيين وتتعامل معهم وفق استراتيجية مدروسة.

وأكد أن قادة الشرق الأوسط تفضل التعاون مع إدارة أمريكية واحدة لمدة 8 سنوات بدلاً من إدارتين مختلفتين.

أعمال شغب

وفي تصريح خاص لـ«الرؤية» قال الدكتور موتي عنباري وهو أستاذ في جامعة نورث كارولاينا في بمبروك إن هذه الانتخابات ستكون صعبة للغاية وتحبس أنفاس العالم، ويرى أن ترامب قام بحملة قوية وتجمعاته الانتخابية كانت مليئة بمناصريه على عكس بايدن.



وأضاف أنه في حال فاز ترامب سيقوم اليسار الراديكالي بالخروج للشوارع وممارسة أعمال الشغب أما في حال فاز بايدن فسيحترم مؤيدو ترامب هذه النتيجة.

ومن جانبه، قال المواطن الأمريكي حسام جندي وهو رجل أعمال من أصول لبنانية إنه ستتم إعادة انتخاب الرئيس ترامب بأغلبية ساحقة وفي حال عدم انتخابه سيكون هذا أسوأ خطأ في تاريخ أمريكا.

وصرح ضابط في شرطة فلوريدا فضل عدم الكشف عن هويته أنه يفضل أن يفوز ترامب في هذه الانتخابات، وقال إنه يتوقع في حال عدم فوزه حدوث الكثير من عمليات العنف من الجانب الآخر.