الأربعاء - 04 ديسمبر 2024
الأربعاء - 04 ديسمبر 2024

أبوالغيط: مخاطر الحرب النووية تفوق أي وقت مضى

أبوالغيط: مخاطر الحرب النووية تفوق أي وقت مضى

أبو الغيط في كلمته أمام مندى باكو العالمي.

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إن العالم يمر بأوقات متوترة، والشعوب تشعر بالقلق من المستقبل، مشيراً إلى أن الخوف يمكن أن يقود لقرارات خاطئة، وهكذا تتحول الأزمات إلى كوارث، حيث إن أوقات الأزمات تختبر لدينا قدر الحكمة والحس التاريخي.

وأضاف أبوالغيط في كلمة له أمام منتدى باكو العالمي، المنعقد في أذربيجان، الخميس، أن أخطر تهديد يواجه العالم اليوم هو المنافسة بين القوى الكبرى، لأن الصراع بينها يجعل العالم كله طرفاً، ويحول دون الاستجابة للتحديات التي تواجه البشرية، لافتاً إلى أنه يتعين البحث عن توازن جديد لإنقاذ العالم من فخ تكرار التاريخ.

وأشار إلى أن «اليوم تم إدراك أن الحرب العالمية الأولى لم تكن ضرورية، وأن القادة كانوا يسيرون نياماً، حيث إن الحرب لم تحل أي شيء، ومهّدت السبيل لحرب ثانية أشد فتكاً؛ ومن ثَمَّ لا ينبغي أن نسير نياماً مرة أخرى نحو الهاوية، فمخاطر الحرب النووية تفوق أيّ وقت مضى».

وتابع أن «التاريخ يعلمنا أن السلام ليس مضموناً، وإنما يكون محصلة سنوات وعقود من العمل التمهيدي الجاد، فهو إلى حد كبير نتاج حكم ذكي وحكمة تاريخية متراكمة»، لافتاً إلى أنه عندما تصبح الأوقات صعبة على الساحة الدولية، فإنه يفضّل أن ينظر إلى الوراء لمعرفة الطريق إلى الأمام، وهو فن قراءة المستقبل من خلال عدسة الماضي.

وأوضح أنه «عندما يتم اعتبار السلام أمراً مفروغاً منه، فمن المرجح أن تندلع الحروب، فإشعال شرارة الحرب يستغرق لحظة، لكن الأمر يستغرق سنوات وعقوداً لتهيئة الظروف التي أدت إلى مثل هذه اللحظة، أعتقد أن الأمر استغرق 50 عاماً لإعداد الأرض للحرب العالمية الأولى، و4 أيام فقط حتى ينفجر برميل البارود».

وأضاف أبوالغيط، أن «التهديد الأول للسلام العالمي لم يتغير منذ حروب نابليون في أوائل القرن التاسع عشر، فهذا التهديد سببه منافسة قوى عظمى، ومن السهل جداً معرفة السبب، فالحرب في أوكرانيا مثال لذلك، فتأثيرها غير المباشر محسوس في جميع أنحاء العالم، حيث إنه عندما تنخرط القوى العظمى في الصراع، فإن العالم بأسره يدخل بطريقة أو بأخرى في هذا القتال، وعندما تفشل القوى العظمى في إيجاد أرضية مشتركة أو قواعد سلوك متفق عليها في الشؤون الدولية، يصبح من الصعب بشكل متزايد تحقيق تقدم في التعامل مع أي من التحديات العالمية التي تواجه العالم».

وشدد أبوالغيط على ضرورة اليقظة و«عدم السير مرة أخرى إلى الهاوية، حيث إنه يجب أن تأخذ الدبلوماسية وفن الحكم مركز الصدارة، فمخاطر الحروب العالمية في العصر النووي أعلى بكثير من أي وقت مضى في التاريخ، يجب أن ترشدنا الحكمة التاريخية إلى إيجاد التوازن الصحيح»، مشيراً إلى أن الأمر لن يكون سهلاً، وسيستغرق وقتاً وبراعة بشرية، مؤكداً أنه بين الفوضى والاضطراب الظاهر، سيظهر توازن جديد لإنقاذ العالم.