الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

العليمي: اليمن يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم ومليشيات الحوثي ترفض السلام

العليمي: اليمن يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم ومليشيات الحوثي ترفض السلام

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد محمد العليمي

قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد محمد العليمي، إنه بعد أكثر من 7 سنوات على الحرب المستمرة التي تشنها المليشيات الحوثية في أنحاء البلاد وبوسائل متعددة، فإن هناك كلفة هائلة تكبدها اليمن وجيرانه، وهناك مخاطر محدقة بخطوط الملاحة الدولية في واحد من أهم الممرات التجارية في العالم، فاليمن اليوم هو أكبر أزمة إنسانية من حيث عدد السكان الذين يحتاجون لمساعدات، ويمثل أكبر تجمع للنزوح الداخلي على وجه الأرض، إلى جانب أنه أكبر حقل ألغام في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وأكبر قاعدة للجماعات المدعومة إيرانياً في تسيير الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، مشيراً إلى أن استمرار الهجمات العابرة للحدود من شأنها أن تمثل أخطر تهديد لإمدادات الطاقة العالمية من دول الجوار، التي لطالما حرصت على أمن واستقرار اليمن وإنهاء معاناة شعبه.

موجة جديدة من الهجمات والدمار

وأوضح العليمي، في كلمة له أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، أن التعاون والتخادم الصريح بين عملاء إيران والتنظيمات الإرهابية في اليمن ينذر بموجة جديدة من الهجمات والدمار، خاصة بعدما أفرجت المليشيات عن العديد من المحكومين بقضايا إرهابية، لافتاً إلى أن الأمن الغذائي والعسكري والمعلوماتي والبيئي، فضلاً عن الهوية الوطنية القومية باتت جميعها تحت خطر التهديد الإيراني وعملائهم في المنطقة، المتمرسين وراء مشروعهم الهدام، مشيداً في هذا الصدد بقرار الجامعة العربية على مستوى المندوبين بإدراج جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، مطالباً بضرورة حث الدول العربية على تفعيل هذا القرار بصورة عاجلة من أجل ردع الانتهاكات الفظيعة بحق الشعب اليمني، وتجفيف موارد تمويل هذه المليشيات الإرهابية.

وأضاف، أن هناك حالة من التفاؤل لدى أبناء الشعب اليمني بمن فيهم أولئك الذين يعيشون تحت قبضة المليشيات الانقلابية، بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني قبل نحو شهرين من الآن، حيث يعلقون آمالهم على المجلس خصوصاً بشأن مطلب استعادة الدولة، واستئناف صرف رواتب الموظفين في مناطق المليشيات، وإعادة بناء المؤسسات في العاصمة المؤقتة عدن، موضحاً أنه منذ ذلك الحين يعمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، على بلورة السياسات الكفيلة بتحقيق هذه الآمال، والوفاء بتعهداتها المعلنة.

وأشار، إلى أن هذه الجهود أفضت حتى الآن إلى الحفاظ النسبي على استقرار سعر العملة، وإن كانت لا تزال مرتفعة، كما أقر المجلس مصفوفة حكومية تنفيذية لتحسين الخدمات في مدينة عدن، والمحافظات الأخرى، وعلى الصعيدين الأمني والعسكري، شكل المجلس لجنة مشتركة لإعادة هيكلة وتوحيد القوات المسلحة والأمن، كما تسلم مسودة القواعد المنظمة لعمل المجلس وهيئاته المساندة، إضافة إلى إصلاحات أخرى مرتقبة في السلطة القضائية والقطاعات الخدمية.



الترحيب بكافة جهود السلام

وأكد العليمي، الترحيب بكافة جهود السلام، وتمت مناشدة المليشيات بالجنوح إلى السلام ووقف دوامة العنف، وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح إيران التوسعية، من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني، واستجابة لمساعي الأشقاء العرب والأصدقاء، وقد أوفى مجلس القيادة بالتزاماته كافة، حتى تحول إلى هدف لضغوط وانتقادات داخلية واسعة، لما فسر على أنه تفريط وتساهل من جانبه، إزاء نهج المليشيات الحوثية، المعروفة بنكث العهود والاتفاقات والنظر إلى أي دعوة سلام على أنها حرب ناعمة لتفكيك بنياتها الداخلية القمعية، مشيراً إلى أن المليشيات الحوثية لا تستجيب لدعوات السلام ومبادرات الأمم المتحدة.

واستطرد العليمي، أنه في الشهر الأول للهدنة، دخلت كافة سفن الوقود عبر موانئ الحديدة دون وفاء المليشيات ببند ادعاء عائدات رسوم هذه السفن إلى حساب خاص في البنك المركزي لدفع رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كما تم تسهيل تسيير الرحلات التجارية بين صنعاء وعمان، ومؤخراً بين صنعاء والقاهرة، في حين ما تزال طرق تعز والمحافظات الأخرى بالكامل تحت الحصار الحوثي، وهي أحد عناصر الهدنة التي أعلنها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.

تعبئة الموت ليست للحياة

ولفت العليمي، إلى أن هناك إحباطاً سائداً من إمكانية تحقيق السلام مع جماعة إرهابية، كرست جهودها ومنابرها للتعبئة والموت وليس الحياة، أملاً في دعم جامعة الدول العربية في حشد القدرات العربية والدولية إلى جانب إصلاحات مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ضامنة لاستعادة الدولة وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.

وتابع، أن التحديات الاقتصادية أهم كابح أمام الخطط الرامية لتحسين سبل العيش والتخفيف من الكلفة الإنسانية، وهي الخطط والأهداف التي يأملون من الجامعة العربية دعمها، وإنجاحها عبر تنفيذ قرارات القمم والمجالس الوزارية التي تنص على دعم اليمن، وقياداتها الشرعية ف

ي مختلف المجالات، وخصوصاً في المجال التنموي والإغاثي والصحي، وتدريب الكوادر البشرية، فضلاً عن إمكانية الاستفادة من قدرات المنظمة العربي للتنمية الإدارية.

التنسيق مع تحالف دعم الشرعية

وأعرب العليمي عن أمله في المضي في مبادرات الجامعة العربية، من أجل الترتيب لاجتماع عربي ودولي لإعادة إعمار اليمن، بالتنسيق مع الحلفاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ومجلس التعاون الخليجي، كما أعرب عن تطلعه لدور فاعل من أجل فتح معابر تعز والمدن الأخرى، وإنقاذ الناقلة صافر من الانهيار.

وعبر العليمي، عن شكره لمواقف جامعة الدول العربية المساندة لمشروع استعادة الدولة اليمنية، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، مشيراً إلى أن دور الجامعة كان له بالغ الأثر في إبقاء القضية اليمنية على رأس أولويات الجامعة العربية، أملاً أن تظل القضية اليمنية في قلب جدول أعمال القمة العربية المقبلة، بالتنسيق مع الأشقاء العرب في تحالف دعم الشرعية، مؤكداً أهمية دور المنظمات والهيئات الإقليمية وفي المقدمة جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون والاعتماد عليهما في صناعة السلام والدفاع عن مصالح الشعب اليمني، جنباً إلى جنب مع منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، داعياً الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، إلى زيارة عاصمة السلام، العاصمة المؤقتة عدن.