الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

لماذا لن يكون 3 نوفمبر نهاية حاسمة للانتخابات الأمريكية؟

لماذا لن يكون 3 نوفمبر نهاية حاسمة للانتخابات الأمريكية؟

جمود سياسي أم فوضى؟ (إي بي إيه)

توقع كاتب أمريكي أن تشهد الولايات المتحدة حالة من الجمود السياسي لفترة غير قصيرة، سواء فاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات أم خسر.

ويقول دوف زاكهايم، نائب رئيس مركز «ناشونال إنتريست» الأمريكي، إن 3 نوفمبر ربما يكون يوم الانتخابات، إلا أن الجميع يتفق تقريباً على أنه لن يكون يوماً حاسماً للانتخابات.

وأوضح زاكهايم في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» أن بطاقات الاقتراع التي يتم إرسالها بالبريد في ذلك اليوم يمكن أن تستمر عملية فرزها حتى الجمعة 6 نوفمبر، وقال إنه هنا ستبدأ ما أسماه «الحماقات الانتخابية».

وأشار إلى أنه إذا خسر ترامب الانتخابات، بحصول منافسه جو بايدن على 375 صوتاً على الأقل في المجمع الانتخابي، فإن مستشاريه ربما يقنعونه بمغادرة واشنطن وأن يظل صامداً استعداداً لمعركة أخرى، ربما عن طريق إنشاء محطة تلفزيونية خاصة به، أو ربما من خلال الاستمرار في مخاطبة عقل الجمهور عن طريق إطلاق التغريدات.

من ناحية أخرى، فإنه قد يختار الطعن حتى في نتيجة غير متناسبة في المحاكم.

ويقول الكاتب إنه يجب على ترامب أن يشعر بالخوف من إمكانية أن تسعى المدعية العامة لنيويورك، ليتيتيا جيمس، بتوجيه اتهام إليه وملاحقته قضائياً والسعي لسجنه بناء على اتهامات متنوعة تتعلق بالاحتيال. وأشارت جيمس في أكثر من مرة إلى أنها مستعدة للقيام بذلك بمجرد ترك ترامب منصبه.

ولم تكن جيمس الوحيدة التي تعتزم ملاحقة ترامب، حيث يسعى ممثل الادعاء لمنطقة مانهاتن، سايروس فانس، نجل وزير الخارجية الراحل في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر، وهو ديمقراطي مثل أبيه وكذلك جيمس، للحصول على سجلات ترامب الضريبية.

ويحقق فانس في مدفوعات ترامب المزعومة لامرأتين، إحداهما ممثلة إباحية والأخرى عارضة أزياء، مقابل إسكاتهما أثناء حملة انتخابات الرئاسة لعام 2016، بخصوص علاقات مزعومة خارج نطاق الزواج.

ومن غير المفاجئ أن ينفي ترامب تلك الاتهامات. لكنه بمجرد تركه منصبه سيكون من الصعب عليه عرقلة مضي التحقيق قدماً.

بناء على ذلك، ربما يختار ترامب عدم الإذعان لأي نتيجة ما لم تصل إلى المحكمة العليا، حيث يعول على دعم الأشخاص الثلاثة الذين قام بتعيينهم. أما مسألة إصدارهم حكماً لصالحه فهو شأن آخر رغم ذلك. وستعتمد القضية بالطبع على التفاصيل، وكيفية تقديم المحامين أدلتهم.

أما فيما يتعلق بانتخابات مجلس النواب، فمن المؤكد أن يحتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على المجلس، لكن تركيبة مجلس الشيوخ لن تتحدد يوم الانتخابات، بسبب تأخر فرز الأصوات. ومع ذلك، فبمجرد أن يتم فرزها، يمكن لمجلس الشيوخ أن ينتقل إلى الديمقراطيين.

ومن غير المرجح أن تعود سوزان كولينز من ولاية مين، وكوري جاردنر من كولورادو، ومارثا ماكسالي من ولاية أريزونا إلى مجلس الشيوخ. وهذا يعني أنه في حالة بقاء ترامب في منصبه، فإن الديمقراطيين سيحتاجون إلى صوتين إضافيين للسيطرة على مجلس الشيوخ، أحدهما لتعويض خسارة دوج جونز المحتملة في ألاباما، والثاني لتجنب مجلس مقسم بالتساوي يتيح لمايك بنس فرصة التمتع بالصوت الحاسم.

ويجد كل من جوني إرنست من ولاية أيوا، وديفيد بوردو، وكيلي لوفلر، وكلاهما من جورجيا، وتوم تيليس من نورث كارولينا، أنفسهم جميعاً يتنافسون في سباقات صعبة للغاية. ويجب أن يخسر 2 منهم حتى يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ حتى لو أعيد انتخاب ترامب.

أما إذا فاز ترامب واكتسح الديمقراطيون الكونغرس، فبإمكان الأمريكيين أن يتوقعوا أزمة في واشنطن للعامين المقبلين على الأقل. فسيقوم ترامب كعادته بتوقيع الأوامر التنفيذية. وستعني سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ أن بيرني ساندرز سيترأس لجنة الموازنة، وبجانب الديمقراطيين اليساريين في مجلس النواب، وخاصة أعضاء كتلة خفض ميزانية الدفاع، سيدفع من أجل جدول أعمال اجتماعي جذري بينما يدعو إلى إجراء تخفيضات كبيرة في الإنفاق الدفاعي.

وبلا شك سيستخدم ترامب الفيتو ضد أي تشريع جذري ولن يكون للديمقراطيين أصوات كافية لتجاوزه.

ومن ناحية أخرى، سيكون الديمقراطيون في وضع أفضل كثيراً لعرقلة تعييناته القضائية وغير ذلك من التدابير التي ربما يؤيدها بمجرد سيطرتهم على الكونغرس بمجلسيه.

ويختم الكاتب تقريره بالقول: «إن الجمود في هذه الحالة أفضل من الفوضى التي أصبحت سمة مميزة لسياسة واشنطن منذ 20 يناير 2017».