يشهد العراق حالة من التوتر عقب إعلان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري انسحابه من العملية السياسية الأربعاء، و كشفت مصادر مطلعة، عن وجود استعدادات لتحركات من قبل أنصار التيار الصدري الفترة المقبلة، احتجاجاً على تدهور الأمور وفشل المشاورات حول تشكيل الحكومة، منذ الانتخابات البرلمانية أكتوبر الماضي، الأمر الذي دفع مقتدى الصدر إلى إعلان انسحابه من العملية السياسية وقبلها استقالة نواب تياره من البرلمان.
وقالت المصادر في تصريحات خاصة، إنهم رصدوا نصب عدد من الخيام منذ الأربعاء، استعداداً لتظاهرات التيار الصدري على نطاق واسع في بغداد ومحافظات الجنوب وخصوصاً النجف، حيث المقر الروحي للتيار الصدري، وهذه التظاهرات من الممكن أن تبدأ فجأة وفق ما يستجد من أحاديث وتصرفات الإطار التنسيقي الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن هناك وساطات لعودة التيار الصدري للعملية السياسية من جديد، لأنهم يعلمون أنه ليس بإمكانهم تشكيل حكومة بدون التيار الصدري، كونه صاحب وزن انتخابي وجماهيري.
ترقبوا وتأهبوا
وأوضحت المصادر، أن التيار الصدري متفرغ حالياً للجماهير، وبإشارة واحدة منه من الممكن أن تنطلق تظاهرات عارمة وكبيرة، لافتة إلى أن هناك منشورات توزع في مناطق مختلفة من بغداد، وبعض المناطق في العراق مكتوب فيها «ساعة الصفر قريبة.. ترقبوا تأهبوا»، و هي أمور توضح أن أي مظاهرات شعبية من الممكن أن تنطلق في أي لحظة، ويبتعد التيار الصدري في المقابل عن الإعلام خلال هذه الفترة، ويعيش حالة من الاعتكاف السياسي، وقد عُقد اجتماع الأربعاء بين مقتدى الصدر والنواب المستقيلين بالتيار الصدري من البرلمان، استغرق وقتاً طويلاً للغاية، ولم يتم الإفصاح عن التفاصيل كاملة، مشيراً إلى أن بعض الحركات في العراق كتحالف الفتح وائتلاف النصر وبعض المستقلين ضمن الإطار التنسيقي، وبعض الأطراف التابعين لدولة القانون قاموا بإرسال رسائل وتصريحات تطلب من مقتدى الصدر العدول عن قراره، وهذه التوسلات ستستمر طويلاً، لأنهم يعون جيداً مدى خطوة الشارع الصدري الغاضب.
وأشارت إلى أن التيار الصدري أصبح أكثر قوة وهو خارج البرلمان، وبات أكثر شرعية لأنه يستمد قوته من الشرعية الجماهيرية، لذلك مع إصرار مقتدى الصدر، على عدم العودة للعملية السياسية، والاعتكاف سياسياً بشكل تام وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، سوف يكون العراق مقبلاً على تصادمات كبيرة بين الجانب الصدري وبين الإطار التنسيقي، وستكون هناك مظاهرات عارمة لن يقل شأنها عن مظاهرات تشرين 2019، ومشروع حروب داخلية بين جانبين وطرفين شيعيين قائم، ومن الممكن أن نشهد شراراته في أي لحظة.
توترات في الناصرية
وشهدت مدينة الناصرية الخميس، عدداً من التوترات، حيث قطع عدد من الخريجين المحتجين جسر الزيتون وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم، وهددوا خلال التظاهر باستمرار احتجاجهم وتصعيده حال إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم وتوفير فرص عمل لهم، وأشارت مصادر في تصريحات خاصة، أن هنا شوارع مغلقة، ودوائر معطلة وشبه شلل في المدينة، وأن عدداً كبيراً من المحتجين ضمن الخريجين والراغبين في الحصول على فرص عمل، هم ضمن التيار الصدري.
في سياق متصل، من المرتقب عقد اجتماع بين رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، والإطار التنسيقي، والحزب الديمقراطي الكردستاني، لبحث مستجدات انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية، وخطوات البرلمان التالية للتعامل مع الفراغ الذي أحدثه استقالة نواب الكتلة الصدرية، وما سيترتب على ذلك.
وشددت السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي، على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة بالعراق تلبي تطلعات الشعب العراقي، وتخدم جميع المكونات دون تمييز، وأن تتمتع بعلاقات جيدة مع المجتمع الدولي، وجددت خلال لقائها بالسيد مسرور بارازاني رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، بمناسبة توليها منصبها، التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم إقليم كردستان، بجانب إحلال الأمن والاستقرار في العراق.