مع تجدد الصراع في إقليم «ناغورنو قره باغ» بين أذربيجان وأرمينيا وتدخل تركيا لمساندة الجانب الأذربيجاني، عاد الأرمن الذي يعيشون في تركيا إلى دائرة الاستهداف وقلب الكراهية مرة أخرى.
وأكد تقرير لصحيفة «فرانكفورتر الغمانيه تسيتونغ» أن هناك مخاطر من أن تتحول خطابات الكراهية ضدهم تدريجياً إلى المزيد من الجرائم تضاف إلى قائمة الهجوم المستمر عليهم وسط تجاهل نظام الرئيس رجب طيب أردوغان حمايتهم.
ونقل التقرير عن الأرمني «روبرت كوبتاس» الذي كتب على تويتر «أنها تجربة مروعة حقاً أن تكون أرمنياً مولوداً في تركيا، فهي تجربة تجعلنا ملعونين، بينما يطلق عليها حياة».
وكوبتاس هو أحد الأصوات المهمة للأرمن في تركيا، ويؤكد التقرير غضبه وحزنه الشديد مما يحدث للأرمن الذين يعودون في أي وقت لدائرة الضوء والخوف والخطر بمجرد نشوب نزاع بين أذربيجان وأرمينيا أو أن يمرر أي برلمان في العالم قراراً بشأن الإبادة الجماعية للأرمن.
وقالت الصحيفة إن النائب التركي غارو بايلان كذلك يتعرض حالياً لضغوط كبيرة لأنه يقع في مرمى نيران خصومه لكونه ممثلاً بارزاً للأرمن في تركيا.
وأنه بمجرد أن تحدث لصالح الحل السلمي للصراع في القوقاز، لم يحب القوميون الأتراك ذلك واشتدت الحملات ضده حيث وضع مركز الفكر القومي التركي «أسام» نداءات ببعض الصحف القومية تتهمه بـ«الخيانة» وتدعو القضاء والبرلمان إلى اتخاذ «الخطوات اللازمة» ضده.
وبايلان هو أحد النواب السبعة من حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، والذي من المقرر أن ترفع الحصانة عنهم إذا ما أقر المدعي العام في أنقرة ذلك في الأسابيع المقبلة للتمكن من محاكمتهم لاتهامهم بالدعوة إلى مسيرات عام 2014، عندما كان بايلان عضواً في لجنة الحزب لدعم مدينة كوباني الكردية السورية التي تعرضت لهجوم من قبل ميليشيات داعش الإرهابية.
من جانبه وصف رافي كانتيان، رئيس الجمعية الألمانية الأرمينية، الهجوم على بايلان وغيره من الأرمن في تركيا بأنها أمور مثيرة للقلق. وأنه لا تزال حصانة بايلان البرلمانية تحميه إلى حد محدود مؤقتاً، لكنها لن تحميه من الجماعات شبه العسكرية السرية مثل «لواء الانتقام التركي» القومي المتطرف، والذي كان مسؤولاً عن العديد من الاغتيالات والتهديدات بالقتل.
وأحصت مؤسسة هرانت دينك الأرمينية 803 حالات «خطاب كراهية» ضد الأرمن في وسائل الإعلام التركية العام الماضي، وهو عدد أكبر بكثير من أي أقلية أخرى في البلاد.
وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام التركية لا تفرق في تغطيتها العدائية بين المواطنين الأرمن في تركيا وسياسات جمهورية أرمينيا. وأنهم يستخدمون فقط مصطلح «الأرمن».
وأشار التقرير إلى أن الأرمن يشعرون في تركيا بالقلق إزاء الهجمات التي وقعت بالفعل في الأشهر الأخيرة. ففي مايو الماضي، أراد أحد المهاجمين إشعال النار في بوابة الكنيسة الأرمنية في أحد المناطق بإسطنبول، وبعد 3 أسابيع تم هدم الصليب عند بوابة كنيسة أخرى في نفس المدينة. وفي أغسطس، تم تدنيس قبور المقبرة الأرمنية في أنقرة وتلقت مؤسسة هرانت دينك الأرمينية رسالة تهديد.